ورغم مرور 15 عاما على الحادث الأليم، لكن يحيى وزيد وعنود لم يغيبوا يوما عن ذاكرة وقلب الراحل الخصاونة، بلياليها، وأيامها الطويلة.
وتاليا ما كتبه الراحل يسار الخصاونة:
الرضا بقضاء الله علمني أن لا أكتب بالدمع عن رحيلهم ما دامت أرواحهم ترفرف في البيت الذي أحبوه ، نعم قد تفنى الأجساد لكن الأرواح باقية ، قد تذبل الوردة لكن عطرها باقٍ ، وعطر أرواحهم ما زال بيننا يحدثنا ونحدثه .
قالت لي العنود ، نحن هنا يا أبتي نعرف ونسمع ، نفرح ونحزن ، لقد آلمنا ما أصابك و نعرف رضاك بقضاء الله واشتياقك لنا ، فارتحنا كثيراً ، لا تحزنوا من أجلنا فالأطفال كما تعلمون طيور الجنة لكن دون أقفاص ، هنا لا يوجد قفص واحد ، أبواب الرحمة مشرعة ، وأبواب الاستغفار مشرعة ، والاستجابة من رب العالمين جاهزة هدية لمن تاب و استغفر ، قد قلت لك يا أبتي ما يريد إخوتي أن يقولوه ، فماذا عندك لتقوله لنا ؟
أبنائي هل تعلمون أنكم ما غادرتم البيت ، عطر أرواحكم في كل مكان ، ملابسكم ما زالت كما هي تبوح لنا بضحكاتكم ، أعلم أنها أصبحت ضيقة عليكم ، لكن حنان الأم لم تزل تراها مناسبة ، أغراضكم ما زالت بمكانها ، لم نحاول كشف سر هذه الأغراض ، ونحن نعلم أن ما خبّأتموه فيها أحلام الطفولة فقط ، ما أجمل الطفولة التي تعيشونها ، كبرنا نحن ، وأنتم ما زلتم صغاراً ، أبوح لكم بسر يضحكني دون دمع ، أمكم أراها في الصباح تذهب إلى غرفكم لتوقظكم ، من أجل الصباح والذهاب إلى المدرسة ، وأحمد الذي لم يرافقكم في رحلتكم حزين لأنه يظن أنه أصبح وحيداً دونكم ، و أكاد كلما نظر إلى أمير يبكي لأنه يريد منه أن يعانقكم ، أقول له لا تبكي فالعنود لا ترضى أن يناديها عمتي فيضحك وأضحك ثم نتعانق ، أعجبني ما قلتيه يا العنود أنكم طيور بلا أقفاص فالغناء بحاجة إلى فضاء وفضاؤكم واسع ، واسع بإذن الله
حديثي معكم لا ينتهي ، ولو توقفت عن الكتابة الآن سوف أبقى أذكركم وأدعو لكم في صلاتي وفي صحوي ، أبنائي حقائب كتبكم ما زالت في غرفتكم ، أعرف أن منهاج المدارس قد تغير لكن منهاج حبنا لكم باقٍ للأبد هكذا تقول أمكم ، هي تعرف ما أكتبه من أجلكم ، وسوف تبقى تنتظر رسالة جديدة منكم لترد هي بنفسها عليها
خمسة عشر عاماً والعطر يفوح ، من أجلكم لن أبكي لكنني سأدعو كما عهدتموني بالدعاء
يسار الخصاونة كتب عن أبناءه الذي فقدهم في حادث سير قبل وفاته
أخبار البلد - أخبار البلد - استذكر النائب الراحل يسار خصاونة، قبل وفاته بنحو شهرين ، أطفاله الثلاثة الذين وافتهم المنية إثر مجزرة مرورية على طريق إربد عام 2008 حصدت أرواح 24 شخصا، لحافلة ركاب كانت متجهة من العقبة الى اربد مرورا بالعاصمة.