الله
الغائب الحاضر ، أصبحت حياتي قاحلة جرداء لا فصول تمر بها لا طعم ، لا لون ، لا ملجأ ، لاشيء من بعدك وبدونك ......
ذاكرتي تملأها ألف حكاية وحكاية أتلوها على قلبي كل دقيقة ، فأنت لست بقربي وها هي الأيام تمضي فلورا أنك تسكن معي ولا تفارقني وأتخيلك بيننا تنادي بأعلى الصوت وأبحث عنك في كل صوب أفتقدك بين الحين والحين فتخبرني عنك أعمالك وتفوح سيرتك العطرة بأنفاسي وذكرك الطيب ليحدثني عنك فأنت كنت الصديق والسند والأب والمعلم والمدرسة والقدوة التي أتباهى واتفاخر فيها بين كل الناس ، فعندما يسألوني عنك فكل الأجوبة انت السند الغالي والصديق الصدوق ملهمي وراسم طريقي نحو القمم وصاحب العطاء الذي لا ينظب ،
صدقا لا أستطيع الكتابة عنك فمهما أكتب لا أوفيك حقك .........
إنها الحياة تؤلمنا بالفراق وتأخذ العزيز دون إذن ولكن هي إرادة الله سبحانه وتعالى فقد كنت تخبرني دائما وتقولها لي (إنها الدنيا لا حسافة عليها ) فاجعل مخافة مرحبا الله بين عينيك واصنع المعروف بين الناس وأجعله خالصا لله واجعل سائر أعمالك نحو الخير . .......
إنه الموت الذي يأتي فجأة يسرق أعزهم على قلوبنا ويجعل في القلب غصة وألم يحرقنا لآخر أنفاسنا ،فهو لا يعلم أن قوتنا بحضورك وطرقنا ترسم بوجودك ، أيتها الحياة كم انتِ قاسية تبا لكِ ، تبا لك.......
فأصبحنا نموت كل لحظة بفقداننا العزيز الغالي... وتمضي الأيام بلا جدوى ولكن هو القدر المكتوب من الله العلي العظيم خالق هذا الكون فهي حياة وليست جنة ، فأصبحنا لا نملك إلى التضرع لخالقنا ، ان يتغمدك برحمته الواسعة ويغفر لك ، ويعفو عنك، ويسكنك فسيح جناته ، ويجعلك في الفردوس الاعلى انت وجميع موتى المسلمين والمسلمات فهو الرحيم الغفور.......
يا أبي ما أنت في ذا أول .... كل نفس للمنايا فرض عين ... هلكت قبلك ناس وقرى ... ونعى الناعون خير الثقلين... غاية المرء وإن طال المدى ..... آخذ يأخذه بالأصغرين.