هل كرهت نفسك يوماً لأن العالم لا يهتم بشأن موهبتك؟ هل سبق أن تواصلت مع أصحاب العلاقة لتسألهم عن رأيهم بها؟ منهم من قرأ رسالتك ولم يجب، ومنهم من لم يقرأها أساساً، ومنهم من قرأها وأجابك ببرود، أصابك الإحباط حتماً أليس كذلك؟ هل تعلم لماذا؟ لأنك أنت أساساً لم تقدّر موهبتك لمّا قمت بعرضها على غيرك.
قد علمنا أجدادنا أن من يعرض بضاعته ترخص! كيف تنتظر التقدير من الآخرين وأنت لا تقدّر نفسك؟ موهبتك بداخلك أنت، عليك تغذيتها وتنميتها إلى أن تحقق الهدف المطلوب، فهل تقبل/تقبلين أن يربي أحد أبنائك بدلاً منك؟
هذا العالم يطفح بعدد كبير من الموهوبين، الذين لم يسلّط الضوء عليهم بعد، لذا لا تخلطوا بين مفهوم الشهرة والموهبة، فإن ليس كل مشهور موهوب، وليس كل موهوب مشهور، لا يوجد رابط بين الكلمتين، لأن الأولى بشكل أحادي تعني الوصول السريع عن طريق المال أو الواسطة، أما كلاهما سوا، تعني العمل ثم العمل ثم العمل.
إن الإعلانات عن طريق الفيس بوك والانستغرام ومواقع التواصل الاجتماعي كافة، منحت الشهرة لمن لا يستحقها، ولا أنكر أن هناك من يستحقها فعلا لكن هم قلة ، أنا لا أحقّر شأن المواهب الناشئة، لكنني شاهدت العديد من المشاهير، لم يصبحوا كذلك إلا عن طريق المال، أو عن طريق الواسطة، فهم لم يجدّوا، لم يتعبوا، لم تتعرق أجسادهم تعباً،لم يخففوا ساعات نومهم، ولم يحرموا رؤية أصدقائهم، لم يحرموا أنفسهم المتعة قط.
أراهنكم على أن كل هذه الصور سيتلفها الواقع يوماً، لأن البقاء لا يكون إلا لأولئك الصامدون والمرابطون على أبواب أحلامهم، الذين لا يملون من العمل، ولا يكفّون عن المحاولة مهما ارتطموا بجدران قاسية.
ما هو دورك كموهوب؟
عليك أن تؤمن بموهبتكً، وأن تتمسك بها جيداً، وتدافع عنها لأنها تستحق الحماية، فالله سبحانه وتعالى، لم يزرعها فيك لتقوم بإهمالها، بل لتساهم في بناء المجتمع؛ لأن صلاحه في صلاح الفرد.
عليك أن تعمل لتعمّر الأرض، ولا تتحجج بالظروف بل اعمل بما يناسب ظروفك، ولا تحمل نفسك فوق وسعها، لن أطلب منك اليوم أن تصنع من الليمون عصيراً حلواً، بل قم بأكل الليمون الحامض حتى لو كان حامضاً ولاذعاً لتحقق أحلامك وأهدافك، يجب أن تتصبب عرقاً، أن تخفف ساعات نومك، أن تبكي، أن تخسر، وتتحسر، وتفشل، حتى تستحق لقب "الشهرة".
هل هدفك الشهرة وحسب؟
لا تركز على الشهرة بل فكر وقرر، بعد عام أوعامين ماذا سأحقق بسبب موهبتي؟ هل سأترك بصمة هادفة في المجتمع؟ لأنك إذا ركزت على عامل الشهرة فقط، ستصاب بالإحباط لأنني أرى الكثير من النماذج المشهورة التي لا تستحق ذلك، والعكس صحيح، هناك الكثير من المواهب التي لم تحظى بالشهرة المطلوبة.
أما لما يكون هدفك في تنمية موهبتك وتحقيقها، سيأخذ الله بيدك وسيجعل الناس تتحدث عنك وعن موهبتك، لأنك فعلاً تستحق ذلك، أولئك المشهورون الذين لا يحملون بداخلهم أي ميزة أو موهبة، وتسمع صوتهم العالي كالطبل الفارغ جوفه، هل تظنهم سعداء؟ أقسم أنهم لما يعودون إلى أنفسهم يتحسّرون على هذا الفراغ الذي يقتات على أعمارهم فتمرّ هباءا.
ما هو الدافع؟
هل سبق وجلست بينك وبين نفسك وسألتها، ما هو الدافع وراء كتاباتي-صوري-رسوماتي-لوحاتي-تصاميمي، ..... الخ.
ما هو الدافع وراء حلمك؟ ما هو الدافع وراء رغبتك في أن تكون مشهوراً؟ ما السبب الذي يجعلك تدوّن أو تصوّر أو ترسم أو......، تذكر يا عزيزي الموهوب كل شيء تقوم فيه بدون هدف لن يجعلك تصل إلى ما تريد قط!
عليك أن تعرف لماذا؟ وماذا؟ وكيف؟ وما الهدف الذي لأجله أريد تحقيق موهبتي لأصبح مشهوراً، حتى تستطيع أن تحافظ عليها.
إلى كل موهوب، وإلى كل حالم، إلى كل من يحلم بالشهرة وهو يجلس بين جدران غرفة معتمة، ورطبة، أوجه رسالتي هذه -وأوجهها إلى نفسي قبلكم- اعملوا، تمسكوا بهذه الموهبة أياً كانت (رسم، كتابة، تصوير، مونتاج، الخ) لأنك إذا آمنت بنفسك سيؤمن الجميع بك حتى لو بعد حين، وأنصحكم بالتأني كثيراً، لأنّ ما يأتي سريعا يذهب كذلك، وأخيراً كل القشور سوف تتشقق في يوم من الأيام ولن يبقى إلا العميق، الدفين،القيّم.