شكرآ وزير الداخلية لكن المنع وحده لا يكفي ...

شكرآ وزير الداخلية لكن المنع وحده لا يكفي ...
أخبار البلد -   شكرا وزير الداخلية لكن المنع وحده لا يكفي

مهدي مبارك عبد الله

من منطق العقل السليم في القرار الحكيم وعملا بالواجب الأخلاقي والوطني والإنساني وتأكيدا على صحة ومصداقية ما قيل في الأثر عن عثمان بن عفان رضي الله عنه " ان الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقران " عاجل معالي وزير الداخلية سمير المبيضين وبخطوة استباقية لافتة الى منع إقامة حفلة ميزو والتي كان من المقرر تنظيمها في منطقة الدوار السابع شارع الوكالات تحت عنوان " خمرجي وصاحب كاس " ووفقا للمعلومات المتداولة فإن القائم على الفعالية شاب يبلغ من العمر 19عاماً وقد جاء قرار وزير الداخلية بعد الترويج العلني للحفل عبر مواقع التواصل الاجتماعي والإعلان عن بيع تذاكر وتحديد أسعارها

ومع صادق شكرنا وتقديرنا المستحق لوزير الداخلية على هذا القرار الحاسم وهو رجل وقور مشهود له بثقافته وشهامته ونبل أخلاقه واستقامته يعمل بصمت بعيدا عن البهرجة الإعلامية ويقوم بأداء واجباته بكل شجاعة وإخلاص وبما يصب في مصلحة الوطن والمواطن إلا أن هذا القرار وحده لا يفي ولا يكفي بالغرض المطلوب لمعالجة هذه المشكلة والقضاء عليها بعدما تكررت وهي في طريقها لتصبح وباءا معدي يهدد سلامة مجتمعنا وقيمنا وأخلاقنا ومبادئ شريعتنا الاسلامية ولا زالت الداخلية تتعامل معها كظاهرة مقلقة بالمسكنات الإجرائية البسيطة وهي أحوج إلى عملية جراحية استئصاليه عاجلة وملحة بعدما اجتاح شبابنا موجة عاتية مغرقة من التقليد الأعمى وانسحاق الشخصية مما يستدعي تتكاتف الجهود للتصدي لهذا السلوك المنبوذ والقيام بالواجب الأمثل قبل استفحال الخطر وفقدان السيطرة عليه لمنع استمرار انتشار مثل هذه البذاءات والإساءات والخلاعة وللحفاظ على تقاليد وعادات هذا البلد الهاشمي الإسلامي الأصيل من خلال متابعة ومراقبة ومحاربة هذه الفئات المشبوهة والمدمرة من الشاذين بكل حزم وصلابة إمام تجاهلهم واستهتارهم بالقوانين والآداب العامة والأمن المجتمعي بممارستهم لمفهوم الحريّة المنفلتة واستغراقهم في اللهو والعبث والشهوات والتحلّل من مسؤولياتهم الاجتماعية والدينية والأخلاقية وما يتبع ذلك من خلق قلق وخوف وهلع للمواطنين بسبب صخبهم وقرفهم ورعونتهم

لقد استشرت مؤخرا بعض الظواهر والسلوكيات الأخلاقية السلبية لعشرات الشباب والبنات في حفلات السفور والفجور والاختلاط والدعوة للمثلية الجنسية عبر حفلات صاخبة مصحوبة بموسيقى الروك والبوب والرقص المختلط والحركات الجنسية الإيحائية المكشوفة وقد شاع تداول العديد من الصور التي تتضمن أوضاع مخلة وأفعال خادشة للحياء التقطت في بعض مقاهي الكوفي شوب والمطاعم والشوارع العامة وسط اتهامات كثيرة بوجود قصور واضح في الإجراءات الأمنية والإدارية المتخذة والغير كافية لتحقيق الوقاية والردع مع عودة تكرارها بين الفينة والأخرى ولا زلنا نذكر جيدا حفل " قلق " الذي أثار صدمة عارمة لدى الرأي العام الأردني وها نحن اليوم إمام محاولة جديدة لإقامة حفلة ميزو بصورة أسوأ ومضمون أفحش وعنوان مخزي بوطي الرأس حقيقة معالي الوزير لم يعد عواهر الذكور من الشباب يجدون من يوقفهم عند حدودهم بعدما دشنوا المواقع الالكترونية وانتشروا على مواقع التواصل الاجتماعي يدعون علنا للمنكر والانحراف ويبثون سمومهم لتدمير الفضيلة من خلال حفلات الرذيلة والتعري ومراسم الخطوبة والزواج للمثليين شاب على شاب وممارسة طقوس عبدة الشيطان وتبادل صور شيطانية مرعبة وقذرة بلا رقيب ولا حسيب ودون اغلاق مواقعهم وإيقاف حساباتهم ومطاردتهم حتى أصبح السفهاء يفعلون ما يشاءون من الشرور والآثام ويروجون لبضاعتهم الفاسدة لأنهم ( أمنوا العقاب فأساءوا الأدب ) فأي مصيبة هذه التي ابتلي بها شبابنا في أخلاقهم وتقليديهم لصرعات الكفر والفسق والفجور

وفي وقت غدا فيه الوصول للشهوات والمحرمات بخس وميسر ومع ضعف قيم الوازع الديني وتراجع دور الأسرة والمدرسة في التربية الحميدة وتزايد نفوذ الحرية اللامسؤولة وغير المنضبطة وعدم جدوى التوعية والإرشاد والتوجيه والتذكير خرج علينا جيل من الشباب لم نعرف لهم مثيل من قبل يترنحون بين الخلاعة والمجون تخلوا عن القيم والمبادئ والأخلاق يملئون الكثير من الأسواق العامة والمولات قليلوا التواجد في أماكن طلب العلم أو دور العبادة يجدون في تقليد الموضات المنحرفة أسلوب حياة لهم ويميلون إلى الأنوثة والتخنث ولا ضير في أن تلحق بهم تاء التأنيث أو نون النسوة والمجتمع يرفض بحزم وشدة ممارساتهم وطقوسهم التي لا تتناسب مع العادات والأعراف و الأديان
والكثير من المهتمين والمتابعين لما جرى يرون ان معالجة هذه الانحرافات والتجاوزات الأخلاقية المتكررة لا يتم من خلال إجراء إداري يتوقف على تسطير تعهدات شخصية عليهم آو توقيفهم بضع أيام ثم تكفيلهم مع الأخذ بعين الاعتبار إن معظم القائمين والمشاركين في هذه الفعاليات والحفلات هم من أبناء ذوات من المتنفذين القادرين على ممارسة الضغوط المختلفة لإخلاء سبيل أبنائهم مما يشجع تكرار الحادثة مرات ومرات والأصل ان يقوم رجال الشرطة بالتحقيق معهم وتحويل المتورطين منهم إلى المدعي العام لتوجيه لائحة اتهام بحقهم وأن يكون هناك إجراء قضائي وكان يتوجب على وزارة الداخلية ممثلة بمحافظ العاصمة تحويلهم للمحكمة لاتخاذ الإجراء القانوني المناسب بحقهم لدعوتهم تنظيم حفل والدعوة لنشر الرذيلة ليعلموا جسامة وخطورة أفعالهم بممارسات لا أخلاقية تخدش الحياء العام وتتنافى واستتباب الأمن العام ولتأكيد هيبة الدولة وفرض القانون والنظام أما أن يترك الوضع لمجموعة منفلتة من الشباب المنحلين أخلاقيا يعبثوا بأمن البلد وآداب المجتمع بإقامة حفلات خالعة كل مرة بصورة مختلفة لم يعد مقبول بالمطلق والمطلوب من ألان فصاعدا قطع رأس الأفعى حتى لا تنفث سمومها مره أخرى وبخلاف ذلك سوف يبقى هؤلاء يلعبون بالنار ويصبون الزيت عليها وان خروجهم من السر إلى العلن يشكل خطورة بالغة على المجتمع الأردني حيث يخشى أن يشتد عودهم وعلى الحكومة الوقوف بحزم في وجههم والضرب بيد من حديد على كل من يقف ورائهم بعد مجاھرتهم بالمجون والانفلات فإذا لم تردعهم التربية والأخلاق فليردعهم القانون بالتجريم والحبس
ومما لا شك فيه أن أبناء اليوم هو آباء ورجال وبناة الغد وبتربيهم الصالحة السليمة نرسم مستقبل الوطن ونقوي عضده وكم نحن اليوم بحاجة ماسة وضرورية لتكثيف المراقبة من قبل أولياء الأمور على هذه الفئة العمرية الحساسة في المجتمع وإبلائهم جل الاهتمام والرعاية والتواصل الدائم معهم لغايات ضمان التوجه الصحيح لأفعالهم وأفكارهم وعلى رجال الدين والتربية ومنظمات المجتمع المدني وعموم المواطنين الوقوف سدا منيعا أمام إقامة هذه الحفلات الغريبة والممجوجة لحماية المجتمع من الفاحشة والرذيلة وعدم السماح للشباب والشابات بالمشاركة فيها كونها تشكل معول هدم للوازع الديني والالتزام الأخلاقي وهي لا تقل سوءاً وخطراً عن تجنيدهم للإرهاب أو توريطهم في ترويج المخدرات والانحراف الاجتماعي والجريمة

ونختم حديثنا بقول أمير الشعراء احمد شوقي في حسن الأخلاق

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه فقوّم النفس بالأخلاق تستقم
إذا أصيب القوم فى أخلاقهم فأقم عليهم مأتماً وعويلاً

mahdimubarak@gmail.com
شريط الأخبار الملك يعقد مباحثات مع رئيس الوزراء الهندي في قصر الحسينية إطلاق الاستراتيجية الوطنية الثانية لنشر الدراية الإعلامية والمعلوماتية انخفاض أسعار الذهب محليا في التسعيرة الثانية الاثنين الزرقاء في المرتبة الأولى... دراسة: 81.3 كيلوغراما معدل هدر الغذاء السنوي للفرد في الأردن الأردن يسير قافلة مساعدات جديدة إلى سوريا فتح باب تقديم طلبات القبول الموحد للطلبة الوافدين للفصل الثاني 2025-2026 لماذا اشترى حسين المجالي الف سهم في شركة الامل؟ إعلان الفائزين بجائزة التميز لقيادة الأعمال الحكومة: اسعار النفط عالميا تنخفض توقيف زوج شوه وجه زوجته أثناء نومها التربية: فصل 92 طالبا من الجامعات بسبب عدم صحة شهاداتهم وزير التربية: 404 شهادات ثانوية تركية ورد رد بعدم صحتها منذ 2023 مذكرة تفاهم بين هيئة الأوراق المالية ومديرية الأمن العام الجيش يدعو مواليد 2007 للدخول إلى منصة خدمة العلم تجنبا للمساءلة القانونية 3.7 مليار دولار حوالات المغتربين الأردنيين خلال 10 أشهر إحالة "مدير التدريب المهني الغرايبة" إلى التقاعد… قراءة في التوقيت والمسار الامن العام يحذر الاردنيين من الاقتراب من الاودية والمدافئ استعادة 19 إلف دينار قبل طحنها في كابسة نفايات في العبدلي.. تفاصيل القبض على أشخاص يبيعون الكوكايين في مأدبا الأمانة تعلن الطوارئ المتوسطة استعدادا للمنخفض