يزداد الزكام تدخلا في اجزاء الجسم القريبة والبعيدة عن الأنف , ويعلن أن لا مناص من أن يدخل التعب الى كلّ خلايا الاعضاء التي تحسب أنّها بعيدة عن المرض , ولا تنفع الأغطية الثقيلة في ابعاد شبح الصورة القاتمة لتفجير سيّارة مفخخة , حصل للتو في بلد بعيد عن موقع الصراع الدائر في الدولة التي يسعى بعض ابناءها لتغيير نهج حكم يعتبرونه مستبدا , الى آخر لن يكون بحال من الاحوال افضل من سابقة , وتتناثر الاشلاء في مكان الانفجار , والدماء تغطّي كلّ تفاصيل الصورة التي تزداد قتامة , وينقل مراسل الأخبار تصريحا لمسؤول كبير , بانّ بلده التي فيها حصل الانفجار , ستظلّ تتدخل في شؤون الدولة المدمّرة بأيدي ابناءها والاغراب .
تغرورق العين وتدمع , ليس فقط من الزكام الشديد الذي يرغم قطرات الدمع على النزول منها , ولكن ايضا , من الصورة الحزينة لأطفال في مخيّم للّاجئين يلاحقون سيّارة , علّهم يحصلون ممّا فيها من مؤن وحاجيات تسكت بعض جوعهم و وتدفئ جزء من اجسامهم التي طالها البرد , وهم اللذين فرّوا من بيوت فيها كانوا يسكنون مع آباءهم وامهاتهم , كانت تمنع عنهم حرّ الصيف وبرد الشتاء , الى مخيّمات اللجوء التي فيها خيم باردة حقيرة , لا تنفع في درء البرد عن اجسامهم الصغيرة , التي يبدو انها ستبقى سنين عديدة تبحث عن الدفء ولا تجده , لتبحث عنه وتستجديه في الدول البعيدة .
يزداد الزكام تأثيرا في الجسم , احساس بعدم نفع الأغطية ولا الأدوية , محاولة للنهوض وتحريك الجسم الذي اصابه الخمول تبوء بالفشل , تفضيل النوم هربا من الواقع ,الذي لا يفسده الاّ صوت يعلو بأمنية من شخص يقف في الصورة أمام أنقاض بيوت وشوارع مهدّمة , يتمنّى , بتفاؤل يخفي خلفه غصّة في الحلق وحنق في النفس , ويقول عام جديد سعيد .