أهمية الإعلام في تطور الشعوب وتحولات السلطة والسيادة

أهمية الإعلام في تطور الشعوب وتحولات السلطة والسيادة
أخبار البلد -   اخبار البلد-
 

«وسائل الإعلام هي الكيان الأقوى على وجه الأرض. لديها القدرة على جعل الأبرياء مذنبين وجعل المذنبين أبرياء، وهذه هي القوّة، لأنها تتحكّم في عقول الجماهير» (مالكوم إكس).

في ظلِّ التطوّر التكنولوجي وامتداد رقعة الشبكة العنكبوتيّة، أصبح الإعلام نافذةً مفتوحةً للجميع، ووسيلةً فاعلةً قادرةً على كسر جدار الصمت والتأثير بالرأي العام وتوجيه الأحداث بشكلٍ جذري، وربما تغيير الثقافةٍ المجتمعيّةٍ والفكريّة، من خلال تحويل قضيةٍ ما إلى قضية رأي عام، بل تعاظم دور الإعلام لدرجة أنه بات قادراً على الإطاحة بالقادة السياسيين.

هذه «العظمة الإعلاميّة» قابلها انهيار السلطات السياسيّة بعدما عشش الفساد في أروقتها، وخذلت شعوبها مراراً وتكراراً، فخسرت مصداقيتها أمام الرأي العام، وبالتالي قام الإعلام بسحب البساط من تحت السياسيّين وبات يحظى بـ»دعمٍ جماهيري» لا مثيل له. وسائل الإعلام هي الكيان الأقوى على وجه الأرض. لديها القدرة في التأثير بالجماهير من خلال التأطير والتنظير وتلعب دور كبير في التحولات التي نشهدها اليوم.

في السابق عُرفت الصحافة بلقب «صاحب الجلالة» أما مصطلح «السلطة الرابعة» فتعود نشأته إلى بداية بزوغ فجر الأنظمة الديمقراطيّة، في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، عندما قال المفكّر البريطاني «أدموند بروك» في إحدى جلسات مجلس البرلمان البريطاني: «هناك ثلاث سلطاتٍ تجتمع هنا تحت سقف البرلمان، لكن في قاعة المراسلين تجلس السلطة الرابعة وهي أهمّ منكم جميعاً».

وانتشرت هذه التسمية أيضاً عن طريق المؤرّخ «توماس كارليل» في كتابه «Heroes and Hero Worship in History» الأبطال وعبادة البطل في التاريخ»، في الوقت الذي كان فيه العالم يشهد مرحلةً انتقاليّةً من النظام الديكتاتوري الشمولي، إلى النظام الديمقراطي القائم على مبدأ فصل السلطات، وترسيخ مبدأ الحريّات العامّة والخاصّة، هذا وقد اعتبر «كارلير» أن الصحافة لها دورٌ أساسي في ولادة الديمقراطيّة ونموِّها، بحيث تنشر الحقائق وتُثير الثورات ضدّ الطغيان.

من هنا أُطلق في البداية مصطلح «السلطة الرابعة» Fourth Estate على الصحافة، ليتوسّع في وقتٍ لاحق ويشمل كلَّ وسائل الإعلام المرئي والمقروء والمسموع. أما إطلاق تسمية «السلطة الرابعة» على الإعلام فانبثق في الأساس من السلطات الثلاث، ونتيجة الدور الفاعل الذي تلعبه وسائل الإعلام ليس في تعميم المعرفة والتوعية والتنوير فحسب، إنما في إثارة القضايا الحياتيّة، تشكيل وتوجيه الرأي العام، بالإضافة للضغط على الطبقة السياسيّة الحاكمة وإجبارها على القيام بواجباتها تجاه الشعب.

تتمتّع وسائل الإعلام بقوّةٍ هائلةٍ تؤثّر في قناعات الشعب، وتعادل أو حتى تفوق قوّة الحكومة، فالإعلام يحظى بسلطةٍ افتراضيةٍ غير رسميّة، قادرةٍ على التدخّل في خط أعمال السلطات الثلاث لمراقبة أدائها، وبالتالي فإن وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها، تأخذ على عاتقها مهمّةَ النهوض بالمجتمع، من خلال ما تُثيره من أخبار وحقائق، وما تنبّه إليه من أخطاء، إثر مراقبتها الدقيقة والمتواصلة لأداء السلطات الرسميّة وتصحيح مسارها.

وبالرغم من إمكانيّاتها المحدودة، فقد برهنت السلطة الرابعة أنها قادرة على تغيير الكثير من المسارات الخاطئة في بعض البلدان، وحماية واسترداد حقوق المضطهدين والأقليّات في العالم. والدليل على القوّة الهائلة التي تتمتّع بها وسائل الإعلام، هو الدور الرئيسي الذي لعبه الإعلام في التطورات السياسيّة التي حدثت في العالم العربي بما سمي «الربيع العربي»، مما يتطلب وعي وادراك جماهيري لاهمية الاعلام والتمييز بين الحقيقة والتضليل.

باختصار، إن السلطة الرابعة هي نتاج أنظمةٍ ديمقراطيّةٍ تضطلع بدورين رئيسيّين: مراقبة أداء السلطات الأخرى، وتمثيل مصالح الشعوب، في وقتٍ تدّعي فيه النخبةُ السياسيّة العملَ من أجل شعبها، أما قيام السلطات الشرعيّة بسلب حريّة الإعلام وتحجيمه، وجعل الوسائل الإعلاميّة مجرّد أبواقٍ للطبقة السياسيّة الحاكمة، يعني الإطاحة بركنٍ أساسي من أركان الديمقراطيّة التي كرّستها المواثيق الدوليّة، والعودة إلى الأنظمة الديكتاتوريّة البالية، وإلى العقليّة الرجعيّة التي تهدف استعباد الناس.


شريط الأخبار المقاومة الإسلامية في العراق تهاجم هدفاً في غور الأردن "الاقتصادي والاجتماعي": موازنة 2025 تتصدر التحديات الاقتصادية لحكومة حسّان "الوطني للمناهج": لا نتعرض لأي ضغوط خارجية أو إملاءات لإدراج أو حذف أي موضوع في مناهجنا الإفراج عن الأسيرين الأردنيين النعيمات والعودات حملة لإنفاذ سيادة القانون في البترا المعايطة يوعز بالتحقيق في الفيديو المتداول لتجاوزات أثناء إلقاء القبض على أحد الاشخاص نائب الملك يشدد على ضرورة الارتقاء بنوعية التعليم العالي ارتفاع سعر البنزين أوكتان (90) بنسبة 4% عالميا "اعتماد التعليم": لن يكون هناك برامج راكدة بالجامعات خلال 2-3 سنوات صالح العرموطي رئيسا لكتلة نواب "العمل الإسلامي" الأمن العام يوضح تفاصيل التعامل مع التجمع الاحتجاجي في البترا مكاتب استقدام الخادمات.. الوزير خالد البكار والخيارات المفتوحة في الامتحان الأول الأردن يعـزي إيـران بضحايا حادث انفجار منجم للفحم في إقليم خراسان من هو (فادي) الذي حملت صواريخ حزب الله اسمه؟ الحبس ل 4 أشخاص في الكرك خططوا لقتل مسؤولين مكافحة المخدرات تلقي القبض على 19 تاجراً ومروجاً للمخدرات اللواء الركن الحنيطي: القوات المسلحة مستعدة لتنفيذ أي مهمة دفاعية لحماية حدود المملكة الأوراق المالية توافق على طلب تسجيل رفع رأس المال لـ شركة "المتحدة للتأمين" إصدار 326 ألف شهادة عدم محكومية إلكترونيا منذ بداية العام الحالي إلغاء الإجتماع غير العادي لشركة الأردن الدولية للتأمين