تجنب شرور المرحلة

تجنب شرور المرحلة
أخبار البلد -   اخبار البلد 
 
من الطبيعي أن يغضب الناس، وأن لا يطيقوا أي زيادة على كلف المعيشة، تحديدا في ظل ظروف صعبة نعيش معها منذ سنوات طويلة، ومن حق المجتمع أن يعبّر عن عدم رضاه عن تضحيات قسرية بسبب حزمة قرارات صعبة ومستدامة، تلجأ لها الحكومة كلما فرغت خزينتها.
وللجميع الحق أن يلوم الحكومة وينتقدها على الطريق الذي اختطته لحل المشكلات المالية. وليس سرا أن الوصفة التي اتبعتها تقليدية ومعروفة حتى لمن ليس لديه أي خبرات، فأسهل شيء أن ترفع الأسعار والضرائب من أجل زيادة الإيرادات؛ إذ لا خلاف على ذلك!
كل ما سبق حق مشروع للناس، لكن ذلك الحنق على الحكومة وكل قراراتها لا يعني أن نلغي المنطق والعقل في اختيار ردود الأفعال حيال الحكومة، مع الإشارة إلى الظروف الحساسة التي يمر بها البلد، وتحديدا في ظل الضغوط الكبيرة لفرض حل للقضية الفلسطينية، مع وجود إدارة أميركية لا تهتم إلا برغبات إسرائيل المحتلة.
بعيدا عن نظرية المؤامرة، فإن الضغوط التي يتعرض لها الأردن للتسليم بموضوع القدس كبيرة، لا تنفصل عن الأزمة الخانقة التي تجتاحنا منذ سنوات، وهي وثيقة الارتباط بما يحدث، وهو ما قاله جلالة الملك أول من أمس في حديثه لطلاب كلية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للدراسات الدولية.
فحالة الفوضى التي يمور بها الإقليم، تحتاج إلى قليل من اليقظة في التعاطي مع شأننا الداخلي، ولترتيب بيتنا ليكون منيعا في وجه التحديات والتهديدات.
بصراحة أي ردود فعل غير مدروسة أو أي تصعيد سيؤدي إلى الفوضى وخروج الأمور عن السيطرة بما لا يخدم الأردن ولا الأردنيين الذين قدموا تضحيات كبيرة للحفاظ على أمنهم وأمانهم واستقرارهم.
الفترة حاسمة وخطيرة، والإشارات كثيرة بأن ثمة شيئا يتحول في سيكولوجيا الأردني، نتيجة الضغوط الكبيرة، فهذا شاب يهدد بخنق أشقائه، وأب يقرر الانتحار مع اثنين من أبنائه، ومحاولات السطو بدءا من البنوك مرورا بمحال الدجاج والصيدليات، وليس انتهاء بمحال الذهب، كل هذه الحوادث المتفرقة هي إشارات على هذه التغيرات والتحولات.
طريقة التعاطي مع التحولات والتقلبات في مزاج الناس ومع الحالة العامة الصعبة، حتى اللحظة تتم بعقلية كلاسيكية، وهذا بصراحة لا يكفي ولا يحل المشكلة، ولن يمتصّ الغضب القابع في قلوب الناس، لأن الحل فقط بالاشتباك الحقيقي مع المجتمع والتواصل، فيما نحن ندور في حلقة من قرارات مستفزة وتفسيرات لم تقنع الناس بعد أن ظهر أنه ليس في جعبة الحكومة أي أفكار أخرى سوى تلك المتعلقة بالقرارات الصعبة.
الناس حتى اللحظة لم يتقبلوا القرارات، وهذا طبيعي، بيد أن ما هو غير طبيعي هو كيف نأت الحكومة بنفسها عن التواصل مع الناس والحديث معهم، لتقديم ما لديها من أفكار لإقامة حوار قائم على الصراحة والمكاشفة معهم، لأن الجميع شركاء في هذا الوطن، وعلاقة المجتمع بالحكومات لا تقوم على طرف مرسل وآخر متلقٍ.
القاعدة أن يكون الجميع شركاء، وعليه فإن حوارا مؤجلا بات ضرورة الآن، والتواصل مع الناس من قبل المسؤولين والنزول إلى الميدان مسألة لم تعد تحتمل التأجيل.
الحالة اليوم صعبة، والأوضاع ليست هيّنة، والتهديدات تطل من أكثر من باب، والمطلوب من كل الأطراف التقدم خطوة للبدء بحوار وطني يوصلنا إلى توافقات تجنبنا شرور المرحلة، ودائما ثمة دروس مستفادة من الأزمات.

شريط الأخبار خلال ملتقى الاتصال.. إعلاميون وسياسيون أردنيون وعرب يحذرون من مخططات الاحتلال أبو زيد يتحدث عن سيناريو العملية البرية في لبنان ترامب: بايدن أصبح متخلفا عقليا أما هاريس فولدت هكذا الإمارات تواصل دعم الأهالي في قطاع غزة بمقومات الحياة تحذير جديد من طائرات بوينغ.. ما القصة؟ وزيرة النقل تتفقد مطار عمان المدني التعليم العالي: فرصة أخيرة لتسديد الرسوم الجامعية للطلبة الجدد حتى 5 تشرين الأول "الطاقة والمعادن" ترفض 4 طلبات تتعلق بقطاع النفط ومشتقاته بتوجيهات ملكية.. الأردن يرسل طائرة مساعدات ثانية إلى لبنان رقمنة 60% من الخدمات الحكومية بواقع 1440 خدمة حكومية للآن الملك يتابع عملية تجهيز مستشفى ميداني أردني للتوليد والخداج سيرسل لغزة قريبا كلاب ضالة تنهش طفلاً حتى الموت في مادبا الحنيفات : كل فرد في الأردن يهدر 101 كيلو من الطعام سنويا كانت "سليمة".. انتشال جثة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مجلس مفوضي هيئة الأوراق المالية يقرر الموافقة على تسجيل وإنفاذ نشرة إصدار صندوق استثمار مشترك مفتوح "النقل البري" تفقد صلاحية المركبات العمومية استعداداً لفصل الشتاء نقيب المجوهرات علان : يوضح سبب تراجع فاتورة الذهب المستورد اخطاء نحوية في تغريدة مهند مبيضين ..والجمهور "مين اضعف هو ولا المناهج" ميقاتي: ليس لنا خيار سوى الدبلوماسية الملخص اليومي لحركة تداول الأسهم في بورصة عمان لجلسة اليوم الاحد .. تفاصيل