اخبار البلد ـ شهدت إيران سلسلة انفجارات استهدفت برنامجَي إيران النووي والصاروخي. وتحمل هذه الانفجارات بصمات إسرائيلية حسب تسريبات الإعلام الإسرائيلي وباتت وفق تلك التسريبات انها مفتعلة، وتحمل احتمالات عمل أمني مباشر على الأرض أو عبر طائرات «كوادكوبتر» مفخخة، أو بهجمات سيبرانية.
ومن المحتمل أيضاً، أن تكون بعض الانفجارات التي حدثت عرضية، أو ناجمة عن خطأ بشري. لكن المؤكد أن هناك نمطاً لما جرى، وبعض المواقع المستهدفة تخدم إمّا برنامج الصواريخ أو البرنامج النووي، المشروعين اللذين يثيران مخاوف الولايات المتحدة وإسرائيل ودول الإقليم.
الدولتان اللتان تملكان القدرة على تنفيذ مثل هذه الهجمات هما الولايات المتحدة وإسرائيل. ما يشير إلى احتمالية تورّط إحداهما، أو كلتاهما، وهذا ما أوحى به رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أثناء لقائه المبعوث الأميركي الخاص لإيران براين هوك في القدس المحتلة الأسبوع الماضي، عن وجوب منع إيران من امتلاك السلاح النووي. وهذا ما يزيد احتمالات دور إسرائيلي في التسبب بهذه الانفجارات
حالياً، تعيش إسرائيل، بحسب مداخلة تلفزيونية لبن دافيد، « حالة من الحذر خشية من ردٍ إيراني «. ويرى أنه «لا يجب الاستعداد لردّ إيراني عملي»، أي عسكري عبر إطلاق صواريخ، « إنما لردّ إيراني سيبراني». من جهته، نشر رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) سابقاً في جيش الاحتلال، عاموس يادلين، تغريدةً على «تويتر»، قال فيها: « هل سيُواصِل الإيرانيون الادعاء بأنّ ما يحدث من تفجيرات وعمليات سببها حوادث غير مقصودة؟ أو أنّهم، كما يحدث اليوم، يُوجّهون أصابع الاتهام لكل من إسرائيل وأميركا؟». وتابع: « إنّ لهذا الأمر أهمّية كبيرة بالنسبة إلى ردّة الفعل الإيرانيّة»، مُضيفاً إنّه إذا تمّ اتّهام إسرائيل بالمسؤولية عن الأحداث الأخيرة في إيران، يتعيّن على الدولة العبريّة أن تكون جاهزة من الناحية العملياتيّة لإمكانيات الردّ الإيراني، الذي سيكون: هجوماً سيبرانياً واسع النطاق، أو إطلاق صواريخ من سوريا باتجاه العمق الإسرائيلي أو تنفيذ عمليات وراء البحار، أي ضدّ أهداف إسرائيلية ويهودية.
إسرائيل اختارت إيران اولوية على سياسة على « الضم» فاستنادا إلى ما نشره « معهد السياسة والاستراتجية في الرابع والعشرين من الشهر الماضي ورقة عن « المخاطر المستقبلية المهمّة ـــ السياسية والأمنية – التي ينطوي عليها تنفيذ الضم في يهودا والسامرة (التسمية العبرية للضفة المحتلة) وفي غور الأردن». اعتبرت الورقة أن « التركيز المطلق لإسرائيل على الخطورة التي تمس منذ الآن بقدرتها على التصدي والصد لتهديدات قائمة، وعلى رأسها البرنامج النووي الإيراني المتسع». فبالنسبة إلى المعهد، اختار نتنياهو «في توقيت حرج التخلي عن الوقوف في جبهة الكفاح العالمي ضد التهديد الإيراني»، وخاصة أن إيران زادت منذ شباط/ فبراير الماضي مخزونها «بنحو 50 في المئة من اليورانيوم منخفض التخصيب، والذي يبلغ اليوم 1.571 كلغ». وقال المعهد: «إذا ما قررت إيران، في السيناريو المتطرّف، الاقتحام لقدرة نووية عسكرية، فإن هذه الكمية تسمح لها بأن تنتج مادة مشعة لقنبلة نووية في غضون عدة أشهر». وبحسب بحث آخر أعدّه معهد « بيغن سادات»، فإن إيران ستتمكن خلال أربعة أشهر من تخصيب ما تحتاج إليه من يورانيوم لصناعة أول قنبلة نووية، وحصولها على هذه القدرة هو خطر وجودي على إسرائيل. وبالعودة إلى ورقة « معهد السياسة والاستراتيجية»، فإن على إسرائيل « تجنيد العالم لوقف البرنامج النووي للنظام في طهران، بدلاً من إجبار حلفائها على استثمار طاقة وجهود كبيرة بالذات في محاولة لإحباط خطة الضم». ووفق الورقة، فإنه « لا يمكن لإسرائيل « أن ترقص في عرسين» – أن تضم وأن تتصدى بأفضل شكل للتحدّي الإيراني في آن واحد». فهل اختارت إسرائيل الرقص في العرس الإيراني؟ ووفق ذلك ماهية السيناريوهات المتوقعة للرد الإيراني والتي تعد التفجيرات في قلب ايران اخلال بقواعد توازن القوى.