تستيقظ الأم قبل الجميع في المنزل، تهرول إلى المطبخ لإعداد الساندويشات المدرسية للابناء البالغ عددهم خمسة أفراد بين ذكور وإناث، ثم تعطف راجعة إلى غرف النوم لايقاظ ابنائها الى المدرسة.
يستيقظ الصغار مليئين بالنشاط والحركة ويطوفون حول امهم كصغار النحل حين يكتنف ملكته من كل جانب، وكل منه لديه رغبة لابد من تلبيتها فورا، فهذا يبحث عن فردة جراب وذاك يبحث عن قميص المدرسة وتلك عن بكلة شعر وآخر في المهد يحتاج تبديل الفوطة، وأمهم تجول معهم بين الغرف باحثة تارة ومهندمة تارة، ثم يأتي وقت الفطور، فيلتف الجميع حول المائدة وقد التقم كل منهم ساندوش ليقضمه أو كوب شاي ليحتسيه، وغالبا ما ينسكب كوب الشاي وتضطر المسكينة لبدء يومها بعملية الشطف والتي كان من المفترض أن تقوم به بعد الظهر، وما أن يخرج الابناء الى المدرسة إلا وقد بدا وكأن اعصارا قد حطّ بالمنزل وجعل عاليه سافله.
للام منزلة عظيمة في حياة الاسرة ولولاها لكان سير الحياة عسيرا جدا، فهي القلب النابض والشمعة المضيئة للعائلة، واحترامها واجب حتمي على الجميع و مأمور به شرعا، يقول ربنا تبارك وتعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}