د.يزن ايمن هيجاوي : ساعبر عن ما يجول بخاطري رغم الانتقادات، و قد انتهى بنجاح بالغ ، المؤتمر الاردني الدولي للطب التجميلي الاول IJAC ، بحضور تجاوز الالف مشارك لاول مرة في الاردن .
ايام التحضير كانت صعبة و طويلة، و قد ادركت حجم المشروع الوطني منذ اللحظات الاولى التي قررت المشاركة فيها بكل الامكانات المتاحة. مشروع لرفعة الاردن ، و اعادة توجيه البوصلة العربية نحوه في القطاع الطبي و السياحة العلاجية و تعزيز سبل التعاون الاردني العربي ، و الاردني العالمي طبيا و تقنيا .
مؤتمر حرك كافة قطاعات الاقتصاد الاردني ، منذ ان حطت طائرات الملكية الاردنية التي تحمل ضيوف الاردن في مطار الملكة علياء الدولي ، للفنادق و المطاعم و حتى محلات التحف المنسية في وسط عمان القديم .. من قطاع النقل و سيارات الاجرة التي خدمت ما يقارب ٣٠٠ عربي و اجنبي لتريهم اصالة اردننا ، كثير منهم كان يزور الاردن للمرة الاولى و انبهر بتراثها و تطورها لوجستيا و طبيا و ثقافيا.
حتى البتراء ، لم تنسى و زارها صديقي التركي فاتح ، الذي حضر ممثلا عن واحدة من كبرى الشركات المصنعة للاجهزة الطبية في تركيا ، ليشاركنا هذا الحدث .
تنشطت كافة القطاعات ، ما يقارب على ٦٠ شركة محلية و عالمية تعاونت مع عشرات المطابع و شركات الدعاية و الاعلان و التجهيزات المختصة التي تشغل مئات الاردنيين و العرب ، كموظفين بعقود دائمة او كعمال مياومة ، لانهاء كافة التحضيرات لهذا الجمع العظيم.
كل هذا و لم اتطرق بعد لهدف المؤتمر الرئيسي : تعزيز قدرات و كفاءة اطبائنا الذين لطالما كانو شعلة من شعل العلم محليا، و عربيا و عالميا.
و تعريفهم باخر التقنيات الطبية العلاجية و التجميلية لخدمة ابناء شعبنا و جيراننا ، و تثبيت مكانة الاردن عربيا كخيار امثل للعلاج و السياحة ، رغم الصعوبات.
كباحث وطالب دراسات عليا في ادارة الاعمال ، اتفكر في حجم الاستثمار الذي تم ، كاداة من ادوات الاقتصاد لانعاشه ، لتوجيه صدمة ايجابية تدفع العجلة الاقتصادية المتباطئة ، و لتعيد البوصلة نحو اردننا اقليميا على كافة الاصعدة ، اقتصاديا و طبيا و سياحيا.
نهاية، اذكر احد الاصدقاء الجدد ، الذي تعرفت عليه في هذا المؤتمر ، و هو الطبيب الامريكي السبعيني
Dr. Peter Rullan ، الذي قدم من كاليفورينا للمرة الاولى في حياته ليزور دولة عربية ، فحطت قدماه في اردن الملك الحسين الباني ، رحمه الله ، و اردن الملك عبدالله المعزز ، حفظه الله .
يحدثني صديقي السبعيني الجديد ، عن انبهاره بالاردن و سعادته بهذه الفرصة ، بعد ٧٠ عاما ، للتعرف علينا بعيدا عن كذب وسائل الاعلام الامريكية.
يقول بيتر و قد استاذنته ان انقل كلامه علنا :
" سعيد بفرصة زيارة دولة عربية للمرة الاولى اخيرا ، تعرفت على العديد من الاردنيين و الفلسطينين و المصريين على ارض الواقع بعيدا عن كذب الاعلام ، الاعلام الامريكي يكذب.. الفلسطينيون يستحقون ان يحصلو على ارضهم .. ساخبر كل اصدقائي عندما اعود"
اقسم اني ارتجفت من هذه الكلمة .. و هنا استاذنته ان اقول هذا الكلام علنا ، و التقطت صورة للذكرى احفظها لعلنا نلتقي في الربيع القادم ، في المؤتمر الاردني الدولي للطب التجميلي الثاني ٢٠٢٤.