حسب صحيفة The Times البريطانية، فإن بيوندو ترك داراً للأيتام بالقرب من ترينتو، حيث كان يتدرب على العمل في الفنادق، عندما كان في السابعة عشرة من عمره، وعاش في الشوارع طوال العقود الأربعة التالية، مسافراً طول وعرض إيطاليا دون هوية معترف بها.
هكذا أعادوه إلى الوجود رسمياً
تمكن أحد أفراد الدرك الوطني الإيطالي في ليفانتو، بالقرب من جنوه، حيث يتعافى فينشنزو من جراحة في الكلى، من إعادته إلى الوجود الرسمي بعد مطابقته بصورة وبصمة تم التقاطها عندما أوقفته الشرطة قبل تسع سنوات. ولم تلحظ السلطات وقتها أنه ميت رسمياً.
كما أكد هويته شقيقه فيتو، 66 عاماً، من الصور التي عرضتها عليه الشرطة في مدينة ترييستي شمال شرق البلاد حيث يعيش. وانتهى الأمر أيضاً بالشقيق الثالث، وهو توأم فينتشنزو، توماسو، في الشوارع وعثر عليه في النهاية ميتاً في بولونيا.
لكن قال فيتو: "لم أرَه منذ عام 1977، بعد كل هذا الوقت الطويل والمعاناة الشديدة لعائلتي، لا أشعر بأنني مستعد لمقابلته".
بدأت عودة فينتشنزو للحياة المدنية عندما دخل مستشفى في لا سبيتسيا، على الريفييرا الإيطالية، في يونيو/حزيران 2020، لكنه قرر بعد ذلك أنه لا يحتاج إلى علاج.
حياة في الشوارع
عند نقله لمستشفى سان نيكولو في ليفانتو لمواصله علاجه، كُشف عن "إعلان وفاة مفترضة" صادر عن محكمة في ترينتو بناءً على طلب شقيقه، وهو يعتبر طاقم التمريض هناك عائلته ويحجم عن المغادرة.
الآن أُلغي إعلان الوفاة، وقالت المحامية ماريا جيانوني، التي تولت قضيته، إن هذا يعني "لا يستطيع فعل أي شيء، ولا حتى تلقي مدفوعات الرعاية الاجتماعية التي قد يحق له الحصول عليها".
اكتشف المحققون بعض الاعتقالات لسرقات بسيطة، بسبب الحاجة، وقالوا إنه يبدو أنه نزل إلى الشوارع بعد إصابته باكتئاب حاد، ولا توجد جرائم خطيرة في سجله.
تقول المحامية ماريا: "إنه شخص غير ضار، لطيف للغاية، متحفظ للغاية وأحياناً مرتبك بعض الشيء".
حياة غير عادية
وُلد بيوندو في مارسالا، صقلية، لعائلة تعمل بالزراعة هاجرت إلى ألمانيا في عام 1968. وبعد وفاة والدتهم، وضع والدهم أبناءه الثلاثة في دار للأيتام في أوائل السبعينيات ولم يسمعوا شيئاً عنه منذ ذلك الحين.
ميشيل دي توما، قائد الدرك في ليفانتو الذي أعاد فينتشينزو إلى الحياة، قال إنه لم يتضح ما الذي دفعه للنزول إلى الشوارع في الأصل، وصرح بهذا الخصوص: "نحن نحاول معرفة ذلك. قال دي توما: "ربما يكون الأخ قادراً على إخبارنا بشيء".
كان يأمل أن يغير فيتو رأيه بشأن مقابلة أخيه، وكان الدرك على استعداد لمساعدته في تكلفة الرحلة من ترييستي إذا فعل ذلك.
قال دي توما: "مستقبله غير مؤكد، يجب أن تجد الخدمات الاجتماعية حلاً، حالته غير عادية، لكن هناك أناس يعيشون متشردين في كل مكان، وكثير من الناس موجودون كأشباح".