تساؤلات وسجلات حا ّدة تدور في أوساط واسعة من الجمهور التركي, حول الاهداف والاسباب التي تدعو أنقرة إلى
بعد إتمام الانسحاب الاميركي وقوات حلف شمال الاطلسي الُمقرر أميركي ًا 31
إبقاء قواتها في أفغانستان, خصوصًا
آب القريب، فيما يواصل المسؤولون األتراك وآخرهم وزير الدفاع خلوصي أقار, تأكيد ان القوات التركية التي وصلت
.أفغانستان كجزء من قوات الناتو, ستبقى في مطار كابول لحمايته وتأمين وصول ومغادرة البعثات الدبلوماسية الدولية
في وقٍت َتبث حركة طالبان المنتشية بما ُتحققه ميداني ًا وبخاصة سيطرتها على المعابر الحدودية مع طاجكستان وإيران,
المزيد من التحذيرات والدعوات لسحب القوات التركية إلتزامًا )من أنقرة( باإلتفاق الذي وّقعته طالبان مع إدارة ترمب
باإلنسحاب األميركي واألطلسي, ُمتوّعدة استهداف أي قوات أجنبية ستبقى بعد 31 آب ستراها كقوات إحتالل. ما
ُيعّرض القوات التركية )تطمح أنقرة إلى دعم مالي ولوجستّي من واشنطن( للخطر ناهيك عن احتمال محاصرة تلك
القوات من قبل طالبان, في حال اقتصرت مهمتها على مطار كابول فقط ولم تتمّدد وظيفتها إلى مجاالت ومهمات
.أخرى
ما يزال يتوفر لدى صانع القرار في أنقرة الوقت الكافي لحسم المسألة، خاصة في ظل توّقعات من قبل جنراالت
وسياسيين أميركيين تقول: إن حكومة أشرف غني ستنهار خالل ستة أشهر بعد انسحاب القوات األميركية/األطلسية.
األمر الذي يضع أنقرة أمام معضلة كبيرة ألن طالبان ستجد نفسها في مواجهة القوات التركية التي تسيطر على مطار
كابول, وهو الرئة الوحيدة التي تربط أفغانستان بالعالم الخارجي )الحدود البِرية ال ُتوفر حماية كافية لمن يجتازها, من
أي دولة تحيط بأفغانستان في حال لم تستقر األمور بيد طالبان أو أي حكومة إئتالفية الحقة(, ما يمنح المطار أهمية
استثنائية ستسعى طالبان للسيطرة عليه أو محاصرته, ونحسب أن أميركا غير معنية بالعودة إليها رغم تلويحها
.(مواصلة غاراتها الجوية إذا ما اجتاحت طالبان كابول
صحيح أن أنقرة والرئيس أردوغان خصوصًا حريصة على بقاء »السخونة« النسبية التي باتت عليها عالقاتها مع
واشنطن, بعد اللقاء الذي ضم بايدن وأردوغان في بروكسل على هامش قمة دول حلف الناتو الشهر الماضي، ما قد
يمنحها هامش مناورة أوسع لتخفيف الضغوط والتهديدات/العقوبات التي تعّرضت لها منذ وصول بايدن للبيت األبيض,
التي ابتاعتها من موسكو. فض ًال عن اعترافه باإلبادة 400-Sبتركيزه على مسألة منظومة الصواريخ الروسية
الجماعية لألرمن, ووقوفه إلى جانب اليونان وقبرص في خالفهما مع تركيا حول التنقيب عن النفط والغاز في شرق
المتوسط, إضافة إلى مساندة واشنطن لإلنفصاليين الكرد في سوريا. إ ّال أن ذلك كله لن يمنع أو يحول دون انزالق
.«أنقرة إلى المستنقع األفغاني في بالد »اكتسبت« صفة »َمقبرة اإلمبراطوريات
في السطر األخير... محاولة أردوغان توظيف »تفاهماته« مع بايدن, لخدمة حملته االنتخابية الرئاسية/والتشريعية
العام/2023 ,ستكون محفوفة بالمخاطر وقد تأتي بنتائج عكسية, في حال بدات نعوش الجنود األتراك في الوصول الى
أنقرة, في ظل تراجع شعبية الرئيس وحزبه/العدالة والتنمية... وفق استطالعات الرأي
طالبان «تتوعّد» تركيا وتراها.. «قوّة احتلال»

أخبار البلد - اخبار البلد-