تتزايد التفجيرات الارهابية في مدن العراق في هذه الاونة, ونسأل عن المستفيد من التفجيرات فنجد أن طرفين ضدين يتساويان في المصلحة:
- الاميركيون الذين لا يريدون الخروج من العراق دون مسمار جحا, ولو كان المسمار هو شراء اسلحة متطورة, والحاجة الى فرق اميركية للتدرب عليها وعلى صيانتها كطائرات F16 المقاتلة القاذفة. وعلينا أن نتذكر ان الخبراء الاميركيين العسكريين وصلوا في فيتنام الى تسعين الفاً ايام الرئيس كيندي, فالرئيس كان لا يريد ارسال جيش اميركي الى هذا البلد الذي تحوّل خلال خمسة أعوام الى ميدان حرب.. ضم ثلاثة ارباع المليون جندي اميركي, ايام خليفته الرئيس جونسون!
- اما الطرف الضد الآخر المستفيد من زعزعة الامن والاستقرار في العراق فهو ايران, ذلك ان جار العراق يعمل على احراج حكومة العراق يدفعها الى عدم تمديد الوجود العسكري الاميركي والطلب منه الالتزام بالاتفاق الذي حدد نهاية عام 2012 لانهاء الانسحاب ومثل هذا الاحراج لا يوجد اجماع عراقي على الاستجابة له.. لا الاكراد الذين يشعرون بخطر ايران اذا انسحب الجيش الاميركي، ولا السنة الذين رغم رفضهم لمبدأ الاحتلال يعرفون ان الجيش العراقي بوضعه الحالي ليس مؤهلاً لحماية العراق من أي غزو ايراني يأخذ شكل الاستجابة «الاخوية» لطلب حكومة العراق، الى جانب البعثيين والليبراليين، والقوميين العرب الذين يرفضون حماية الاميركيين لبلدهم لكنهم يحمّلون واشنطن مسؤولية تدمير كيان الدولة العراقية وتفكيك قوتها العسكرية والامنية والادارية بحيث اصبحت اشكال الدولة العراقية عبارة عن هياكل خشبية، لا علاقة لها بقوة الدولة التي حاربت وانتصرت.
الغريب ان الولايات المتحدة وايران هما المستفيدان من التفجيرات التي تزعزع امن العراق واستقراره، وتهز ثقة العراقيين بدولتهم ووطنيتها، رغم ان صورة الصراع الاميركي - الايراني تبدو من الخارج صورة متناقضة!!