المدح والثناء بين المحمود والمذموم

المدح والثناء بين المحمود والمذموم
أخبار البلد -   قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي الى البر ، وإن البر يهدي الى الجنة ، وما زال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقا ، وإياكم والكذب ، فإن الكذب يهدي الى الفجور ، وإن الفجور يهدي الى النار ، وما زال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله كذابا ) ، إن من اشهر شعوب العالم في المدح والثناء والهجاء والرثاء هم العرب ، والمدح هو الثناء على المرء بما له من صفات حسنة ، وقد اشتهر شعراء العرب في الجاهلية بالمدح والرثاء ، فكانوا ينظمون الشعر في مدح الفارس والفروسية والشجاعة والمروءة والكرم ، ولم يستثنوا من شعرهم مدح النساء الحسناوات ، ثم شيئا فشيئا بدأ المدح والثناء ينحرف عن مساره الصحيح ، الى أن وصل الى الشعراء والأدباء والكتّاب والإعلاميين في عصرنا الحديث ، فصار بعضهم يكيل المدح ويصبّ الثناء صبّا على كل من هبّ ودبّ ، فقط لمجرد أن الممدوح هو شخصية اعتبارية ، ربما تكون سياسية او مسؤولين رفيعي المستوى او شخصيات اجتماعية او صاحب جاه ومال والقائمة تطول وتطول ، وذلك من اجل مصلحة خاصة وتحقيق مآرب شخصية والتقرب من أولئك الممدوحين ، وجميعهم قد عزفوا عن مدح الصفات الحسنة والقيم النبيلة ، وصار كل همهم وتركيزهم على مدح الاشخاص الاعتباريين والثناء عليهم .

يعتبر المدح والثناء ضرورة نفسية ملحة تتوق لها الطبيعة الانسانية ، التي تعشق أن يُثني الناس على أدائها وصفاتها وانجازاتها ، فهو بكل الاحوال يمنح الانسان الثقة بانه يسيرعلى الطريق الصحيح ، وذلك من خلال إعجاب الناس به سلوكا وفكرا ومنهجا وعملا ، ولكن قد يتجاوز المدح احيانا دائرة المعقول ، وربما يكون مغلوطا ويجافي الحقيقة ، وقد تأتي بنتائج عكسية يتذمر منها اول من يتذمر ، أولئك المدّاحون والثنّاءون , والأصل في المدح والثناء أن يكون محمودا يتخلله الصدق والحقيقة وتوصيف الحال ، وليس مذموما يتخلله الكذب والرياء والنفاق ويجافي الحقيقة .

لقد درجت العادة عند بعض الكتّاب والاعلاميين والشعراء العرب اليوم ، أن يكون المدح والثناء للاشخاص الاعتباريين متجاوزا المعقول ، فنقرأ عن القادة السياسيين ما لا حصر له من مصطلحات التعظيم والتبجيل وهو ما ليس فيهم ، وتوصيفهم بالقادة العظام ، او تشبيههم بقادة عظام سالفون ، ونقرأ ونسمع تبجيلا في اشخاص اجتماعية اعتبارية ذوي مال وجاه ، وكل ذلك لأسباب لا تخفى على القارئ والسامع ، وفي المحصلة النهائية فإن المدح يكون في غير مكانه ، وناظم شعر المدح وكاتب مقالة الثناء ، يعرفون جيدا أن مدحهم وثنائهم ليس في مكانه الصحيح ، ولكن ظروف اللحظة بالنسبة لهم تستدعي ذلك ، وقد غاب عنهم أن الكلمة موقف وأمانة ، سواء قيلت في شعر او في مقالة ، او من خلال رأي يتم التصريح به ، ولا يجب أن يكون في الكلمة والموقف والرأي ما هو معلن وما هو مخفي ، وما هو ظاهر وما هو باطن ، ولا يجب أن تكون هناك إزدواجية في الكلمة والموقف والرأي ، ف الإزدواجية نوع من انواع النفاق ، والصدق ضرورة من ضرورات المدح والثناء .

إذا كنا لا نستطيع أن نضع الناس في مواضعهم الحقيقية فعلينا بفضيلة الصمت ، فذلك انفع واجدى للمادح والممدوح ، وكما قيل " الصمت انفع للناس ، والسكون انفع للطير " ، وقال شاعر " مُت بداء الصمت خيرٌ لك من داء الكلام " فلا بد من وجود ضوابط تحكم اقلامنا وألسنتنا حين نهُم بالمدح والثناء ، فلا نقول بما ليس في احد ، ولا نُلبس احدهم ثوبا فضفاضا لا يليق به ، خشية الوقوع في الخيلاء والكِبر والغرور ، ولنكن واقعيين موضوعيين في اي طرح نطرحه ، وصادقين مع أنفسنا قبل صدقنا مع الآخرين ، حيث أن خطر المبالغة في المدح ، لا يقل عن خطر النقد حين يكون القصد منه الهدم لا البناء ، ولنا عبرة في قول علي بن ابي طالب كرّم الله وجهه ، حين قال لمن بالغ في امتداحه ( والله إني اقل مما قلت واعظم مما في قلبك ) اي انه اعظم من أن يصدق ما قاله عنه المادح ..
شريط الأخبار متابعة لزيارة رئيس الوزراء للمفرق.. توقيع إتفاقية بوزارة العمل لتوسعة فرع إنتاجي بمغير السرحان لزيادة عدد المشتغلين 250 عامل شرطة الاحتلال: توقيف مشتبه بهم بإطلاق قنبلتين ضوئيتين باتجاه منزل نتنياهو "تيك توك" يحذف 135 مليون فيديو خلال 3 أشهر سيدة البرازيل الأولى: إذهب الى الجحيم يا إيلون ماسك رئيس "مستثمري الإسكان" السابق: نطالب بتسريع إجراءات الترخيص.. ونعمل من أجل هاتين الفئتين مدعوون للمقابلة الشخصية لوظيفة إمام ..(أسماء) تسرب 500 لتر من التنر إثر تصادم على طريق عمان التنموي بالصور-جميلات الكون للأعوام السبعة الأخيرة... من هن؟ طقس لطيف الحرارة اليوم.. وكتلة هوائية وأمطار قادمة إلى الأردن غداً وفيات الأردن الأحد 17 / 11 / 2024 حرب غزة بيومها ال408 ..شهداء ومصابون في البريج والنصيرات ورفح دراسة مثيرة للجدل حول السبب الكامن وراء ارتفاع حالات البلوغ المبكر للفتيات صحيفة تركية: حملة توقيعات لانسحاب تركيا من حلف الناتو دراسة تفصيلية لانتخابات مجلس النواب العشرين بيان هام صادر عن الجمعية الأردنية للتأمينات الصحية والاتحاد الأردني لشركات التأمين مجلس الوزراء يقر تعليمات إدارة وتقييم الأداء استكمالا لمتطلبات تحديث القطاع العام رحلة في القطار القديم عمان مرورا بالزرقاء والمفرق منح أراض في القدس لجيش الاحتلال ليوفر مقابر لجنوده القتلى تجارة الاردن : لا صحة لتحديد سقف مشتريات للمواطنين عبر التجارة الالكترونية وفاة و 7 اصابات في مشاجرة بالكرك