حين تتلاعب إسرائيل لتخفي هزيمتها

حين تتلاعب إسرائيل لتخفي هزيمتها
أخبار البلد -  



انتصر الأردن على دولة الاحتلال الإسرائيلي في معركته السياسية والقانونية لملاحقة المجرمين الذين قتلوا بدم بارد قبل 4 سنوات الشهيد القاضي رائد زعيتر، وبعد ذلك تكررت المأساة بقتل حارس السفارة الإسرائيلية للأردنيين محمد الجواودة والدكتور بشار الحمارنة العام الماضي.
تتلاعب إسرائيل بالكلمات لتخفي هزيمتها وخضوعها، فتارة توزع بياناً عن مكتب نتنياهو يتجاهل الإشارة للاعتذار والمساءلة القانونية لحارس السفارة، وتارة يطل نتنياهو في حديث مع الصحفيين وهو عائد من الهند ليقر بأنه قدم أسفه وندمه للأردن في قضية السفارة.
لن نشتري البضاعة الإسرائيلية التي تريد إثارة الشكوك والبغضاء داخل مجتمعنا، وتسعى إلى الحفاظ على عنجهيتها وقوتها، وسأسلم بما تقوله حكومتنا بأن إسرائيل اعتذرت، ولبت المطالب التي أصر عليها الملك عبدالله، وسأثق بشهادة جريدة الغد التي أكدت أنها اطلعت على الرسالة الرسمية الإسرائيلية الموجهة لوزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين وتتضمن الاستجابة لكل الشروط الأردنية.
الجدل في الشارع الأردني والشكوك حول اعتذار إسرائيل والتزامها بالشروط الأردنية ليس حالة فريدة مرتبطة بهذا الوضع، بل امتداد دائم لضعف الثقة بالحكومات، واعتقاد الناس أنها تتجاهل أرادتهم، حتى لا يتوهم البعض أننا نثق بما تدعيه إسرائيل.
استجابة الحكومة الإسرائيلية للمطالب والشروط الأردنية جاءت أيضاً بسبب العزلة التي تعيشها في الداخل بعد تزايد قصص فساد نتنياهو، وتلاشي الوهم بأن استعراضه في استقبال مجرم السفارة سيزيد من رصيده ومكانته الشعبية وسيدعمه بالانتخابات، ويبدو أن الارتدادات كانت عكسية، فالزميل برهوم جرايسي يرصد في جريدة الغد من الداخل الانتقادات اللاذعة التي تعرض لها نتنياهو في الإعلام، ويعرض مثالا ما قاله المحلل السياسي" ناحوم بارنيع" في صحيفة " يديعوت أحرونوت" أن صورة نتنياهو مع الحارس التي قام مكتبه بنشرها كانت إعادة غير ناجحة لصورته مع الجندي جلعاد شليط، فمرة على شكل مأساة وأخرى على شكل ملهاة.
الموقف في قصتنا مع إسرائيل أن تستجيب للشروط والمطالب الأردنية الأربعة وفي مقدمتها الاعتذار عن هذه الجريمة الشنيعة، والمطلب الثاني تطبيق العدالة الناجزة وملاحقة ومحاكمة المجرمين، والثالث التعويض لذوي الضحايا وهو ما تأكد أنه حدث بالفعل، فلقد دفعت إسرائيل 5 ملايين دولار للحكومة الأردنية، وأخيراً استبدال السفيرة الإسرائيلية وهو ما أكده نتنياهو نفسه، حيث ستخاطب الخارجية الإسرائيلية الأردن باسم سفيرها الجديد.
قد يشعر الكثير من المواطنين بأننا لم نسترد كرامتنا كاملة، وأن إسرائيل ستماطل في محاكمة قاتل السفارة وكذلك قتلة الشهيد القاضي رائد زعيتر، وهذا وارد الحدوث، فإسرائيل دولة مارقة ولا تحترم القانون، غير اننا نملك بذات القوة القدرة لإعادة تقييم مسار العلاقة المتأزمة أصلاً.
من المهم أن يدرك الأردنيون أن التعامل مع أزمة السفارة والعلاقات الدبلوماسية لا علاقة له بموقف الأردن من قضية القدس، فالقيادة الأردنية ما تزال مصرة ورافضة للقرار الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فهذا الأمر ليس خاضعاً للتفاوض والمقايضات رغم كل الضغوط التي تتعرض لها أميركيا وعربياً.
لن يسمع نائب الرئيس الأميركي خلال زيارة إلى عمان إلا ما سمعه وزير الخارجية تيلرسون في لقائه الأخير مع وزير خارجيتنا أيمن الصفدي، وملخص الموقف رفض التوجهات الأميركية التي لا تستند للشرعية الدولية.
يدرك الجميع صعوية الظروف التي يمر بها الأردن، ولا يحسد على الأزمات والتحديات الاقتصادية والسياسية التي يواجهها وحيداً، فالاشقاء الذين كانوا معنا أداروا ظهورهم، والأصدقاء الذين نعوّل عليهم المساندة انكفأوا في صمت مريب، والأعداء يسنون خناجرهم، ورغم كل ذلك فالأردن ما يزال قادرا بكل كبرياء على المقاومة والصمود وكبح جماح المتربصين به.

 
شريط الأخبار 103 ملايين دينار مخصصات موازنات المحافظات في مشروع قانون موازنة 2026 وزارة النقل: مشروع تتبع المركبات الحكومية خفّض الاستخدام غير المبرر للمركبات بنسبة 62% "الجمارك" تضبط 25 ألف حبة مخدر و50 غراما من مادة الكريستال الملك يطلع على خطة الحكومة لتطوير المرحلة الأولى من مشروع مدينة عمرة سوليدرتي الأولى للتأمين تقيم ورشة عمل في الجامعة الألمانية الأردنية بعنوان: "التأمين… وإدارة المخاطر" فرع جديد لمجموعة الخليج للتأمين – الأردن في جبل عمّان القضاء يلزم مريضي سرطان بحفظ سور من القرآن كعقوبة بديلة نائب: شموسة منعت من الدخول في عام 2021 هل صرف "الاهلي المصري" النظر عن النعيمات ؟ ضبط أكثر من 1400 اعتداء على خطوط المياه خلال شهر واحد سلامي: نواجه خصمًا قويًا وسندافع عن حظوظنا لبلوغ نهائي كأس العرب.. موعد المباراة قتلى ومصابون جرّاء إطلاق نار على حفل يهودي في سيدني الفحص الطبي لمرة واحدة… قرار جباية أم تنظيم؟.. النوتي يكتب... الصبيحي يكتب.. الدراسة الاكتوارية للضمان: مؤشرات تحذير لا مخاوف تخبط اداري في مؤسسة صحية .. فك وتركيب اقسام ومديريات!! السفير الأميركي يواصل جولاته المكوكية بين الوزارات الأردنية فريحات يكتب.. السلامي يواجه أستاذه رينارد .. صراع خبرة وطموح في المستطيل الأخضر ايقاف 3 مصانع منتجة للنمط ذاته من المدافئ المتسببة بالوفيات التمييز تحسم القرار .... فينكس القابضة تكسب قضية بملايين الدنانيير ضد الصناعية العقاريه الحكومة تشكل لجنة للبحث عن اسباب حوادث الاختناق