عرف العالم محطات كبرى على طريق الاصلاح الدستوري بدءا بدولة المدنية في بلاد الاغريق القديمة, مرورا بالدولة الامبراطورية الرومانية ودولة الثورة البرجوازية. وكان للعرب وللمسلمين مساهماتهم في ذلك ايضا:-
1- يعد صولون اليوناني ابو الاصلاحات الدستورية الاولى حين وسع حق الاقتراع والمشاركة للعامة من دون المساس بمصالح النبلاء, الذين كانوا مدعومين بالفلاسفة, مثل سقراط وارسطو وافلاطون ضد اشراك العامة والنساء (والغرباء).
2- شيشرون الروماني, الذي عاصر قيصر ومقتله وانشقاق روما, حيث وقف شيشرون مع بروتوس وقطع رأسه معه, وكان يدعو للحد من التفاوت في الامتيازات بين النبلاء والعامة.
3- كما عرفت بلدان الشرق وحضاراته المختلفة محطات مهمة ايضا في عهد الفراعنة المتأخرين وعهد حمورابي وملوك الصين والهند, ولعل ابرز وثيقة مدنية على هذا الصعيد هي (وثيقة المدينة) او (يثرب) بعد هجرة المسلحين اليها.. وأسست الدولة الاسلامية بعد ذلك منافسات غير مسبوقة في هذا الشأن على غرار اعمال الفارابي والماوردي (إبن المقفع) والجويني والشاطبي وابن رشد وابن قتيبه وغيرهم...
4- في عصر الثورة الصناعية البرجوازية لا تزال الماغنا كارتا (الميثاق او المرجعية الشرعية العظمى) التي فرضها النبلاء وأساقفة كانتبري على جون الأول البريطاني في القرن الثالث عشر فاتحه الاصلاحات البرجوازية الاخرى ولا سيما نظريات العقد الاجتماعي وخاصة جون لوك وفلاسفة الثورة البرجوازية الفرنسية, أمثال روسو ومنتسكيو وفولتير وغيرهم.
5- على ان الاصلاحات الدستورية العالمية بدأت تشهد تراجعاً ملحوظاً ينتقص من الشعوب والطبقات المقهورة مع تفاقم الطابع العدواني العنصري للرأسمالية, وكان للفلاسفة الامريكان حضورهم ودورهم في هذا التراجع اعتماداً على نظرية هوبز والعرقية والعنصرية الاغريقية القديمة, ويعد شتراوس (ابو المحافظين الجدد) اكثر من يعبر عن هذا التراجع..
6- على صعيد الشرق بكل اممه فقد شهدت اليابان والهند وتركيا وايران والصين ومصر ثورات دستورية منذ اواخر القرن التاسع عشر بعضها نجح وبعضها اخفق وبعضها انقطع وبعضا تواصل
تاريخ الاصلاح الدستوري
أخبار البلد -