الشاب الاربعيني الاسمر فلويد فقد حياته من اجل ٢٠ دولارا اتهمه صاحب محل البقالة انها مزورة.
الشاب قد يكون بريئا ولا بعرف ان الورقة التي اشترى بها سجائره كانت مزورة، ولكن هذا لم يشفع له عند رجال الشرطة البيض الذين يرونه مجرما قبل إدانته، لا لشيء الا لون بشرته، تماما كما يروننا جميعا ارهابيين لا لشيء الا ان ملامحنا شرق اوسطية.
الشاب الاسمر المسالم غير المسلح نحيل البنية لم يفعل شيئا لاستفزاز الشرطة ولم يقاومهم ولم يسئ اليهم، ولكن ثلاثة منهم وضعوه على الأرض وجثموا على صدره بركبهم بقسوة، وكأنهم يقتلون حشرة ضارة، ولم تغن صيحات الشاب اليائسة عنه شيئا وهو يستغيث ١٦ مرة "لا استطيع ان اتنفس" ليموت أخيرا تحت ركب الشرطة.
ومع ذلك، فان ترمب وجد ان المنظمة التي حركت الاحتجاجات ضد قتل الشاب الأعزل إرهابية، ورجال الشرطة الذين قتلوه بحاجة الى نجدة من مناصريه المتعصبين في ولايات الوسط والجنوب الامريكي، تماما كما ترى الادارة الترمبية الفلسطينيين ارهابيين والمحتلين الاسرائبليين ضحايا للارهاب.
ليس فلويد وحده من اختنق جراء بطش بعض رموز السلطة وتمييزهم وعنصريتهم وعدالتهم العمياء، ولكننا جميعا حول العالم نختنق يوميا بسبب الطبقية والتمييز وضياع الحقوق وطغيان رأس المال الأناني وغياب العدالة وضعف التنمية وهيمنة الفساد وسطوة الاحتلالات وخذلان المصلحين وعلو صوت المنافقين والدجالين.
"لا استطيع ان اتنفس" قد تكون الجملة التي يحتاجها ضمير العالم ليحيا ويعاود التنفس.