الجامعة الهاشمية بمدينة الزرقاء منحت دولة السيد مضر بدران شهادة الدكتوراة الفخرية في الاقتصاد. فهنيئاً لرئيس وأعضاء مجلس الأمناء، ولرئيس الجامعة وأعضائها هذا القرار الإنساني الاجتماعي.
لقد تميز بدران بحس مالي واقتصادي استشعرتُه بعمق خلال السنوات الطويلة التي عملتُها في معيته سواء أمين عام وزارة، أو مديراً عاماً لمؤسسة، أو عضواً في لجنة خاصة، أو وزيراً.
أيام إعداد الموازنة كان يبحث عن وسائل لتعزيز أمن الموازنة، وتحقيقها لأدوارها. في سنوات النمو الحقيقي في الأردن، تمتعت الموازنة العامة بأدوار عديدة. فهي وسيلة لتسديد مدفوعات الحكومة ومستحقاتها، وهي أداة لإعادة توزيع الموارد بين مختلف فئات المواطنين بعدالة، وهي في الوقت نفسه وسيلة نماء وانتماء للوطن.
وعملت في إعداد الخطة الخمسية الأولى (1976-1980)، والثانية (1981-1985). وقد تميزت الخطتان بالمعقولية والطموح وحسن التنفيذ.
وقد استطاع مضر بدران أن يبقي الديون الخارجية والداخلية للمملكة ضمن حدود وسقوف منطقية ومعقولة، وأن يبقي العجز محدوداً ومنضبطاً، والمديونية ضمن هوامش مقدور عليها من حيث الحجم والعبء والتسديد والكلفة.
يستحق منا رجال الأردن الذين خدموه بأمانة وشرف أن نشكرهم؛ فالرجل كان وراء إنشاء جامعة العلوم والتكنولوجيا والجامعة الهاشمية لما كان رئيساً لمجلسي أمنائهما. وقد تميز تخطيطه لهما بسعة الأفق والنظرة المستقبلية.
أما القضية الثانية التي أود التعليق عليها لهذا اليوم، فهي إبراز أهمية المساعدات السعودية للأردن، وخصوصا مبلغ المليار دولار الأخيرة. ولقد عبَّر القائد الأعلى عن شكره العميق لخادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي على مكرمته.
ولا تقف أهمية هذه المساعدة على حجمها وتوقيتها، ولكن أهميتها يجب أن تنبع من شعور كل أردني أن الأزمة التي يعاني منها اقتصادنا قد أصابتنا بنوع من الإحباط والهم. وقد غلبت النظرة التشاؤمية على تطلعاتنا، وبتنا عاجزين عن أن نستبشر أو نُسرّ. وخالجنا شعور قوي بأننا في عز الأزمات العربية صرنا منسيين لا أحد يهتم بنا أو يمد يد الدعم لنا.
يجب أن يكون للمبادرة السعودية الكريمة تأثير واضح على معنوياتنا. فالمملكة جارتنا وشقيقتنا لم تتركنا نهباً لمشاعر الإحباط والقنوط. ولذا، فإن على كل أردني أن يقوم بأداء دوره الكامل للوطن.
لا بد أن نزيد استثماراتنا إن كان لدينا فائض من المال داخل الأردن أو خارجه، وأن نسرع في شراء ما أجّلْنا شراءه، خصوصا إذا كنا مغتربين ونعيش خارج الأردن، وعلينا أن نعيد النظر في إمكانية تحسن الأسواق، وزيادة الحركة، وانفراج الأزمة المالية.
إذا توحدت مشاعرنا ونظرتنا نحو المستقبل، فإن ذلك المستقبل سوف يكون أفضل. إن وحدة التوقعات الإيجابية تخلق واقعاً إيجابياً، حيث تصبح هذه التوقعات نبوءة محققة لذاتها.
كشكول أحداث
أخبار البلد -