وقال الصفدي إن الأردن استطاع بفضل حكمة القيادة الهاشمية ووعي شعبه وقوة مؤسساته، تجاوز العديد من التحديات والمحطات الصعبة التي فرضتها الظروف الإقليمية والدولية، والأزمات التي يشهدها الإقليم، مشددا على دور جلالة الملك المحوري في قيادة السياسة الخارجية الأردنية، من خلال العلاقات الطيبة والقوية التي أرساها جلالته مع مراكز صنع القرار الدولي والعديد من الدول.
جاء ذلك ضمن لقاء عقد مساء الأحد، في مركز الحسين الثقافي، بإدارة الزميل ماجد توبة، ضمن أمسيات صالون عمان، الذي تنظمه دائرة البرامج والمرافق الثقافية في أمانة عمان الكبرى، بحضور نائب مدير المدينة للتنمية المجتمعية حاتم الهملان، وجمع من الصحفيين والإعلاميين وأعضاء في مجلسي النواب والأعيان.
وشدد الصفدي على موقف الأردن الثابت والراسخ تجاه القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، مؤكدا أن معظم الجهود الأردنية مكرسة لإزالة الاحتلال ودعم حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وجدد الصفدي التأكيد على الموقف الأردني من أنه لا سلام ولا استقرار في المنطقة إلا بإقامة الدولة الفلسطينية ضمن حل الدولتين المدعوم عربيا ودوليا.
لكن الصفدي لفت إلى أننا وللأسف بتنا ندرك أن حل الدولتين بات يُقوّض عمليا مع صعود اليمين المتطرف الإسرائيلي والحكومة الحالية، والتوسع في الاستيطان والاعتداءات المتكررة على المناطق الفلسطينية ورفض الالتزام بعملية السلام والشرعية الدولية والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس.
واستدرك الصفدي بالقول "لكننا ما نزال نقول ونؤكد أن تقويض حل الدولتين خيار غير مقبول، ويعني الذهاب إلى خيار الدولة الواحدة، وهذا يعني دولة ابارتهايد (فصل عنصري)"، مشددا أنه لا يمكن أن يؤدي حل الدولة الواحدة إلى سلام دائم وشامل يضمن الاستقرار للمنطقة والعالم".
وبين أن السياسة والدبلوماسية الأردنية تعمل اليوم على وقف التدهور الحاصل جراء حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل، مستعرضا في هذا المقام أهداف ومرامي الأردن من عقد اجتماع العقبة قبل أشهر الذي جمع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بحضور عربي ودولي، ورغبة المملكة بتثبيت الحق الفلسطيني وتهدئة الأوضاع من قبل حكومة التطرف، لكن الأخيرة نقضت بالمحصلة كل ما اتفق عليه.
من جهة أخرى، تناول الصفدي المقاربة الأردنية الجديد تجاه سوريا وأزمتها والتي توجت بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، وقال "إن الأردن الأكثر تضررا بعد الشعب السوري من استمرار الأزمة السورية".
وأوضح أن "المقاربة الدولية في التعامل مع الأزمة السورية كانت تنصب على إدارة الأزمة وبقاء الوضع الراهن"، مشددا على أن الأردن يعتبر متضررا من مثل هذه المقاربة وكذلك الشعب السوري، فكانت المقاربة الأردنية الجديدة والتي تحولت إلى مبادرة تبناها العرب، وهي إعادة سوريا والانفتاح عليها والبحث عن حل للأزمة ودعم المصالحة السورية الداخلية، ووقف كل التحديات والمخاطر التي تهدد دول الجوار وعلى رأسها الأردن، الذي يعاني من تهريب المخدرات وتحديات أمنية وتداعيات أزمة اللجوء السوري في ظل تراجع الدعم الدولي للدول المستضيفة".
وأشار إلى إن لجنة التنسيق العربية مع سوريا تواصل حواراتها وجهودها مع الحكومة السورية لتنفيذ التزامات بيان عمان الذي تبع مؤتمر جدة العربي، معربا عن تفاؤله باستجابة الحكومة السورية لمتطلبات المبادرة العربية لحل الأزمة.
ولفت إلى أن جلالة الملك والدبلوماسية الأردنية عملا بكل قوة على تسويق المقاربة الأردنية لحل الأزمة السورية ووجدت صدى إيجابيا لدى الكثير من الفاعلين الدوليين، لكنها أيضا ما تزال تواجه ببعض العقبات التي نأمل بحلها وتجاوزها.
ويغادر الصفدي يوم غد الاثنين إلى دمشق في زيارة رسمية يبحث خلالها مع المسؤولين السوريين ملف العلاقات الثنائية وأيضا ملف العلاقات العربية مع سورية ومبادرة حل الأزمة.
واستعرض الصفدي الأعباء الكبيرة التي يلقيها ملف اللاجئين السوريين على الأردن، وعلى بناه التحتية وخدماته، الصحية والتعليمية والعمل، لافتا إلى أن الدعم الدولي والاستجابة الدولية لقضية هؤلاء اللاجئين والدول المستضيفة تراجعت بصورة كبيرة، ويسعى الأردن جاهدا لحث المجتمع الدولي على الالتزام بتعهداته في هذا السياق.
وأشار الصفدي إلى أن الاستجابة من قبل الحكومة السورية إيجابي، بخصوص الجهود الأردنية المبذولة، معربا عن أمله في التوصل إلى حلول بين الجانبين بهدف التقدم في مسار التعامل مع التداعيات التي فرضتها الأحداث الجارية منذ 12 عاما.
وشدد الصفدي على ضرورة تمكين اللاجئين السوريين من العودة إلى بلادهم وتهيئة كل الظروف المناسبة سوريا ودوليا لإقناعهم بضرورة العودة لوطنهم، مبينا أن ذلك مصلحة وطنية وسورية وعربية ودولية، والأردن يكثف جهوده بالتعاون مع المجتمع الدولي بهدف تنفيذ خطوات عملية تدعم عودتهم.
وأعاد الصفدي التأكيد على الموقف الأردني الثابت بتمسكه بكل الخيارات لحماية حدوده واستقراره من الأخطار التي تشكلها الحدود السورية، وعلى رأسها تهريب المخدرات والتحديات الأمنية ووجود بعض الميلشيات.
وأجاب الصفدي، في نهاية اللقاء، على تساؤلات الحضور، مثمنا جهود أمانة عمان من خلال دائرة المرافق والبرامج الثقافية في عقد اللقاءات المتنوعة ضمن صالون عمان الذي يعقد شهريا.