وفنّدت سحر سليم، الأستاذة بقسم الأشعة بكلية طب قصر العيني جامعة القاهرة، في دراسة ستنشرها مجلة العلوم الأثرية في شهر يناير الجاري، بعض الملاحظات التي دفعتها إلى مطالبة الباحثين أصحاب الاكتشاف بإعادة إجراء التصوير المقطعي المحوسب للمومياء باستخدام البروتوكول المناسب الذي يشرف عليه اختصاصيو الأشعة المعنيون بفحص المومياوات.
وأضافت في دراستها التي نشر الموقع الإلكتروني للدورية ملخصاً لها قبل أيام ونشرته صحيفة "الشرق الأوسط"، أن الباحثين استندوا في التشخيص إلى المظهر الخارجي لكتلة الحوض التي تشبه جنيناً ملفوفا ولكن دون الكشف عن أي تكوين تشريحي أو عظام.
كما تابعت "نرحّب بجهود المؤلفين لإجراء دراسات إشعاعية متقدمة على المومياء، ومع ذلك، فنحن غير مقتنعين بتفسيرهم، ونعتقد أنه من غير الممكن تحديد، على وجه اليقين، جسم الحوض المعني كجنين".
وأضافت أنه "من غير المحتمل جداً أن يكون الهيكل المضغوط شبه المستدير الكثيف هو (رأس جنين) كما زعم الباحثون البولنديون، لأن عظام الجمجمة كان يجب أن تنهار وتتفكك بعد الموت".
كذلك، أشارت سليم إلى أن "ما اعتقد الباحثون أنه جنين قد يكون عبوات حشوية أو مواد تحنيط مكثفة أو ورماً متكلساً في الحوض".
يذكر أن الفريق البحثي البولندي الذي يقوده فويتشخ إجسموند، من معهد الثقافات المتوسطية والشرقية بالأكاديمية البولندية للعلوم، كانوا أعلنوا عن اكتشاف المومياء الحامل، أواخر أبريل الماضي.
وقالوا حينها إن هذا الاكتشاف هو أول حالة معروفة لمومياء مصرية حامل محنطة، كانت توجد في المتحف الوطني في وارسو.
وذكر الباحثون في دراسة وثّقت هذا الاكتشاف أنه كان يُعتقد في السابق أن المومياء لكاهن ذكر، لكن الفحوص كشفت أنها كانت امرأة في المراحل الأخيرة من الحمل.
وزعموا أن الرفات على الأرجح لامرأة ذات مكانة اجتماعية عالية، يتراوح عمرها بين 20 و30 عاماً، توفيت خلال القرن الأول قبل الميلاد.