في ستة أيام...!

في ستة أيام...!
أخبار البلد -  


لدي 8 ملاحظات على ما حدث في بلادنا طيلة الأيام الستة التي أفرزت من الناس أفضل ما لديهم، استأذن بتسجيلها لفهم ما جرى واستبصار ما هو قادم، فما جرى مجرد جولة أولى في ماراثون طويل، لم يكن -بالطبع- مفاجئاً الا لمن تعجل في اصدار «نعي» الشعوب ونهاية ربيع وعيها، او ربما لمن أراد معاندة التاريخ الذي لا يمكن لعجلته ان تتوقف الّا في محطة المستقبل الذي يقرره الناس لحياتهم.
الملاحظة الاولى: ما حصل قبل إقرار مشروع «الضريبة» فهم على انه إساءة لمشاعر الناس واستهانة بأحوالهم وأصواتهم، لكن ما حدث بعد ذلك، خاصة حين تم رفع أسعار المحروقات، فهم على انه بمثابة حرق مشاعر للمجتمع، ومع أن الإساءة كانت مؤلمة ومثيرة الاّ ان المجتمع ابتلعها فيما لم يستطع أن يبتلع الضربة الأخرى التي حرقت مشاعره وتقصدت اهانته والاجهاز على كرامته.
الملاحظة الثانية: الوجوه التي خرجت للشارع هذه المرة لم تكن مألوفة في سياقات الاحتجاجات التي شهدها الشارع فيما مضى، فهؤلاء الشباب كانوا ينتمون الى «مجتمع» الفرجة لكنهم بعد سنوات من الإحساس بالخيبة والإحباط وبعد ان اقتربت «اسواط» الاقتصاد القاسية الى جلودهم، وأدركتهم تعطل عجلة السياسة وصراعات الهوية خافوا على مستقبلهم فتحركوا من منصات الفضاء الالكتروني الى الميادين بأوامر ذاتية من الإحباط، وباستجابة حصرية لنداء البحث عن الامل الذي طرق أبواب قلوبهم لكي يصحوا على وطن أحبوه وقرروا الدفاع عنه.
الملاحظة الثالثة: ان انسحاب الاخوان المسلمين من المشهد السياسي بعد «المحنة» التي مرّوا بها أدى الى انسحابهم من ميادين «الاحتجاج» ايضاً، ومع أنها ليست المرّة الأولى التي «يتخلف» فيها الاخوان عن أزمات الشارع واحتجاجاته، الاّ انها كانت فرصة لكسر ثنائية «الاخوان أو الإصلاح» التي تم من خلالها التخويف من الإصلاح بذريعة هيمنة الإخوان على الشارع وللقوى التقليدية ولفزاعة «المكونات» والهوايات الفرعية والسياسة التي رفعت في الأعوام الماضية.
الملاحظة الرابعة: لا اعتقد ان احتجاج الشارع قبل (30-5) كان في وارد توقعات الحكومة التي استبسلت في اتخاذ القرارات الاقتصادية القاسية، لقد كانت تظن ان المجتمع خضع تماماً لما تفرضه من مقررات، وأن بمقدارها ان تفعل ما تشاء، لكن ما حدث ان الناس استعادوا «وعيهم» او ربما صحوا من نوم طويل ذهبوا اليه برغبتهم، فانطلقوا لتذكير الجميع انهم ما زالوا احياء يرزقون، ويتحركون ويحتجون ايضاً.
الملاحظة الخامسة: على مدى نحو ثلاثة أعوام، وتحديداً منذ ان انصرف الناس من الشارع بعد انتهاء ربيع احتجاجاتهم، أصبح الطرف الغائب في المعادلات السياسية هو «الناس» لقد اقتنع كل من شارك في صناعة القرارات ان الملعب أصبح خالياً تماما من «اللاعبين» وان بمقدوره ان يصوّب نحو المرمى الشعبي ما شاء من ركلات مع ضمان تسجيل ما يريده من أهداف، لكن فجأة نزل المتفرجون من على المدرجات وقرروا ان يخوضوا مباراتهم بروح وطنية، عالية، ثم خرجوا منها فائزين.
الملاحظة السادسة: في معركة «كسر الارادات» التي خاضها الشعب ضد الحكومة ومقرراتها، برزت الدولة بقيمها وقيمتها كثابت في الخطاب والشعار معاً، فالدولة ملك للجميع والحفاظ عليها مسؤولية الكل، وبالتالي فإن من خرج منتصراً من هذه الجولة الشعبية هو «الدولة» التي استعادت حضورها وألقها بقوة الشعب والتحام القيادة معه.
الملاحظة السابعة: فيما كان الشارع مجالاً عاماً للإفصاح عن الغضب والمطالبة بالتغيير كان ثمة مجال عمومي آخر يشهد حراكات لا تقل أهمية عن حراك الناس في الميادين، وهو الفضاء الإلكتروني الذي مثل «فضاءً» امتزج فيه الافتراضي بالواقعي، ومن المفارقات أن هذا الفضاء كان ميداناً لمعركة طاحنة بين أطراف عديدة، صحيح أنها لم تكن متكافئة، لكنها انتهت لمصلحة الذين رفعوا أصواتهم لاسترداد حقوق الناس في الحرية والعدالة والكرامة.
الملاحظة الثامنة:أهم ما انجزناه في ستة أيام هو إعادة اكتشاف المجتمع لحيويته وإعادة ترسيم علاقة الناس بدولتهم، صحيح ان ما بعد رحلة الاكتشاف والترسيم ستكون طويلة، وتحتاج الى مزيد من الوعي والرقابة والعزم، لكن الصحيح ان خطواتها الأولى بدأت وفجرها بزغ، اما امتحانها فسيكون «الثقة» هذه التي افتقدناها فيما مضى وأصبح استعادتها اليوم بمثابة نكون أو لا نكون.

شريط الأخبار وزارة النقل: مشروع تتبع المركبات الحكومية خفّض الاستخدام غير المبرر للمركبات بنسبة 62% "الجمارك" تضبط 25 ألف حبة مخدر و50 غراما من مادة الكريستال الملك يطلع على خطة الحكومة لتطوير المرحلة الأولى من مشروع مدينة عمرة سوليدرتي الأولى للتأمين تقيم ورشة عمل في الجامعة الألمانية الأردنية بعنوان: "التأمين… وإدارة المخاطر" فرع جديد لمجموعة الخليج للتأمين – الأردن في جبل عمّان القضاء يلزم مريضي سرطان بحفظ سور من القرآن كعقوبة بديلة نائب: شموسة منعت من الدخول في عام 2021 هل صرف "الاهلي المصري" النظر عن النعيمات ؟ ضبط أكثر من 1400 اعتداء على خطوط المياه خلال شهر واحد سلامي: نواجه خصمًا قويًا وسندافع عن حظوظنا لبلوغ نهائي كأس العرب.. موعد المباراة قتلى ومصابون جرّاء إطلاق نار على حفل يهودي في سيدني الفحص الطبي لمرة واحدة… قرار جباية أم تنظيم؟.. النوتي يكتب... الصبيحي يكتب.. الدراسة الاكتوارية للضمان: مؤشرات تحذير لا مخاوف تخبط اداري في مؤسسة صحية .. فك وتركيب اقسام ومديريات!! السفير الأميركي يواصل جولاته المكوكية بين الوزارات الأردنية فريحات يكتب.. السلامي يواجه أستاذه رينارد .. صراع خبرة وطموح في المستطيل الأخضر ايقاف 3 مصانع منتجة للنمط ذاته من المدافئ المتسببة بالوفيات التمييز تحسم القرار .... فينكس القابضة تكسب قضية بملايين الدنانيير ضد الصناعية العقاريه الحكومة تشكل لجنة للبحث عن اسباب حوادث الاختناق حماية مستهلك: إيقاف بيع المدافئ مؤقتاً