اخبار البلد -
إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نيته لقاء قادة الكيان الاسرائيلي في فلسطين المحتلة الاحد القادم الموافق 12 كانون اول ديسمبر الحالي جاء بعد ساعات على الغارة التي هاجم فيها جيش الاحتلال الاسرائيلي ميناء اللاذقية السوري ليلة الثلاثاء.
العدوان الاسرائيلي جاء قبل ساعات من قمة الرئيس الروسي بوتين والرئيس الامريكي بايدن عبر تقنية الفيدو كونفرس، وقبل 48 ساعة على انطلاق مفاوضات فيينا النووية الخميس القادم.
التصعيد الاسرائيلي في اللاذقية أقلق الروس إذ جاء كمحاولة من قادة الكيان لإقحام انفسهم على طاولة المفاوضات الامريكية الروسية التي تضم بوتين وبايدن؛ بإحراج روسيا في هذه المفاوضات التي تركز على أوكرانيا.
كما ان الهجوم أغضب موسكو من ناحية أخرى باستهدافه مدينة تعج بالروس والمصالح الروسية؛ فميناء اللاذقة يخضع لنفوذها لا للنفوذ الايراني، وهي غارات طالما احتج عليها الروس إلا أنها هذه المرة جاءت بصيغة الابتزاز وخلط الاوراق.
زمان ومكان الهجوم حمل دلالات أغضبت الروس؛ إذ جاء لإحراجهم لمحاصرة النفوذ الايراني في سوريا، وتبني رؤية "الكيان" في الملف النووي الايراني بعيدًا عن التفاهمات الثنائية، دافعًا لافروف للاعلان عن زيارته "الكيان" لمناقشة تداعياته، فهل يسجل التحرك الروسي كإنجاز لغانتس وبينت؟
الغارات الإسرائيلية أغضبت روسيا، لكنْ ليس للحد الذي يدفعها لتفعيل منظومة "إس 400" المحيطة بقاعدة حميمم، أو "إس 300" المقدمة للنظام السوري، ولكنه قلق لا يدفعها للاستجابة للابتزاز الاسرائيلي، وتجاهل شركائها في دمشق وطهران.
الرد الروسي للتعامل مع الابتزاز الاسرائيلي دبلوماسي، ولكنه رفيع المستوى تصدره لافروف في زيارته الاولى منذ 3 أعوام.
ما يدفع للسؤال عن طبيعة الرسالة التي سيحملها لافروف لنفتالي بينت وبيني غانتس هذه المرة، وهل الزيارة هي جُل ما يريده قادة الكيان أم إنها محاولة لرسم مسار جديد يتناسب مع طبيعة المرحلة لما بعد التوتر الامريكي الروسي؟