اخبار البلد ـ كتب د. احمد زياد أبو غنيمة
من اعجب عجائب هذا الزمان، اننا نشكر الحكومة لقيامها بواجبها.
موضوع المتهربين ضريبيا ليس امرا طارئا اكتشفته الحكومة على حين غرّة؛ بل هو موضوع قائم في الواقع منذ عشرات السنين.
البعض يريد ان يقنعنا، ان الحكومة ووزير ماليتها شربوا حليب السباع الذي اكتشفوا وجوده حديثا، فبدؤوا بحملة لا هوادة فيها للنيل من المتهربين ضريبيا والتشهير بهم إعلاميا وحرقهم سياسيا واقتصاديا.
تتناسى الحكومة ووزرائها، ان المتهربين "ضميريا" لا يقلون خطرا عن المتهربين ضريبيا، لان من يتهرب ضريبيا يمكن القصاص منه ماديا، اما المتهرب ضميريا فأثرهم السلبي سيبقى قائما لاننا نعيش فصوله واحداثه منذ عشرات السنين...
المتهرب ضميريا ولا احد حاسبه او سيحاسبه، قد يكون مسؤولا زوّر الانتخابات، وقد يكون مسؤولا خصخص مؤسسات وشركات البلد، وقد يكون مسؤولا اغرق البلاد بعشرات القوانين المؤقتة خدمة لمصالحه ومصالح غيره، وقد يكون مسؤولا بنى سورا لمنزله بمئات الآلاف من الدنانير من اموال الدولة، وقد يكون مسؤولا مارس الفساد الوظيفي والاداري، وقد يكون مسؤولا تجاوز القوانين في التعيينات والوظائف، وقد يكون مسؤولا ضلّل الشعب بتصريحات عاطفية لإخفاء " التفاصيل "، وقد يكون مسؤولا طوّع الدِين إرضاءً للسُلطة، وقد يكون مسؤولا حرم إنسانا من حريته لانه يختلف معه سياسيا، وقد يكون مسؤولا مارس سطوته ونفوذه على الإعلام فحجب الحقيقة عن الشعب بأمر سلطوي، وقد يكون مسؤولا سكت على فساد في مكان ما ، ....، وغيرهم الكثير..
يريدوننا ان نشكرهم على قيامهم بواجبهم في محاربة المتهربين ضريبيا ، وهم بطلبهم هذا يُدينون كل من سبقهم من حكومات ومسؤولين...
ابحثوا عن حليب السباع واشربوه، علّكم تحصلون على الشجاعة اللازمة لمحاربة ومكافحة " المتهربين ضميريا " ....
ويبقى السؤال حاضرا... اين ستصرفون كل الاموال التي تسترجعونها !!!
وللحديث بقية