الصغار لا ينسون..!

الصغار لا ينسون..!
أخبار البلد -   أخبار البلد-
 
ما مِن عنف في العالم أفظع من عنف الاحتلال. وإذا كان الاحتلال من نوع الاستعمار الاستيطاني الإحلالي، فإنه سيكون الأكثر إرهاباً وإجراماً ووحشية على الإطلاق. ذلك أن شرطه هو إلغاء شعب آخر والحلول محله، ويفضل أن يكون ذلك بالإبادة الجماعية، ثم التهجير، وطمس الهوية ومحاولة إنهاء أي آثار أو علامات تشير إلى وجود الشعب المستهدف. وفي أبرز مثال على هذا النوع، قام مشروع الولايات المتحدة الاستعماري-الاستيطاني على أنقاض سكان أميركا الإصليين بإبادتهم تقريباً وطمس كل ملامح هويتهم.
المشروع الصهيوني في فلسطين هو من هذا النوع الفظيع. وقد تأسس، ويأمل في الديمومة، على أساس إلغاء الشعب الفلسطيني وإخراجه من التاريخ جملة وتفصيلا. وهو لا يخفي طبيعته وأهدافه حين يعلن أنه يريد دولة يهودية حصرية في الأرض بين البحر والنهر. وقد بدأ خطواته الأولى بالإبادة والمجازر والتهجير ومحو الذاكرة المكانية والتاريخية. وكان تهديم القرى العربية وإرهاب أصحابها بقصد التهجير، ثم استمر التهويد والمصادرة والترحيل وهدم المنازل، والقتل كلما تسنى ذلك. وتهدف كل الإجراءات الصهيونية إلى كسر نفسية الفلسطينيين وتيئيسهم من جدوى المقاومة. وفي هكذا صراع، لا يمكن اعتبار أي أعمال يقوم بها الفلسطينيون لمقاومة هذا المشروع عنفاً غير مبرر. إنهم محكومون بصراع وجودي موضوعه البقاء. والمشروع الاستعماري الاستيطاني قوامه المستوطنون، كل المستوطنين المتواجدين على الأرض المستهدفة.
استقر عليها مؤسسو المشروع الصهيوني في فلسطين بداية على عدم التعايش مع أصحاب الأرض الفلسطينيين، وانما انتزاع أرضهم وأخذ ممتلكاتهم وتغيير اسم وطنهم. وراهن المستوطنون الأوائل على إمكانية حسم الصراع بالإبادة والتهجير وطمس الهوية الفلسطينية. ولخص بن غوريون، أبرز مؤسسي المشروع الفكرة بقولته الشهيرة: «الكبار يموتون والصغار يَنسون». وعنت خسارة رهان الذاكرة حتمية عيش المستعمرين مع افتقاد الشعور الأساسي بالأمن. ومع أن الصورة توحي للوهلة الأولى بمستعمرين مستقرين وفلسطينيين قلِقين، فإن العمق مختلف: الفلسطينيون مستقرون لأنهم جزء من ديمومة تاريخية وهوية حية؛ والمستعمرون قلقون لأنهم طارئون، ولأنهم فشلوا في تحقيق «النسيان» الذي راهنوا عليه.
عمليات المقاومة الفلسطينية في الأسابيع الأخيرة جزء فقط من تجليات الذاكرة الفلسطينية المستمرة غير المنقطعة. وكان منفذوها من جيل لم يشهد «النكسة»، ناهيك عن «النكبة. وقد نفذوا عملياتهم في وقت ذهبت فيه أخبار القضية الفلسطينية إلى الصفحات الداخلية. وبدت كل الأوراق في يد العدو، وخاصة تطبيعه في المنطقة. وأرادت العمليات تذكير العدو بأن أي إجراءات، أو أدوات، أو مستوى من القوة أو التطبيع، لا يمكن أن توفر الأمن لأفراده، وأنهم لن ينعموا أبدا بالاستقرار في أرض الفلسطينيين. وهي رسالة يعرفها المستعمرون الذين لا يكفون عن محاولة تأمين أنفسهم خلف الجدران والدروع وكاميرات المراقبة والحياة العسكرية الكاملة. ويوصف الكيان الصهيوني، عن حق، بالثكنة، لأن كل فرد فيه إما في الجيش أو الأمن أو الاحتياط، ومعظمهم مسلحون.
يكتشف الشعب الفلسطيني مرة أخرى أنه وحده في صراعه العادل من أجل الحرية. وهو يتمتع بتضامن محبي العدالة والإنسانية في العالم، لكنّ الاشتباك اليومي قدره الخاص. يعرف ذلك كل فلسطيني يولد في العالم بمجرد أن يتعلم النطق ويستطيع الإجابة عن سؤال: من أين أنت؟ بأنه من فلسطين. وسوف يشتبك مباشرة، بطريقته الخاصة مع سؤال الهوية ومقاومة الإلغاء على الأقل. وهو انشغال قاهر ومتعب أينما كان الفلسطيني، ولا يمكن أن يتحلل منه أو أن يطبّع معه نفسه في العالم على أساس أنه مثل باقي الناس. ولا علاقة للمسألة بالاستقرار الاقتصادي والمادي أو عدمه، أو مهما يكن الإنجاز الفردي. إنها قضية معقدة خلاصتها أن الفلسطيني يريد أن يكون له وطن حر يقيم فيه أو يعود إليه، وجواز سفر وطني ونشيد وطني. وبخلاف ذلك لن يكون مواطنا عاديا في العالم أبداً.
هذا يخيف المستعمرين في فلسطين، وليس بلا سبب. إن كل أساليبهم تخفق في حسم الصراع. وكذلك تخفق القوى العظمى التي تساندهم، وآخر ذلك فشل «صفقة القرن» التي لم تستطع العصا ولا الجزرة أو أي ضغوط تمريرها. وسر الإخفاق الأساسي لخصه والد الشهيد رعد حازم: «نشيب ونضعف ونسلم الراية لمن بعدنا، والآن الراية بين أيديكم، فلا تسقطوها». ولن تسقط.
شريط الأخبار البوتاس العربية" تهنّئ المنتخب الوطني لكرة القدم بحصوله على لقب وصيف كأس العرب الملكة تشكر النشامى.. "أداء مميز طوال البطولة" الملك يشكر النشامى.. "رفعتوا راسنا" «لدورهم في 7 أكتوبر»... تحركات إسرائيلية لإعدام 100 من عناصر «القسام» وزير التربية: إرسال مسودة قانون وزارة التعليم وتنمية الموارد البشرية لمجلس النواب الشهر المقبل المنتخب الوطني وصيفا في كأس العرب بعد مشوار تاريخي ولي العهد والأميرة رجوة وعدد من الأمراء يساندون "النشامى" في ستاد لوسيل الإعلان عن تشكيلة "النشامى" في نهائي كأس العرب أمام المغرب القريني يكشف مصير مباراة الأردن والمغرب دور شراب الشعير في علاج حرقة البول مجمع الضليل الصناعي خبران هامان عن الشقاق وحمد بورصة عمان تغلق على ارتفاع بنسبة 0.56 % الأردن على موعد مع الانقلاب الشتوي الأحد المقبل الأردن على موعد مع الانقلاب الشتوي - تفاصيل وزير المالية: النظر في رفع الرواتب خلال موازنة 2027 صوت الأردن عمر العبداللات يمثل الأردن في ختام بطولة كأس العرب 2025 "شركة التجمعات الاستثمارية" لغز الاقالة سيعيد الشركة للمربع الأول مبادرة "هَدبتلّي" تصنع الفرح في الشارع الأردني وبين الجمهور والنوايسة: الشماغ رمز أصيل للهوية الوطنية يعكس لباسه معاني الشموخ خطط واجراءات حكومية قادمة من رئاسة الوزراء مستثمر أردني يقع فريسة عملية تهريب اموال يقودها رئيس وزراء لبناني أسبق