مها صالح تكتب.. كُن أَبي

مها صالح تكتب.. كُن أَبي
أخبار البلد -   أخبار البلد-

 
استوقفني قبل أيام فيديو لمعلمة تقرأ أمام تلميذاتها بطاقة معايدة كبيرة أرسلها أحد الآباء لابنته وأراد أن يُفاجأها بها بهذه الطريقة الفريدة والمٌعبّرة والمُفعمة مشاعر وعواطف أبويّة صادقة، قد يكون نوعا للتحفيز لابنته وهي على مقاعد الدراسة ليقول لها بطريقة غير مباشرة نحن هنا نتابع نجاحك ودراستك ونقدّر تَعبك ومجهودك. في البداية لم تُخبر المعلمة شيئاً للتلميذات غير أن جاءها شابا أراد ايصال هذه البطاقة لحبيبته( نوعا من التمويه) وطلب منها أن تقرأها أولا لتحزر الفتيات بعد ذلك من تكون الطالبة المقصودة! وبعد بدء المعلمة قراءة عبارات نثرية لوالد تلك الفتاة وهو يشيد بابنته وبأخلاقها وكم هو فخورٌ بها وكم يَتوق لرؤيتها بأرفع المستويات عندما تكبر وتُنهي تعليمها، وكم صَبُر وانتظر حتى تكبر وتُصبح عروس البيت، وكم وكم وكم.... إلى أن دخل الأب صاحب هذه البطاقة إلى الصف حاملاً معه باقة ورد ليقدمها لمحبوبته والتي هي( ابنته) وما أن وصل اليها ليعطيها الورود حتى بادلته بدموع الفرح والفخر والعِزّة، بدموع نقية ارتسمت على وجنتاها لتُظهر السند والداعم الحقيقي لها. كم هو جميل هذا الحب الطاهر الغير مشروط!

بداية قد يرى الكثيرون أن هذا الموقف هو موقف معظم الاباء تجاه بناتهم، وهنا أنا اقول ليس كل فتاة تحمل اسم والدها قد يكون هذا الأب هو السند والظهر ونقطة القوة والارتكاز التي تستند عليها الفتاة في حياتها، البعض الكثير من الآباء لا يرون ببناتهم غير أنهن عبء في الحياة وجب التخلص منه إما بالاهمال، أو سوء المعاملة، أو تزويج الفتاة بالسرعة الممكنة. بالعودة إلى القصة دموع تلك الفتاة صاحبة الحظ الجميل أن لديها أب مِعطاء وحنون هي دموع صادقة، كم عزّز عندها الثقة بالنفس، كم اختصر عليها دروس الحياة لتفهم وتعي أهمية حب الأب، كم هذا الأب رائع وأراد أن يُلفِت نظر معظم الآباء أن يُحبوا بناتهم حبا حقيقياً يتجلى بعلاقة ارتباط قوية قد توصل الفتاة إلى قمة النجاح وقمة التفوق وقمة العطاء لأنها اعتبرت حضن والدها خزّاناً من الحب لا يَنضب وهو ما سيدفعها إلى القدرة على تحدّي الصّعاب في المستقبل وحلّ المشكلات التي قد تعترضها والاخفاقات التي قد نحصل معها. حب الأب لابنته هو حب عظيم لِمن يَستهين به لأنه سيُمكّنها كيف ستختار شريك حياتها بعقلانية لان قلبها ملأه والدها بالعاطفة التي تحتاجها كل فتاة في مراحل عُمرية معينة والتي ستمنعها من الوقوع في علاقات مشبوهة بحثا عن الحب والاهتمام، من يظن أن تصرف والد هذه الفتاة تصرفاً عاديا فاليُراجع حساباته التي تقتصر فقط على لغة الأرقام والحسابات المالية، كل فتاة بحاجة لحب وعطف الأب أولا، كل فتاة بحاجة لاهتمام الأب بكافة تفاصيل حياتها، كل فتاة بحاجة لأن ترى وتشعر كم والدها يُحبها وأن سعادتها هي بوجود والدها إلى جانبها، كل فتاة تُحب أن تشعر كم والدها فخراً وذخراً لها.... كل ما نتعمله من الحياة كيف يجب أن نُطيع والدينا، لكن لم يعلمنا أحد كم يجب أن يحبنا والدينا ويهتموا بأدق تفاصيل حياتنا أولا.... يجب أن نُعطى لِنُعطي وإلا سيكون ميزان الحياة أعرج. استقامة العلاقة بين الفتاة ووالدها يُحددها الأب وهو الوحيد القادر على رسم شخصية فتاته وكيف ستكون بالمستقبل. كم يوجد فتيات مظلومات في الحياة بسبب أب أناني، جاهل، وبخيل والبخل هنا لا أقصد فقط البُخل المادي بل المعنوي والعاطفي، بخيل بإظهار مشاعره واغراق فتاته بها حتى بأبسط المواقف التي تحتاج والدها إلى جانبها. بخيل باهتمامه بها، بخيل حتى بالكلمات الُمحفزة والتي ستعني لها الكثير وقد تغير مجريات حياة وطريق المستقبل.

اليُتم ليس فقط عند وفاة الأب، قد يحدث ووالدك على قيد الحياة لأنه غائب عن تفاصيل حياتك، لأنه غائب عن ماذا تُحب وماذا تكره، لانه غائب عن اختياراتك وقراراتك، لأنه غائب عن قلبك وفكرك، لأنه غائب عن يومك وشهرك وسَنتك.. غياب الأب وهو حيّ هو اليتم الحقيقي والمُوجع والمُألم... أيها الأب الزواج والارتباط ليس من طقوس الدين والحياة فقط، الزواج هو علاقة تشاركية ومؤسسة زوجية تشارك بها من اخترتها زوجة لتأسس عائلة ترتكز أركانها على الحب، العطاء ، والتضحية. رميك لِمُهمة التربية على الأم فقط هو الجهل بعينه والذي سيؤدي إلى نشوب صراعات فكرية وعقلية وعاطفية في نفس الفتاة والتي قد تأدي بها إلى البحث عن الحب والعاطفة عند أي شخص وهو حتما ما سيأدي بالفتاة إلى الوقوع في المحظور أو الاختيارالخاطيء.

أيها الأباء: البنات لا يَستجدون عَطفكم ولا مَشاعركم لأن ما تُقدمونه هو الفرض عليكم حتى تظل أنت أيها الأب النموذج الحقيقي لحب الفتاة الطاهر لك، لا تجعل الفتاة تحترمك فقط كأب وقلبها تجاهك خالِ من أيّة عواطف! هنالك مقولة أن "كُل فتاة بأبيها معجبة"، يوجد كلمة ناقصة في هذه المقولة، بل كل فتاة بأبيها المُحب والمعطاء مُعجبة وليس الأب الذي يكون كتمثال الشمع صامت وغائب، كن القدوة الحسنة والعون وفارس الفتاة الأول، لسان حال الكثير من الفتيات يقول فقط: "كُن أبي".

شريط الأخبار وزارة الخارجية تدعو الأردنيين لعدم السفر إلى لبنان وتطلب من المتواجدين هناك المغادرة الحكومة: علينا مراجعة ملفات الاستثمار المحلي والخارجي القضية الفلسطينية بكل محاورها حاضرة في اجتماع الملك مع غوتيريش وفاة طفل غرقًا في بلدة جديتا بلواء الكورة "الوطني للمناهج": النسخة الأولى من الإصدارات تجريبية قابلة للتطوير والتعديل الأردن يدين استهداف مدرسة تؤوي نازحين جنوبي مدينة غزة أسفر عن استشهاد أكثر من 20 شخصا رئيس الوزراء: لن أترك أحداً دون دعم أو مساعدة لتمكينه من النجاح 6 وزراء "دولة" في حكومة حسان.. ما الهدف منهم؟ محللون وسياسيون يجيبون زخات أمطار متوقعة في هذه المناطق بالأردن الأحد الأردن يشارك بأعمال الأسبوع رفيع المستوى للدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة التربية تمنع العقود الورقية للعاملين بالمدارس الخاصة .. وثيقة بالفيديو .. القسام تنشر مشاهد من استيلائها على آلية ومسيّرات للاحتلال خلود السقاف عملت وزارة من لا شيء واستبدالها يؤكد أن الاستثمار مجرد جائزة ترضية مبيضين يرد على منتقدي درس سميرة توفيق 60 ألف حالة زواج في الأردن خلال العام الماضي إنتخاب إياد التميمي رئيساً للجنة المالية في إتحاد شركات التأمين "الصحة اللبنانية": ارتفاع حصيلة ضحايا ضاحية بيروت الجنوبية وانفجارات أجهزة النداء واللاسلكي إلى 70 شهيدا رسالة من والد احد شهداء فاجعة البحر الميت إلى دولة الرئيس: "عند الله تجتمع الخصوم" الوزير سامي سميرات يضحي بربع مليون دينار في "أورنج" مقابل خدمة الوطن من خلال حكومة حسان .. وثيقة رسائل نضال البطاينة المشفرة ...