والمنطقة التي تُعتبر امتداداً طبيعياً لجبال تعلو حينا وتنخفض حينا آخر لتقسم منطقة الجنوب التونسي إلى نصفين، تعد أرضية متميزة وفريدة لخلق مشاريع استثمارية واعدة في المجال السياحي.
وعملت وزارة السياحة التونسية بالشراكة مع الدولة السويسرية منذ سنة 2014 على الترويج لهذه المنطقة كوجهة سياحية مستدامة.
وتوجت "وجهة الظاهر" الممتدة من مطماطة إلى تطاوين عمل هذه السنوات بإعلان وزارة السياحة والصناعات التقليدية، الأربعاء، إدراجها ضمن قائمة أفضل 100 وجهة من الوجهات السياحية المستدامة.
وبهذا التتويج تكون سلسلة ”جبال الظاهر" أول وجهة تونسية تُدرج ضمن هذه القائمة التي تم إعدادها بإشراف المنظمات الدولية المختصة، والمجلس العالمي للسياحة المستدامة.
وتم هذا التصنيف بالاعتماد على جملة من المعايير، منها نجاح جامعة السياحة الأصيلة كمسوّق للسياحة المستدامة، والترويج للموروث الثقافي، وتشجيع التنمية المستدامة، والمحافظة على البيئة.
وتطلب حصول ”وجهة الظاهر" على هذه العلامة مجهودات بذلت على مدى نحو 8 أشهر، وإعداد 147 ملفا بمساعدة خبراء من ألمانيا، في إطار اتفاقية أبرمتها جامعة السياحة الأصيلة عام 2019 مع منظمة ألمانية تشتغل على تشجيع السياح الأوروبيين على زيارة الوجهات السياحية الفريدة في العالم.
وبحسب مصدر من جامعة السياحة الأصيلة في تونس، فقد جاء نجاح ”وجهة الظاهر" في الحصول على هذه العلامة نتيجة عدة معطيات، منها وجود هيكل تصرف في الوجهة وهو ”جامعة السياحة الأصيلة وجهة الظاهر"، التي تعد الأولى من نوعها في تونس، والتي تبعث مشاريع في إطار تنمية السياحة البديلة أو الأصيلة، بما ساهم في خلق منتج سياحي خصوصي، أطرته ونظمته وروجت له، وفق تعبيره.
وترتبط ”وجهة الظاهر" بمنتج سياحي يحمل عدة خصوصيات، إذ يرتكز على التراث والموروث المادي واللامادي، من خلال الإقامات الريفية ودور الضيافة ومطاعم توفر أكلات تقليدية من تراث المنطقة، إلى جانب تراث جيولوجي كبير، ما جعل مثل هذا المنتج السياحي يستقطب نوعية من السياح الباحثين عن خصوصيات متفردة تعكس تراث المنطقة وأصالتها وعمقها الحضاري.
وتطورت بفضل هذا المشروع السياحة في هذه المناطق التي تشملها وجهة الظاهر، من سياحة عبور إلى سياحة إقامة، يستطيع السائح أن يقضي فيها مدة تتجاوز ثلاثة أيام وتصل إلى أسبوع من ناحية، وأصبحت سياحة طيلة العام لا ترتبط بموسم صيفي أو غيره من ناحية ثانية.
وفي سياق الترويج لهذه الوجهة كمقصد سياحي فريد، تستعد جامعة السياحة البديلة لتدشين أول مسلك للمشي على الأقدام على طول 217 كيلومترا من مطماطة (جنوب شرق) إلى تطاوين (جنوبا)، مرورا ببني خداش وغمراسن (من محافظة تطاوين) في أفق شهر كانون الأول المقبل، يستجيب للمواصفات العالمية للمسالك، ويحتوي عدة محطات تبرز ثراء التراث الجيولوجي للمنطقة.
يُشار إلى أنّ هذا المشروع مموّل ومدعوم فنيا وماليا من كتابة الدولة للاقتصاد السويسري، وبدأ الاشتغال عليه سنة 2014 في تجربة تقول وزارة السياحة التونسية إنه سيتم بعد ذلك تعميمها على مناطق تونسية أخرى ذات خصوصية تراثية فريدة.