قرأت يافطة مرفوعة في وسط البلد يوم الجمعة الماضية،تتمنى وصول الربيع العربي الى الاردن،واذ قرأتها قلت "فال الله ولافالك" لذاك الذي رفع اليافطة!!.
لاتعرف اي نسخة يراد من نسخ الربيع العربي ان تصل الى الاردن،النسخة الليبية التي ادت الى قتل خمسين الف ليبي والاف الجرحى،والفلتان الامني،واقتتال الميليشيات والقبائل،والصراع على السلطة،واختفاء مئات المليارات.
هل يريدون النسخة السورية التي ادت الى قتل الاف السوريين،وتدمير الاقتصاد السوري،ووقوف سورية على مشارف حرب اهلية،وفرض عقوبات عربية ودولية عليها،وصراع على السلطة،واطلالة حرب مذهبية.
ام يريدون النسخة المصرية،التي ادت الى قتل الالاف،والفوضى في مصر،ووقوف مصر على مشارف حرب دينية،وانقلاب الجماهير والاسلاميين على بعضهم في ميدان التحرير،واختفاء السيولة،حتى ان مصر لن تجد عملة اجنبية بعد شهرين لاستيراد الدواء والغذاء!.
هل يريدون النسخة اليمنية التي دمرت اليمن،وقتلت الالاف،وتضع اليمن امام تقسيم محتمل لثلاث دول،جنوبية،حوثية،وسنية في الشمال،هذا اذا لم تغرق اليمن في حرب اهلية وقودها خمسون مليون قطعة سلاح؟!.
قلنا دوماً اننا نتفهم اوضاع الناس،ونؤيدهم في طلباتهم وشعاراتهم،ونعرف ان هناك مظالم وفسادا، ونؤمن اننا بحاجة الى اصلاحات سياسية واجتماعية،وان غضب الناس النبيل،لم يأت دون سبب،ولايحق لاحد جرح كرامتهم،او مس دوافعهم او تخوينهم لاسمح الله.
بيد ان هذه القناعات كلها،لاتفرض على احد،ان يتمنى استنساخ اي نموذج عربي،لان النماذج العربية،وان اطاحت بالقيادات الظالمة،الا انها دمرت الدول في مخطط معروف الدوافع،حتى يتم حرق ايد الناس،وتعليمهم الدرس الاسوأ.
الدرس الاسوأ يقول:قبول الحاكم الظالم،افضل من الفوضى وخراب البلد بأكملها،وحتى يصير الترّحم على الظالم سنة مؤكدة.
في الاردن لانريد ان نستنسخ تجربة احد،نريد اصلاحات،دون تخريب ودون فوضى ودون فلتان امني،يؤدي الى عدم الاستقرار،وتخريب البلد،والذهاب الى كارثة ستؤدي الى تقسيم البلد،وتنفيذ مخططات مشبوهة.
لاجل هذا علينا ان نتنبه الى خطورة الفوضى،واخذ البلد الى الانهيار،من جانب المسيرات او الحراكات،او من جانب من يغضبون لاي سبب،فيعبرون عن غضبهم بما لم نره في حياتنا.
قلت البارحة اننا نتفهم غضبهم ولانُحملهم مسؤولية تبلوره،لكننا نرجوهم ألا يكونوا حطباً في موقد الفوضى المخطط لها في الاردن،لان كثرة تريد ان ترى الاردن وقد غرق في فوضى عارمة.
اذ اسأل الصديق الشيخ زكي بني ارشيد احد القيادات البارزة في جماعة الاخوان المسلمين فيقول لي:الفلتان الامني في البلد،خطير جداً،ويهدد سلامة البلد والدولة،ولامصلحة لاحد بحدوث فلتان امني،ولافوضى،لان الفوضى ستضر الجميع.
يضيف الشيخ بني ارشيد ان الحل في اجراء انتخابات نيابية نزيهة،وفي قيام الحكومة بالاصلاح على كل المستويات،مشيرا الى ان الحركة الاسلامية مستعدة لتعليق المسيرات،لو حدث لقاء مع الحكومة يتم التوصل عبره الى عناصر توافق،وخطة مشتركة لاصلاح الداخل،فالمسيرات ليست هواية.
اذا كان اسلامياً يصفه خصومة بالمتشدد يحذر بكل هذه العقلانية من الفلتان الامني،ومن الفوضى،وعن استعداد الحركة حتى لتعليق المسيرات لو توصل الاسلاميون الى تفاهمات مع الحكومة،فهذا يعني ان الاسلاميين يفهمون جيداً مخاطر الفوضى في البلد.
من مصلحتنا ان تكون لنا وصفتنا الخاصة بالاصلاح،وفقا لظروفنا،وان لانقرن انفسنا بأي ربيع عربي دموي،وشعوبنا تفرح فقط لسقوط مبارك باعتباره طاغية،غير ان لااحد يسأل بمصر،والى اين يسرقونها عقابا لثورة المصريين؟!.
هكذا هي شعوبنا العربية تختصر كل بلد في حاكم ظالم من مبارك الى القذافي فالاسد،غير ان لا احد يتوقف مطولا حول ما يجري من تدمير كامل لكل بلد،بعد اسقاط الطاغية،وطبيعتنا العربية تجعلنا نتشفى بالرمز فقط، دون تذكر حال الناس ومآلات البلد.
المؤسف وسط هذه الاجواء ان الحراكات والمسيرات اختلطت في كأس واحدة مع حالات الغضب الاجتماعي،والفلتان الامني والفوضى،الى اخر قصص المشادات وقطع الطريق،واطلاق النيران.
قدرّنا البارحة سر مسبباتها الاصلية،دفاعاً عن العشيرة ومس سمعتها،ولانها ضحية تم ايصالها الى هذه الحالة،غير ان المهم اليوم ان نتذكر ان كل هذه العوامل البريئة وغير البريئة تضغط في توقيت واحد،على سقف حساس،لايحتمل كثيراً.
لاجل ماسبق،نقول للناس،بمنطق المجتهد فقط،ان الخطر كل الخطر هو في الفلتان الامني،وتطاول ايد الناس على بعضهم،وفي خروج اي مسيرة عن سكتها الاساس،وعلينا ان نطفئ الكثير من النيران هذه الايام،حتى لايحترق حقل القمح بأكمله.
قبل الناس،نقول للحكومة ايضا،ان الاسترخاء وترك الامور كما هي،وتنظيرنا على الناس بما يجب ان يفعلونه امر غير كاف،اذ عليها ان تسارع الى ترتيب ملفاتها،والتجاوب مع طلبات الناس،حتى نلتقي جميعا عن نقطة واحدة تقول ان الاردن يجب ان يسلم.
هذا مركب يحملنا كلنا،ولو كل واحد خرقه لاسبابه ودوافعه النبيلة او غير النبيلة،فسيغرق بنا جميعاً،وعندها لن تنفعنا كلمات من قبيل ياليت وياريت!!.
لاتعرف اي نسخة يراد من نسخ الربيع العربي ان تصل الى الاردن،النسخة الليبية التي ادت الى قتل خمسين الف ليبي والاف الجرحى،والفلتان الامني،واقتتال الميليشيات والقبائل،والصراع على السلطة،واختفاء مئات المليارات.
هل يريدون النسخة السورية التي ادت الى قتل الاف السوريين،وتدمير الاقتصاد السوري،ووقوف سورية على مشارف حرب اهلية،وفرض عقوبات عربية ودولية عليها،وصراع على السلطة،واطلالة حرب مذهبية.
ام يريدون النسخة المصرية،التي ادت الى قتل الالاف،والفوضى في مصر،ووقوف مصر على مشارف حرب دينية،وانقلاب الجماهير والاسلاميين على بعضهم في ميدان التحرير،واختفاء السيولة،حتى ان مصر لن تجد عملة اجنبية بعد شهرين لاستيراد الدواء والغذاء!.
هل يريدون النسخة اليمنية التي دمرت اليمن،وقتلت الالاف،وتضع اليمن امام تقسيم محتمل لثلاث دول،جنوبية،حوثية،وسنية في الشمال،هذا اذا لم تغرق اليمن في حرب اهلية وقودها خمسون مليون قطعة سلاح؟!.
قلنا دوماً اننا نتفهم اوضاع الناس،ونؤيدهم في طلباتهم وشعاراتهم،ونعرف ان هناك مظالم وفسادا، ونؤمن اننا بحاجة الى اصلاحات سياسية واجتماعية،وان غضب الناس النبيل،لم يأت دون سبب،ولايحق لاحد جرح كرامتهم،او مس دوافعهم او تخوينهم لاسمح الله.
بيد ان هذه القناعات كلها،لاتفرض على احد،ان يتمنى استنساخ اي نموذج عربي،لان النماذج العربية،وان اطاحت بالقيادات الظالمة،الا انها دمرت الدول في مخطط معروف الدوافع،حتى يتم حرق ايد الناس،وتعليمهم الدرس الاسوأ.
الدرس الاسوأ يقول:قبول الحاكم الظالم،افضل من الفوضى وخراب البلد بأكملها،وحتى يصير الترّحم على الظالم سنة مؤكدة.
في الاردن لانريد ان نستنسخ تجربة احد،نريد اصلاحات،دون تخريب ودون فوضى ودون فلتان امني،يؤدي الى عدم الاستقرار،وتخريب البلد،والذهاب الى كارثة ستؤدي الى تقسيم البلد،وتنفيذ مخططات مشبوهة.
لاجل هذا علينا ان نتنبه الى خطورة الفوضى،واخذ البلد الى الانهيار،من جانب المسيرات او الحراكات،او من جانب من يغضبون لاي سبب،فيعبرون عن غضبهم بما لم نره في حياتنا.
قلت البارحة اننا نتفهم غضبهم ولانُحملهم مسؤولية تبلوره،لكننا نرجوهم ألا يكونوا حطباً في موقد الفوضى المخطط لها في الاردن،لان كثرة تريد ان ترى الاردن وقد غرق في فوضى عارمة.
اذ اسأل الصديق الشيخ زكي بني ارشيد احد القيادات البارزة في جماعة الاخوان المسلمين فيقول لي:الفلتان الامني في البلد،خطير جداً،ويهدد سلامة البلد والدولة،ولامصلحة لاحد بحدوث فلتان امني،ولافوضى،لان الفوضى ستضر الجميع.
يضيف الشيخ بني ارشيد ان الحل في اجراء انتخابات نيابية نزيهة،وفي قيام الحكومة بالاصلاح على كل المستويات،مشيرا الى ان الحركة الاسلامية مستعدة لتعليق المسيرات،لو حدث لقاء مع الحكومة يتم التوصل عبره الى عناصر توافق،وخطة مشتركة لاصلاح الداخل،فالمسيرات ليست هواية.
اذا كان اسلامياً يصفه خصومة بالمتشدد يحذر بكل هذه العقلانية من الفلتان الامني،ومن الفوضى،وعن استعداد الحركة حتى لتعليق المسيرات لو توصل الاسلاميون الى تفاهمات مع الحكومة،فهذا يعني ان الاسلاميين يفهمون جيداً مخاطر الفوضى في البلد.
من مصلحتنا ان تكون لنا وصفتنا الخاصة بالاصلاح،وفقا لظروفنا،وان لانقرن انفسنا بأي ربيع عربي دموي،وشعوبنا تفرح فقط لسقوط مبارك باعتباره طاغية،غير ان لااحد يسأل بمصر،والى اين يسرقونها عقابا لثورة المصريين؟!.
هكذا هي شعوبنا العربية تختصر كل بلد في حاكم ظالم من مبارك الى القذافي فالاسد،غير ان لا احد يتوقف مطولا حول ما يجري من تدمير كامل لكل بلد،بعد اسقاط الطاغية،وطبيعتنا العربية تجعلنا نتشفى بالرمز فقط، دون تذكر حال الناس ومآلات البلد.
المؤسف وسط هذه الاجواء ان الحراكات والمسيرات اختلطت في كأس واحدة مع حالات الغضب الاجتماعي،والفلتان الامني والفوضى،الى اخر قصص المشادات وقطع الطريق،واطلاق النيران.
قدرّنا البارحة سر مسبباتها الاصلية،دفاعاً عن العشيرة ومس سمعتها،ولانها ضحية تم ايصالها الى هذه الحالة،غير ان المهم اليوم ان نتذكر ان كل هذه العوامل البريئة وغير البريئة تضغط في توقيت واحد،على سقف حساس،لايحتمل كثيراً.
لاجل ماسبق،نقول للناس،بمنطق المجتهد فقط،ان الخطر كل الخطر هو في الفلتان الامني،وتطاول ايد الناس على بعضهم،وفي خروج اي مسيرة عن سكتها الاساس،وعلينا ان نطفئ الكثير من النيران هذه الايام،حتى لايحترق حقل القمح بأكمله.
قبل الناس،نقول للحكومة ايضا،ان الاسترخاء وترك الامور كما هي،وتنظيرنا على الناس بما يجب ان يفعلونه امر غير كاف،اذ عليها ان تسارع الى ترتيب ملفاتها،والتجاوب مع طلبات الناس،حتى نلتقي جميعا عن نقطة واحدة تقول ان الاردن يجب ان يسلم.
هذا مركب يحملنا كلنا،ولو كل واحد خرقه لاسبابه ودوافعه النبيلة او غير النبيلة،فسيغرق بنا جميعاً،وعندها لن تنفعنا كلمات من قبيل ياليت وياريت!!.