بعد رام الله، توجه وزير خارجيتنا ايمن الصفدي الى العراق الشقيق، فرغم تعقيدات قضية الكورونا، الا ان ثمة امرًا هامًّا جعل الزيارة مفضلة على الاتصال عن بعد.
الملك يوم تكليف الكاظمي بعث رسالة تهنئة، مما يؤكد التفات الاردن الى ما يجري في العراق، فالاستقرار عند جارتنا الشرقية مهم، واسم وتوجهات رئيس الوزراء مهم ايضا.
علاقاتنا بالعراق مهمة، وموضع عناية، عانينا بعد 2003، فهناك تيارات معادية للاردن باتت تحكم، وتعطل التقارب، رغم الترحيب الرسمي المتبادل من الجهتين.
الجديد في العراق الحالي هو تكليف مصطفى الكاظمي بمنصب رئيس الوزراء. الرجل جاء نتيجة توازنات ايرانية اميركية، لكنه اقرب الى الوطنية العراقية، ويعمل بكثافة من اجل الالتفات للمحاضن العربية.
قبل ايام، قام السيد الكاظمي بتفعيل مذكرات التفاهم مع مجلس التعاون الخليجي، كما انه يعمل بقوة لعقد صفقات مع قيادات سنية مطلوبة للقضاء العراقي كالعيسوي والهاشمي.
إذن، هناك شخصية مختلفة بصلاحيات فرضتها التعقيدات الداخلية العراقية، وما تتعرض له ايران من حصار، ولا نعرف كم ستستمر ظاهرة الكاظمي والى اي مدى يمكن ان يحقق الاختراقات.
فرصة الاردن في الكاظمي كبيرة؛ فالرجل منفتح على عمقه العربي، كما انه اقل تأثرا بالمجموعات ذات الموقف السلبي من الاردن.
علينا اقتناص الفرصة، وتكثيف محاولة تنفيذ اتفاقاتنا مع الاشقاء، ولابد من العمل على تدشين علاقات واتفاقات كانت تتم عرقلتها في السابق.
علاقاتنا مع العراق الشقيق إستراتيجية، كما انها اعمق واشمل من كونها اقتصادية، وبتقديري اننا نملك مساعدة الكاظمي في بعض الملفات، ويمكننا ان نستثمر في الرجل كما لم نفعل في السابق مع آخرين.