أُحَدِّقُ فيها.. لا أَراها.. وإنّما
أَرى «زَهْرةَ الزّهراتِ»، يَذْوي شَبابُها
وأَسألُ عن «مَسْرى الرسولِ»، دُروبَها
هُنا كانَ!! من خمسين عاماً.. وأَطْبَقَتْ فَيَرْتَدُّ مَخْنوقاً، إليَّ جوابُها:
عليه «يهودٌ»، فاستوى فيهِ نابُها!
«وهَيْكَلُها المزعومُ»، قامَ مقامَهُ
وصارَ كِتابَ العالمينَ «كِتابُها»!!
يَدينُ بِهِ شَرْقٌ، وغَرْبٌ، ويلتقي
على «وَعْدِهم»، رَعْدُ الدُّنا.. وسحابُها!
ونحنُ – بني الإسلامِ – أشلاءُ أَمَةٍ
ويُلهى بها، يُغْرى بِها، كُلُّ مارِقٍ تُداسُ بأقدامِ الغُزاةِ.. رقابُها!
لِيَلْطُمَ خَدّيْها.. ولا مَنْ يَهابُها!
ملايين!! لكنْ من هواءٍ قُلوبُها
وأموالُها!! يومَ الحِسابِ، حِسابُها!
وقد كان فَصْلَ القَوْلِ حَدُّ حُسامِها!!
وقد كانَ نبراسَ الليالي شِهابُها!!
وقد كانَ – يا ما كانَ – سَعْفُ نخيلِها
هُوَ السَّعْفُ، والظِلَّ الظّليلُ إهابُها!
ولكنّها.. لمّا تَخَلَّتْ عن الهُدى
تَخلّى الهُدى عَنْها.. فَضَلَّ صوابُها!
وَضَيَّعتِ «الأَقصى»، وعينُ العِدا على
سواهُ!! فهلاّ أَيْقَظَتْها حِرابُها؟!
وهَلاّ أعادَتْها إلى االلهِ غَضْبَةٌ
من االلهِ.. لمّا يأتِ بَعْدُ عَذابُها؟!!