مخطئ من ظن أن رفع الأحذية بوجه لاعبي الوحدات و"زعل" الجمهور عليهم رغم فوزهم بالدوري الاردني لكرة القدم قبل أيام أمر يحدث للمرة الأولى، ففي موسم 1989 كان الأخضر يرتدي لباس البطل لأول مرة بتاريخه فظن انه فاز بكاس العالم ولهذا لم يكن سهلا على جمهوره تقبل الخسارة امام فريق عين كارم الذي يمكن وصفه بضمير مرتاح بـ"الفريق العادي".
اما الحدث غير العادي فتلى نهاية المباراة التي سجل فيها "ابو شقره" هدفا مباغتا في الدقائق الخمس الأولى بنى على اثره الفريق سواتر دفاعية تشبه كثيرا تلك التي يبني عليها جوسيه مورينيو ودييغو سيميوني خططهما؟.
والنتيجة خسارة بهدف يتيم تلقى الفريق بعده سيلا وابلا من "الطماطم" الفاسدة فبدأ المشهد قريبا في الشكل من مشاهد احتفال بعض القرى الإسبانية بموسم الطماطم، لكن هل يستحق أفراد الفريق الحالي أن ترفع في وجوههم الأحذية أم أن الأحذية رفعت في وجه الإدارة؟؟.
وفاء اللاعبين والجمهور
الرجال مواقف بالمجمل، وبالمفرد يقال "الرجل كلمة ان قال سلم وان سكت غرم".. فهل ينطبق هذا على لاعبي الجيل الحالي، أم على لاعبين موهوبين ضربا المثل والقدوة في الوفاء والانتماء للقميص الأخضر؟.
ففي ثاني مواسم الفريق بالأضواء وتحديدا أول ايام العيد وكان يوم جمعه بتاريخ 18-2- 1977 أضاع المرحوم جلال قنديل ركلة جزاء تصدى لها حارس مرمى نادي الحسين فغرق بموجة بكاء استمرت ثلاثة ايام لم يهنأ خلالها بالعيد لفرط حبه لناديه.
أما الوفي الأخر فكان بكر جمعه الحاصل على أول شهادة جامعية له وللنادي، الذي احزنه ان يساعد في تحويل كرة زميله بالجامعة زياد ابو حيه لشباك باسم تيم في الدقيقة الأخيرة، وهو الهدف الذي لم يقدم أو يؤخر على فريقه الذي سجل له خالد سليم هدفين وجلال قنديل هدفا، فيما لم يقدم ابو حيه للبقعة شيئا غير إغراق ممرات ستاد عمان بالبكاء، وهذا الدرس يبدو ان عديد لاعبي الجيل الحالي في الوطن العربي وليس بالوحدات فقط بحاجة لتعلمه في مدارس الوفاء.
وهكذا لاعبين كانوا يستحقون جمهورا وفيا يشبههم، ويحمل مثلهم العليا ويقدرها، وهذا ما حدث بالضبط يوم 21-9-1979 في المباراة التي جمعت الأخضر بفريق عمان البرتقالي والاسود بالموسم الذي تم فيه رفع عدد الفرق الى ثمانية وخاض الأخضر مرحلة الذهاب بدون غسان جمعه المحروم ستة أشهر فتعادل الفريق بعدها سلبيا مع الجيل والفيصلي وخسر من الجزيرة والحسين والأهلي دون ان يسجل سوى هدف واحد وبكل تلك الفترة كان جلال قنديل في رحلة لأداء مناسك الحج ولما عاد غنت له الجماهير أمام الرمثا، وبسبب بركات "الحاج" عاد الفريق ليحقق الفوز بواسطة خالد ذيب الذي سجل من دبل كيك قليلا ما ينسى مثله وامام فريق بحجم الرمثا المميز.
وفاء الإدارة
يمكن القول ان الأخلاق الحميدة التي كان يتمتع بها لاعبو وجمهور الفريق جاءت تعقيبا على أخلاق حميدة تمتعت بها إدارة الأخضر أواسط السبيعنيات والثمانينيات بحضور فاعل من أفكار جال اغلبها في راس المرحوم سليم حمدان الذي طالما تغنى بما قدمته إدارة الأخضر لعائلة اللاعب المصري عبد الحميد الديب بعيد رحيله في قبرص بحادث سير وهو الذي كان قد ارتحل عن الفريق العام 1982 ليلعب ثلاث سنوات مع فريق ابولون القبرصي انتهت بحادث سير مأساوي اثناء خطوبته، ورغم انه كان منهيا فترة لعبه مع الأخضر الا ان ادارة الفريق ارسلت نحو 3 الاف دينار اردني لأهله على هيئة تبرع.
وكانت الإدارة قد ضربت المثل الأخلاقي يوم الجمعة 2-5-1980 الذي شهد لقاء الأخضر بالحسين أصفر اربد "غزاة الشمال" كما شهد سقوط الكرة من يد الحارس الخلوق راتب الضامن (أول من ارتدى اللباس الأبيض والقبعة محليا) وبالتالي ارتطامه بالمدافع مصطفى ايوب المندفع وإصابته ما استدعى زيارته وتقديم باقات الورد له من قبل أيوب والإدارة، وهذا ما أذهل إدارة النادي التي بدى رئيسهم الدكتور طراد سعود قاضي سعيدا جدا من هذا التصرف الحضاري.
هذا داخل الملعب أما خارجه، ورغم ما يعرفه الناس في الأردن والوطن العربي عن الحساسية العالية بين ناديي الوحدات والفيصلي، إلا أن قلة منهم تعرف انه حين أثرت عوامل جوية على البناء الداخلي للنادي الأزرق فكر الشيخ سلطان العدوان وبقية أعضاء الإدارة بتنظيم مباراة ودية جماهيرية مع الأخضر الذي زادت شعبيته وانتفخت جيوبه، ورفض الوحدات أخذ نصف الريع.
وقد كان ثمن تذكرة المباراة "عشرة قروش" راحت كعربون محبة وإسهام وتعاون بدأ ولم ينته بين إدارتي الناديين، فقد ضرب كلاهما المثل و القدرة في التعاون والإيثار، فكلاهما لم يكن محتاجاً المال قدر حاجته لمصافحة الآخر.
ما المانع؟
يمكن اعتبار الأخلاق العامة للاعبين والإداريين في الوطن العربي والعالم هي افراز منطقي لواقع اجتماعي واقتصادي وثقافي يسود انحاء المعمورة، ويمكننا تتبع ذلك من سلوك الرياضيين الأوروبيون مقارنة بنظرائهم في باقي القارات.
اما في الوطن العربي بشكل عام والأردن بشكل خاص فإن التجوال في الأسواق العامة والمناطق الشعبية التي ينحدر منها أغلب لاعبي الكرة عموما قادر على ان يعطينا فكرة على ان ما يحدث في الملعب يشبه كثيرا ما يحدث في الحواري والأزقة التي كانت على فقرها وبساطتها في السبيعنيات وما سبقها وتلاها من عقود أفضل بكثير مما نعايشه ونتلمسه الان في الشوارع التي صار المشي فيها قريبا من المشي في عش الدبابير.
فكيف للجمهور والأندية ان تكون صورة مناقضة للمجتمع، أسباب تتنوع وتختلف بين الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وبالتالي فانه لا يمكننا النظر لبعض الإيجابيات – على قلتها – إلا على كونها مجرد استثناء وليس قاعدة.
اما الحدث غير العادي فتلى نهاية المباراة التي سجل فيها "ابو شقره" هدفا مباغتا في الدقائق الخمس الأولى بنى على اثره الفريق سواتر دفاعية تشبه كثيرا تلك التي يبني عليها جوسيه مورينيو ودييغو سيميوني خططهما؟.
والنتيجة خسارة بهدف يتيم تلقى الفريق بعده سيلا وابلا من "الطماطم" الفاسدة فبدأ المشهد قريبا في الشكل من مشاهد احتفال بعض القرى الإسبانية بموسم الطماطم، لكن هل يستحق أفراد الفريق الحالي أن ترفع في وجوههم الأحذية أم أن الأحذية رفعت في وجه الإدارة؟؟.
وفاء اللاعبين والجمهور
الرجال مواقف بالمجمل، وبالمفرد يقال "الرجل كلمة ان قال سلم وان سكت غرم".. فهل ينطبق هذا على لاعبي الجيل الحالي، أم على لاعبين موهوبين ضربا المثل والقدوة في الوفاء والانتماء للقميص الأخضر؟.
ففي ثاني مواسم الفريق بالأضواء وتحديدا أول ايام العيد وكان يوم جمعه بتاريخ 18-2- 1977 أضاع المرحوم جلال قنديل ركلة جزاء تصدى لها حارس مرمى نادي الحسين فغرق بموجة بكاء استمرت ثلاثة ايام لم يهنأ خلالها بالعيد لفرط حبه لناديه.
أما الوفي الأخر فكان بكر جمعه الحاصل على أول شهادة جامعية له وللنادي، الذي احزنه ان يساعد في تحويل كرة زميله بالجامعة زياد ابو حيه لشباك باسم تيم في الدقيقة الأخيرة، وهو الهدف الذي لم يقدم أو يؤخر على فريقه الذي سجل له خالد سليم هدفين وجلال قنديل هدفا، فيما لم يقدم ابو حيه للبقعة شيئا غير إغراق ممرات ستاد عمان بالبكاء، وهذا الدرس يبدو ان عديد لاعبي الجيل الحالي في الوطن العربي وليس بالوحدات فقط بحاجة لتعلمه في مدارس الوفاء.
وهكذا لاعبين كانوا يستحقون جمهورا وفيا يشبههم، ويحمل مثلهم العليا ويقدرها، وهذا ما حدث بالضبط يوم 21-9-1979 في المباراة التي جمعت الأخضر بفريق عمان البرتقالي والاسود بالموسم الذي تم فيه رفع عدد الفرق الى ثمانية وخاض الأخضر مرحلة الذهاب بدون غسان جمعه المحروم ستة أشهر فتعادل الفريق بعدها سلبيا مع الجيل والفيصلي وخسر من الجزيرة والحسين والأهلي دون ان يسجل سوى هدف واحد وبكل تلك الفترة كان جلال قنديل في رحلة لأداء مناسك الحج ولما عاد غنت له الجماهير أمام الرمثا، وبسبب بركات "الحاج" عاد الفريق ليحقق الفوز بواسطة خالد ذيب الذي سجل من دبل كيك قليلا ما ينسى مثله وامام فريق بحجم الرمثا المميز.
وفاء الإدارة
يمكن القول ان الأخلاق الحميدة التي كان يتمتع بها لاعبو وجمهور الفريق جاءت تعقيبا على أخلاق حميدة تمتعت بها إدارة الأخضر أواسط السبيعنيات والثمانينيات بحضور فاعل من أفكار جال اغلبها في راس المرحوم سليم حمدان الذي طالما تغنى بما قدمته إدارة الأخضر لعائلة اللاعب المصري عبد الحميد الديب بعيد رحيله في قبرص بحادث سير وهو الذي كان قد ارتحل عن الفريق العام 1982 ليلعب ثلاث سنوات مع فريق ابولون القبرصي انتهت بحادث سير مأساوي اثناء خطوبته، ورغم انه كان منهيا فترة لعبه مع الأخضر الا ان ادارة الفريق ارسلت نحو 3 الاف دينار اردني لأهله على هيئة تبرع.
وكانت الإدارة قد ضربت المثل الأخلاقي يوم الجمعة 2-5-1980 الذي شهد لقاء الأخضر بالحسين أصفر اربد "غزاة الشمال" كما شهد سقوط الكرة من يد الحارس الخلوق راتب الضامن (أول من ارتدى اللباس الأبيض والقبعة محليا) وبالتالي ارتطامه بالمدافع مصطفى ايوب المندفع وإصابته ما استدعى زيارته وتقديم باقات الورد له من قبل أيوب والإدارة، وهذا ما أذهل إدارة النادي التي بدى رئيسهم الدكتور طراد سعود قاضي سعيدا جدا من هذا التصرف الحضاري.
هذا داخل الملعب أما خارجه، ورغم ما يعرفه الناس في الأردن والوطن العربي عن الحساسية العالية بين ناديي الوحدات والفيصلي، إلا أن قلة منهم تعرف انه حين أثرت عوامل جوية على البناء الداخلي للنادي الأزرق فكر الشيخ سلطان العدوان وبقية أعضاء الإدارة بتنظيم مباراة ودية جماهيرية مع الأخضر الذي زادت شعبيته وانتفخت جيوبه، ورفض الوحدات أخذ نصف الريع.
وقد كان ثمن تذكرة المباراة "عشرة قروش" راحت كعربون محبة وإسهام وتعاون بدأ ولم ينته بين إدارتي الناديين، فقد ضرب كلاهما المثل و القدرة في التعاون والإيثار، فكلاهما لم يكن محتاجاً المال قدر حاجته لمصافحة الآخر.
ما المانع؟
يمكن اعتبار الأخلاق العامة للاعبين والإداريين في الوطن العربي والعالم هي افراز منطقي لواقع اجتماعي واقتصادي وثقافي يسود انحاء المعمورة، ويمكننا تتبع ذلك من سلوك الرياضيين الأوروبيون مقارنة بنظرائهم في باقي القارات.
اما في الوطن العربي بشكل عام والأردن بشكل خاص فإن التجوال في الأسواق العامة والمناطق الشعبية التي ينحدر منها أغلب لاعبي الكرة عموما قادر على ان يعطينا فكرة على ان ما يحدث في الملعب يشبه كثيرا ما يحدث في الحواري والأزقة التي كانت على فقرها وبساطتها في السبيعنيات وما سبقها وتلاها من عقود أفضل بكثير مما نعايشه ونتلمسه الان في الشوارع التي صار المشي فيها قريبا من المشي في عش الدبابير.
فكيف للجمهور والأندية ان تكون صورة مناقضة للمجتمع، أسباب تتنوع وتختلف بين الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وبالتالي فانه لا يمكننا النظر لبعض الإيجابيات – على قلتها – إلا على كونها مجرد استثناء وليس قاعدة.