زودت الطبيعة من خلال عملية التطور التي استمرت لملايين السنين، بعض المخلوقات، بأدوات رائعة جدا ولا مثيل لها دعمتها في صراعها المستمر من أجل البقاء على كوكب الأرض بمناخه المتقلب، القاسي تارة والجميل تارة أخرى.
وعلى الرغم من أن الصورة النمطية للديناصورات جعلت البعض يعتقد أنها أكبر مخلوقات عاشت على كوكبنا الأزرق، إلا أن الحقيقة بعيدة كل البعد عن ذلك، لأن أكبر مخلوق عرفته الأرض مازال يتجول فيها إلى يومنا هذا.
وحصد الحوت الأزرق عددا من المراكز المتقدمة في عالم الطبيعة، كأكبر مخلوق عاش منذ الأزل، بالاضافة لامتلاكه أكبر قلب في العالم ، لكن هذا المخلوق المثير يملك أيضا عضوا مميزا زوده به الخالق ليساعده على الاستمرار، وهو أكبر لسان في العالم.
"سجن عملاق" يسرب الماء ويبقي على الضحايا
للقيام بهذه المهمة المعقدة، يحتاج الحوت الأزرق لنظام جيد يدعم قدرته على صيد هذا العدد الكبير من الأسماك في يوم واحد، لذلك يمتلك فم على شكل مصيدة عملاقة بكل ما تعنية الكلمة من معنى.
يمتلك الحوت الأزرق الطيات الطولية أسفل الفم تصل إلى صرة البطن (تمتلك صرة لأنها من الثديات) تسمح للحلق بالتمدد بشكل كبير لنحو 6 أضعاف الحجم العادي لاحتواء كميات كبيرة جدا من الأسماك مع المياه المالحة.
ويطرد الحوت المياه من خلال ألواح البالين، وهي مجموعة من الألواح التي تحيط بالفم تشبه إلى حد ما الألواح الشعرية المتراصفة والكبيرة، والتي قد يصل طولها إلى مترين، حيث تشكل ألواحا متراصفة بجانب بعضها البعض، تسمع بتصريف المياه إلى الخارج من دون العوالق والأسماك.