لبنان: الحرب الأهلية لم تضع أوزارها بعد

لبنان: الحرب الأهلية لم تضع أوزارها بعد
أخبار البلد -  


بعد ثلاثة عقود على انتهاء الحرب الأهلية في لبنان، لم يفارق شبح هذه الحرب لبنان، وهو يعود للتحويم فوق رؤوس اللبنانيين عند أول خلاف أو حتى «زلة لسان» تصدر عن هذا المسؤول أو ذاك ... الخميس الفائت، بدا أن الحرب الكريهة والمكلفة، تدق الأبواب مجدداً، ومظاهر الحرب الأهلية وطقوسها الدامية، كانت حاضرة بقوة في بلدة «الحدث»، ولو أن «صلية رصاص» واحدة انطلقت من رشاش أحدهم، لكانت بمثابة «بوسطة عين الرمانة» التي أشعلت الحرب الأهلية في العام 1975.
في لحظة واحدة، انقلب المشهد رأساً على عقب، وعاد خطاب الكراهية يهمين على أحاديث المسؤولين وفرسان «السوشيال ميديا»، وبدأت التعديات «على الهوية» في تذكير صاعق، لمسلسل «القتل على الهوية» ... عاد اللبنانيون إلى متاريس طوائفهم ومذاهبهم، انشد العصب المذهبي والديني بصورة مفاجئة وسريعة، وعادت «الهويات القاتلة» تهدد المؤسسات، من الحكومة والبرلمان والانتخابات الوشيكة، إلى الجيش والمؤسسات الأمنية، المتراكبة مذهبياً وطائفياً، والموزعة على خطوط الطوائف والمذاهب.
الاتفاق الأشهر، شيعياً ومسيحياً، «اتفاق مار مخايل» بين حزب الله والتيار الوطني الحر، كاد يسقط ويصبح أثراً بعد عين ... هذه المرة، كان الانقسام شيعياً – مسيحياً، قبل عشر سنوات، وفي أحداث السابع من أيار 2007، عندما فرض حزب الله سيطرته العسكرية التامة على بيروت الغربية، أخذ الانقسام شكلَ احتراب سني – شيعي، لا حدود ولا خطوط حمراء في حروب الجميع ضد الجميع، عندما تقع الواقعة، تسيطر الغرائز وتتحكم بحركة الشارع المنقاد خلف «أمراء الطوائف والحروب» كالقطيع، يغيب العقل ويسقط المنطق والمصلحة العامة، وتصبح الهوية الوطنية الجمعية الجامعة، أول ضحايا حروب الإلغاء والإقصاء.
بدأت القصة في توقيت انتخابي لافت، زعماء المذاهب والطوائف، منهمكون في «تزييت وتشحيم» ماكيناتهم الانتخابية ... القانون الجديد يجعل الانتخابات المقبلة مختلفة بعض الشيء، لا أحد لديه يقين حول حجم حصته المقبلة في برلمان المحاصصة الطائفية والمذهبية ... الجميع بحاجة لشد العصب المذهبي والطائفي، حتى لا يضيع عليه صوت واحد في الانتخابات المقبلة ... جبران باسيل، رئيس التيار الوطني الحر، يطلق تصريحاً أهوجاً: نبيه بري «بلطجي» وقد آن أوان تكسير رأسه، يرد رئيس مجلس النواب وزعيم أمل، ومعه رهط من الناطقين والمتحدثين «التحية بمثلها» أو بأبشع منها، فجأة ومن دون سابق إنذار، تتحرك الجموع الغاضبة، انتصاراً لكرامة الزعيم، يظهر السلاح الناري والدراجات النارية، تهاجم المكاتب وتتعرض لإطلاق النار، وتستباح مناطق مسيحية في استعراض يشبه عمليات «الغزو» ... هنا، وهنا بالذات، يتجلى نموذج «رد الفعل الأسوأ من الفعل»، هنا يُرد على الخطأ بالخطيئة... هنا تستباح الكرامات والخطوط الحمراء المتداولة وأدبيات الحوار المتفق عليها ... هنا يستباح الدم (مع وقف التنفيذ) ويستباح الأخر في عقر بيته، وبصورة لم يعد معها، التكفير خارج منطق، أو بالأحرى «لا منطق» الحرب الأهلية، أمراً ممكناً.
هنا، والآن، يظهر كم أن أحزاب لبنان «اختزلت» طوائفه وطبقاته وجماهيره، وأن قادة الأحزاب والميليشيات قد اختزلوا في شخوصهم، مصالح طوائفهم وأشواقها وتطلعاتها ... هنا، لا فرق بين كرامة الزعيم وكرامة طائفته ... هنا بالذات، تصبح مصلحة الزعيم وحساباته، هي ذاتها مصلحة الطائفة والطبقة والجماهير، أي مس بها، مسٌ بالطائفة والسلم الأهلي والوحدة الوطنية ... هنا يسقط كل اللغو حول السيادة والهوية والوحدة والمقاومة وفلسطين والقدس، جميعها كلمات فارغة، لا معنى لها، تصدر من أطراف ألسنة المسؤولين وليس من حلوقهم وأجوافهم ... الثابت هنا، هو نظام المحاصصة المخصص لخدمة مصالحة حفنة من الرجال فقط، أما المتغير، فهو ركام الثرثرات والشعارات والعبارات المنمقة ألتي أثقلت مسامع اللبنانيين وصمت آذانهم.
لا يخجل كثيرٌ من الساسة من تبرير ما حصل، تسويقه وتسويغه ... «الطابور الخامس» جاهزٌ على الدوام لتحمل المسؤولية عن الأفعال المشينة للقطعان السائبة ... «إسرائيل» جاهزة كذريعة تصلح لكل استخدام، فهي مسؤولة عن «الطابور الخامس» ومشغلة له، وهي العامل الرئيس وراء التصعيد، والسبب الأهم خلف التهدئة واحتواء الموقف، طالما أنها تتربص بلبنان ونفطه وغازه ومقاومته ... لا بأس أن تستحضر كل الذرائع، المهم ألا يبدو أي من هؤلاء في موقع المنكسر أو المهزوم، وألا يفقد أيٌ منهم ماء وجهه، والأهم ألا تضرر مصالحه ومواقعه ومناطق نفوذه ومجالاته الحيوية، وأن تعاد صياغة معادلة توزيع السلطة والثروة بينهم، وأن تحصن «الخطوط الحمراء» التي رفعت بعضهم من موقع «المسؤول السياسي المنتخب والخاضع للمحاسبة بموجب الدستور»، إلى مراتب «أنصاف الآلهة»... كان الله في عون لبنان، عشتم وعاش لبنان

 
شريط الأخبار خلال ملتقى الاتصال.. إعلاميون وسياسيون أردنيون وعرب يحذرون من مخططات الاحتلال أبو زيد يتحدث عن سيناريو العملية البرية في لبنان ترامب: بايدن أصبح متخلفا عقليا أما هاريس فولدت هكذا الإمارات تواصل دعم الأهالي في قطاع غزة بمقومات الحياة تحذير جديد من طائرات بوينغ.. ما القصة؟ وزيرة النقل تتفقد مطار عمان المدني التعليم العالي: فرصة أخيرة لتسديد الرسوم الجامعية للطلبة الجدد حتى 5 تشرين الأول "الطاقة والمعادن" ترفض 4 طلبات تتعلق بقطاع النفط ومشتقاته بتوجيهات ملكية.. الأردن يرسل طائرة مساعدات ثانية إلى لبنان رقمنة 60% من الخدمات الحكومية بواقع 1440 خدمة حكومية للآن الملك يتابع عملية تجهيز مستشفى ميداني أردني للتوليد والخداج سيرسل لغزة قريبا كلاب ضالة تنهش طفلاً حتى الموت في مادبا الحنيفات : كل فرد في الأردن يهدر 101 كيلو من الطعام سنويا كانت "سليمة".. انتشال جثة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مجلس مفوضي هيئة الأوراق المالية يقرر الموافقة على تسجيل وإنفاذ نشرة إصدار صندوق استثمار مشترك مفتوح "النقل البري" تفقد صلاحية المركبات العمومية استعداداً لفصل الشتاء نقيب المجوهرات علان : يوضح سبب تراجع فاتورة الذهب المستورد اخطاء نحوية في تغريدة مهند مبيضين ..والجمهور "مين اضعف هو ولا المناهج" ميقاتي: ليس لنا خيار سوى الدبلوماسية الملخص اليومي لحركة تداول الأسهم في بورصة عمان لجلسة اليوم الاحد .. تفاصيل