مرت (72) عاما على نكبة الشعب الفلسطيني والتي بدأت في الخامس عشر من شهر ايار عام 1948 ,ولم تكن هذه النكبة الوحيدة التي تعرض لها هذا الشعب المناضل المرابط الذي لا يزال صامدا في ارضه ووطنه يقارع سياسة الفصل العنصري الذي يطبقه ساسة الكيان الصهيوني وتعرضه للاعتداءات من قبل قوات الاحتلال الصهيوني كل لحظة وكل يوم , في كل مناطق الضفة الغربية والعدوان المتواصل اليومي على قطاع غزة ولم يسلم من هذه السياسة العنصرية ابناء الشعب الفلسطيني من عرب ال (48 ) .
لم تكن ذكرى النكبة الحالية الاولى في تاريخ القضية الفلسطينية بل واجه الشعب الفلسطيني الشقيق العديد من النكبات من خلال ممارسات الكيان الصهيوني ضده , ابتداء من بناء المستوطنات الصهيونية في مختلف مناطق الضفة الغربية وقتل مئات الالوف واسر عشرات الالوف من ابنائه , ومصادرة الاف الدونمات من اراضي المواطنين واجراءات التعسف والتهجير ضد ابناء هذا الشعب الذي تكالبت وتامرت عليه العديد من المنظمات الصهيونية والاميركية والدولية ومن بينها منظمة الامم المتحدة ومجلس الامن اللذين اصبحتا رهينة للإدارة الاميركية واليوم ازداد التآمر من بعض العرب الذين تركوا الشعب الفلسطيني يصارع الة الحرب الصهيونية الاميركية وحيدا وامتنا تتفرج على اغتصاب الارض وقتل وذبح ابناء الشعب الفلسطيني , بعضها يستنكر استنكارا خجولا ,و الاكثرية من هذه الامة تلتزم الصمت وكأن دم العروبة الذي يسري في عروق البعض لا يشبه دم الشعب الفلسطيني والحال ينطبق على جامعتنا العربية المغيبة المسلوبة الارادة والتي فقدت قيمتها ومعناها واهدافها ووضعت ميثاقها على الرفوف يتهالك من القدم ويلفه الغبار والاهتراء
وتتكرر نكبات الشعب الفلسطيني ابتداء من حرب عام 1967 التي تأثر بها الشعب الفلسطيني وهجر منه مئات الالوف من ابناء الضفة الغربية وقطاع غزه ,وتتعاظم هذه النكبة من فترى لأخرى عندما تخلى العالم ممثلا بالأمم المتحدة ومجلس الامن الذي استهان به الكيان الصهيوني بقراراتهما مدعوما من الدولة الاميركية ومن الدول الاوروبية ونكبات المجازر اليومية داخل الارض الفلسطينية ومجازر صبرا وشاتيلا في لبنان عام 1982 .
ولا تزال نكبات الشعب الفلسطيني تزداد يوما بعد يوم مرورا باتفاقية اوسلو التي ادار الكيان الصهيوني ظهره لها ولم يعترف بها ومارس كل سياسة القمع والتنكيل ضد الشعب الفلسطيني , وقياداته لا تزال لديها الامل في هذه الاتفاقية , فضلا عن اعتراف الكيان الاميركي الصهيوني بان القدس عاصمة لهذا الكيان ونقل سفارته لها , واعتراف الرئيس الاميركي ترامب بضم المستوطنات الصهيونية التي تشكل اكثر من (70) بالمئة من اراضي الضفة الغربية وضم غور الاردن الى هذا الكيان وقيام المستوطنين الصهاينة باقتحامات المسجد الاقصى بشكل يومي بحراسة جنود الاحتلال وتهويده وتهويد المسجد الابراهيمي في مدينة الخليل .
والاهم في نكبات الشعب الفلسطيني سواء في الداخل والخارج ان ابناء هذا الشعب يتعرضون في بعض الدول العربية والاجنبية الى مضايقات وممارسات لا انسانية كمنعهم من الوظائف واقامة المشاريع الخاصة وعدم تسجيل ممتلكاتهم واستثماراتهم بأسمائهم في سجل العقارات بحجة انهم لاجئون .
في ذكرى النكبة وبمناسبة احتفال نقل السفارة الاميركية الى القدس السنة الماضية ثار الشعب الفلسطيني في غزة العروبة في غزة المقاومة, وفي الضفة الغربية المحتلة وابناء فلسطين المحتلة عام 1948 وواجه رجال ونساء وشباب غزة والضفة الغربية الجنود الصهاينة المدججين بالسلاح الاميركي وبالدعم اللامحدود من قبل الادارة الامريكية كل هذه القوى لم تمنع الاهل في غزة والضفة الغربية من مصارعة جنود الاحتلال وقدم الكثير منهم انفسهم شهداء بلغ عددهم خلال اليومين الماضيين ايام ذكرى النكبة اكثر من (60) شهيدا وحوالي 2000 جــريح نتيجة تعرضهم للقصف بالرصاص الحي , والعرب يتفرجون على المشهد وكأن هذا القتل لا يعنهم ابدا
ان الجنود الصهاينة جبناء يخافون اطفال فلسطين قبل الرجال ويخشون المسيرات السلمية التي تعبر عن المطالبة بحق هذا الشعب بالحرية والكرامة و الحياة الفضلى وبإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف
لن تتحرر فلسطين من حكم الصهاينة الا بالمقاومة لان العدو الصهيوني لا يعرف لغة المفاوضات , هذا العدو لا يريد السلام بل يريد ان تبقى المنطقة ملتهبة ولا يريد اعطاء الشعب الفلسطيني حقه الذي شرعته هيئات الامم المتحدة وظل الكيان الصهيوني يماطل بالسلام منذ عام 1948