بسام بدارين - جأة وبدون مقدمات إستخدمت جهة ما في السلطة الأردنية نفس الإسطوانة المشروخة التي تربط الحراك السياسي وألشعبي بأجندة غامضة للأخوان المسلمين قوامها السعي لتسلم السلطة عبر إنتخابات عامة متفق عليها مع رئيس الوزراء عون الخصاونة لتكريس الوطن البديل.
وتم تشغيل زر هذه الإسطوانة بكفاءة خلال اليومين الماضيين إما من قبل نشطاء في صف المتقاعدين العسكريين أو مثقفين يساريين قفزوا لسطح الحدث مقترحين على القصر الملكي التصرف بسرعة وإقالة وزارة الرئيس الخصاونة لإنها تخطط لهذه النتيجة.
وعلى نحو واضح نجحت تكتيكات أمنية رسمت لإضعاف الحراك خصوصا في أوساط العشائر الحليفة للنظام في تجاوز هدفها إلى إتجاه جديد في الحياة السياسية يتهم الخصاونة ومعه تنظيم الأخوان ألمسلمين بتهيئة البلاد للتوطين السياسي والتجنيس بشراكة مع الحركة الإسلامية التي إستذكر خصومها اليوم أنها تعارض قرار فك الإرتباط مع الضفة الغربية.
ووسط تنامي هذا الضجيج الإتهامي لا أحد يريد الإستماع للقائد العسكري البارز الجنرال محمد الرعود وزير الداخلية الذي عاد أمس وفي صحيفة 'الرأي' الحكومية لنشر صرخة ضد تزييف الحقائق قائلا بأن حكومته لم تمنح الجنسية ولا لشخص واحد منذ تشكلت.
رغم ذلك إخترع البعض وهما إسمه تجنيس أعداد كبيرة من فلسطينيي الضفة الغربية وبرز اليوم بأن هذا الإختراع كما يلاحظ النشط ألسياسي محمد خلف الحديد له هدف تكتيكي مرحلي واضح ومباشر وهو ضرب الحراك الإجتماعي وتحديدا مراكزالثقل العشائرية في عمقه الشعبي لإن الطريقة المثلى لتحريض العشائر وتعبئة الوطنيين تتمثل في إقناعهم بأن الحكومة والأخوان يتحالفان لتكريس الوطن البديل. وقد عبر مسؤول رسمي بارز إلتقته 'القدس العربي' مؤخرا عن قناعته بأن النقطة الحرجة في النسخة الأردنية من الربيع العربي تتمثل في أن من يخرج للشارع في الواقع هم نخبة شبان يمثلون عشائر وأوساط كانت دوما النواة الصلبة للنظام . هؤلاء - يقول المسؤول - أولادنا وأهلنا وكان لابد من الإستجابة لمطالبهم والتعامل معهم بعيدا عن اللغة الخشنة.
لكن هذا المنطق لا يغطي ما حصل مؤخرا - يقول الحديد - ويعبرعن الإستياء من مؤشرات التلاعب الرسمية وأحيانا الأمنية بملف الوحدة الوطنية لتحقيق أغراض تكتيكية بإسم إضعاف الحراك.
هذه اللعبة وجدت من يعزف عليها ويتقنها من شخصيات يسارية مخاصمة للحركة الإسلامية تاريخيا بدأت مجددا بتسويق مفاهيم الحراك السياسي القائم على إصلاح يطال نصف الشعب ويستثني النصف الاخر.
لذلك وتحت وطأة هذه التغيرات في ملامح التحالفات الميدانية على الأرض تغيرت معطيات فحراك ذيبان الناشط إنقسم إلى إثنين وحراك الكرك إلى أربعة ولجنة 36 الشهيرة التي جالست مشايخ الأخوان المسلمين عدة مرات إنقلبت عليهم وتعبئة الصف العشائري على الأخوان المسلمين إنتهت بطفو الدعوات المتشددة داخل الأخوان المسلمين والتي يتبناها تحديدا اليوم أبناء العشائر من قادة الأخوان الذين كانوا دوما معتدلين فحولتهم خطة العبث بالوحدة الوطنية إلى دعاة تصعيد ضد النظام في الشارع. كل ذلك حصل لان البعض لا يستطيع إحتمال الثقافة التي يتبناها رئيس الوزراء وهو يقول 'يا أخوان لا أستطيع تخيل كيف ينام المواطن أردنيا ويستيقظ في اليوم التالي ليس أردنيا'.
ورغم أن خطاب الحكومة لم يغير شيئا في واقع سحب الجنسيات والتعليمات السرية لفك الإرتباط كما يلاحظ النائب محمد الحجوج وجد صناع الفتنة الوهمية من يعتلي المنابر ليتهم الحكومة بتجنيس أعداد كبيرة من الفلسطينيين في جزئية نفاها الوزير الرعود حتى الآن ثلاث مرات على الأقل.