رغم الانتشار الواسع للأجهزة الخلوية التي باتت وسيلة الاتصال الأكثر رواجا بين مختلف الأعمار، إلا أن العلاقة التي تربط الستيني حسن الخالدي بالهاتف الأرضي جعلته يرفض الاستغناء عنه والإبقاء عليه في المنزل.
ويقول "الهاتف الأرضي جزء مهم في المنزل لا يمكنني الاستغناء عنه”، مؤكدا أنه يملك جهازا خلويا، إلا أنه لا يستمتع بالحديث إن لم يكن عبر الهاتف الأرضي.
الخمسينية رحاب أحمد هي الأخرى ما تزال تحتفظ بالهاتف الأرضي في منزلها حتى أنها تعتبره الهاتف الرسمي في المنزل، ولا تستخدم سواه بما أنها في المنزل.
وتبين رحاب "لا أستخدم الهاتف النقال إلا خارج المنزل”، لافتة إلى أن استخدام الهاتف الخلوي يسبب لها الكثير من الإزعاج، عدا عن أن الهاتف الأرضي يعطي هيبة أكبر للمكالمة”.
في حين تجد الأربعينية ليالي طعمة أن الهاتف الأرضي أكثر خصوصية وراحة بال بالنسبة لها من الهاتف الخلوي، الذي تلتزم بالرد عليه طوال اليوم، مقارنة بالهاتف الأرضي الذي لا يمكن الرد عليه، إلا إذا كانت متواجدة في المنزل.
وتضيف "في منزل والدي كان مكان الهاتف الأرضي يتوسط المنزل، وها أنا أقوم بالأمر ذاته حتى يتمكن الجميع من سماع رنين الهاتف”.
في حين تصف الأربعينية مها رشاد كيف كانت تتسابق وإخوتها للرد على الهاتف الأرضي؛ إذ كان وسيلة الاتصال الوحيدة والجميلة التي تجمعهم مع الأهل والأصدقاء، للاطمئنان عليهم، رغم المسافات البعيدة التي تفصلهم عنهم.
وتقول "ذهبت أيام الهاتف الأرضي ولم تبق سوى ذكراه”؛ حيث بات كإكسسوار في ركن المنزل، وربما يبقى أياماً من دون أن يضغط على أرقامه أحد.
وتميز الهاتف الأرضي بعدم التأثر بقوة التغطية والظروف الأخرى، وسهولة استخدامه هو ما يجعل السبعيني حارث الفراجات يرفض الاستغناء عن الهاتف الأرضي، خصوصا وأنه متوفر للاتصال والاستقبال على مدار الساعة وبكلفة أقل.
ويقول” الأطفال يفرحون كثيراً برنين الهاتف، ويتسابقون للرد عليه”، أمّا الآن وبعد ظهور الأجهزة الحديثة لم يعد للهاتف الثابت أي دور؛ لأن الكل استغنى بوجود جواله الخاص.
وأكدت تغريد محمد أن الهاتف الثابت أصبح مهجوراً حالياً، والقليل فقط من يستخدمه، لافتة إلى أن والدتها تستعمل الهاتف بكثرة في مكالماتها، إلى جانب استخدام أفراد أسرتها وصلة الهاتف الثابت للاتصال بـ”الإنترنت” وبكلفة متدنية.
اختصاصي علم الاجتماع الدكتور حسين محادين، يذهب إلى أن تمسك العديد من الناس بالهاتف الثابت وإبقاءه في المنزل هو بمثابة تسيلمه من جيل لآخر، لافتا إلى أنه ورغم وجود وسائل الاتصال الحديثة، إلا أن نسبة كبيرة من الناس يؤمنون بضرورة وجود الهاتف الأرضي.
ويلفت محادين إلى أن التوجه الكبير لدى الناس لاستخدام الهواتف الخلوية لا يعني عدم الإبقاء على الهاتف الثابت في المنزل، رغم عدم وجود أي جدوى اقتصادية من استخدامه، خصوصا في ظل العروض الخيالية التي تقدمها شركات الهاتف الخلوي إلى جانب الاستفادة من خدمات الإنترنت.
ويقول إنه وإن قل عدد مستخدمي الهاتف الثابت، إلا أن وجوده في بعض البيوت يعد ضرورة، معتبرا ما يمر به المجتمع عملية انتقالية في عالم الاتصالات سيذبل فيها استخدام الهواتف الخلوية.
ويؤكد أن الانتقال من جيل لآخر لن يكون بشكل قطعي، وأنه لا بد من أن يأتي يوم يخفت فيها بريق الأجهزة الخلوية، لافتا إلى أن أهمية الأشياء ترتبط بأهمية الخدمات التي تقدمها والوظائف التي تقوم بها.
والهاتف الثابت في رأي محادين، عامل مهم في ترسيخ الروابط الاجتماعية، وكذلك تعميق روح العلاقات الأسرية والتواصل المستمر، بل كان قناة تفاعل وتواصل اجتماعي بين الأقارب والأهالي والأصدقاء.
ويردف أن ثورة الاتصالات المتنقلة والأجهزة الرقمية جعلت كثيرا من أفراد المجتمع لا يُلقي له بالاً، وأصبح همهم العيش في عوالمهم الافتراضية، حتى أصبح بعضهم من فرط الإدمان التقني وكأنه في جزيرة منفصلة عن الآخرين، رغم خطورة ذلك اجتماعياً ونفسياً.
وواصلت خدمات الهاتف الثابت في السوق المحلية تراجعها مع التفوق والانتشار الذي تشهده خدمات الهاتف الخلوي؛ حيث أظهرت إحصاءات رسمية مؤخراً تراجع أعداد اشتراكات "الهاتف الأرضي” بنسبة بلغت 3 % خلال فترة النصف الأول من العام الحالي.
ويأتي انخفاض قاعدة اشتراكات الهاتف الثابت في السوق المحلية، مع نمو قاعدة اشتراكات الهاتف الخلوي بنسبة بلغت 11 % خلال أول ستة أشهر لتقترب من حاجز العشرة ملايين اشتراك خلوي معظمها من فئة الخطوط المدفوعة مسبقاً.
وتشير إحصاءات هيئة تنظيم قطاع الاتصالات عن واقع سوق الاتصالات في المملكة والصادرة قبل أسبوع، إلى أنّ قاعدة اشتراكات الهاتف الثابت، الذي يسيطر على سوقه مشغل واحد، قد سجلت نهاية النصف الأول من العام الحالي قرابة 388 ألف اشتراك.
وبحسب الإحصاءات الرسمية، انخفضت قاعدة الاشتراكات في أول ستة أشهر من العام الحالي بمقدار 12 ألف اشتراك، وبنسبة بلغت 3 %، وذلك لدى المقارنة بأعداد اشتراكات الخدمة المسجلة نهاية العام الماضي 2012 عندما سجلت أكثر من 400 ألف اشتراك.
وأوضحت بيانات هيئة الاتصالات بأن قاعدة اشتراكات الثابت في نهاية النصف الأول من العام الحالي توزعت بواقع: 250 ألف اشتراك لفئة المنازل، وحوالي 138 ألف اشتراك لفئة "التجاري”.
ويؤكد محادين أن الهاتف الجوال جاء نتيجة قفزة نوعية علمية تقنية، وصار وسيلة ضرورية في عالم اليوم، بل وأصبح في متناول الجميع، وهو يولد الشعور بالثقة لدى حامله على التواصل، مبيناً أنه يتسم بالمرونة الشديدة في استعماله، وإمكانية نقل الرسالة إلى عدد كبير من المتلقين خلال أقل فترة ممكنة، كذلك يؤمن سهولة التواصل مع الجهات الوصائية صاحبة القرار والمسؤولين الكبار، للبت في الأمور المهمة، وبخاصة في حالات الطوارئ بكل أنواعها.
ويشير إلى أنه يسمح بزيادة التواصل الاجتماعي في المناسبات، وأثناء الأعياد والمناسبات المفرحة أو الحزينة، وقد كان وما يزال مربحاً جداً للشركات المنتجة، وكذلك للشركات صاحبة الامتيازات في احتكار تسويقه وتقديم خدماته، فقد حققت كل منها أرباحاً خيالية في أقصر فترة زمنية ممكنة، وكذلك كان مربحاً جداً للوكالات المستوردة والبائعين والمبرمجين.
ويقول "الهاتف الأرضي جزء مهم في المنزل لا يمكنني الاستغناء عنه”، مؤكدا أنه يملك جهازا خلويا، إلا أنه لا يستمتع بالحديث إن لم يكن عبر الهاتف الأرضي.
الخمسينية رحاب أحمد هي الأخرى ما تزال تحتفظ بالهاتف الأرضي في منزلها حتى أنها تعتبره الهاتف الرسمي في المنزل، ولا تستخدم سواه بما أنها في المنزل.
وتبين رحاب "لا أستخدم الهاتف النقال إلا خارج المنزل”، لافتة إلى أن استخدام الهاتف الخلوي يسبب لها الكثير من الإزعاج، عدا عن أن الهاتف الأرضي يعطي هيبة أكبر للمكالمة”.
في حين تجد الأربعينية ليالي طعمة أن الهاتف الأرضي أكثر خصوصية وراحة بال بالنسبة لها من الهاتف الخلوي، الذي تلتزم بالرد عليه طوال اليوم، مقارنة بالهاتف الأرضي الذي لا يمكن الرد عليه، إلا إذا كانت متواجدة في المنزل.
وتضيف "في منزل والدي كان مكان الهاتف الأرضي يتوسط المنزل، وها أنا أقوم بالأمر ذاته حتى يتمكن الجميع من سماع رنين الهاتف”.
في حين تصف الأربعينية مها رشاد كيف كانت تتسابق وإخوتها للرد على الهاتف الأرضي؛ إذ كان وسيلة الاتصال الوحيدة والجميلة التي تجمعهم مع الأهل والأصدقاء، للاطمئنان عليهم، رغم المسافات البعيدة التي تفصلهم عنهم.
وتقول "ذهبت أيام الهاتف الأرضي ولم تبق سوى ذكراه”؛ حيث بات كإكسسوار في ركن المنزل، وربما يبقى أياماً من دون أن يضغط على أرقامه أحد.
وتميز الهاتف الأرضي بعدم التأثر بقوة التغطية والظروف الأخرى، وسهولة استخدامه هو ما يجعل السبعيني حارث الفراجات يرفض الاستغناء عن الهاتف الأرضي، خصوصا وأنه متوفر للاتصال والاستقبال على مدار الساعة وبكلفة أقل.
ويقول” الأطفال يفرحون كثيراً برنين الهاتف، ويتسابقون للرد عليه”، أمّا الآن وبعد ظهور الأجهزة الحديثة لم يعد للهاتف الثابت أي دور؛ لأن الكل استغنى بوجود جواله الخاص.
وأكدت تغريد محمد أن الهاتف الثابت أصبح مهجوراً حالياً، والقليل فقط من يستخدمه، لافتة إلى أن والدتها تستعمل الهاتف بكثرة في مكالماتها، إلى جانب استخدام أفراد أسرتها وصلة الهاتف الثابت للاتصال بـ”الإنترنت” وبكلفة متدنية.
اختصاصي علم الاجتماع الدكتور حسين محادين، يذهب إلى أن تمسك العديد من الناس بالهاتف الثابت وإبقاءه في المنزل هو بمثابة تسيلمه من جيل لآخر، لافتا إلى أنه ورغم وجود وسائل الاتصال الحديثة، إلا أن نسبة كبيرة من الناس يؤمنون بضرورة وجود الهاتف الأرضي.
ويلفت محادين إلى أن التوجه الكبير لدى الناس لاستخدام الهواتف الخلوية لا يعني عدم الإبقاء على الهاتف الثابت في المنزل، رغم عدم وجود أي جدوى اقتصادية من استخدامه، خصوصا في ظل العروض الخيالية التي تقدمها شركات الهاتف الخلوي إلى جانب الاستفادة من خدمات الإنترنت.
ويقول إنه وإن قل عدد مستخدمي الهاتف الثابت، إلا أن وجوده في بعض البيوت يعد ضرورة، معتبرا ما يمر به المجتمع عملية انتقالية في عالم الاتصالات سيذبل فيها استخدام الهواتف الخلوية.
ويؤكد أن الانتقال من جيل لآخر لن يكون بشكل قطعي، وأنه لا بد من أن يأتي يوم يخفت فيها بريق الأجهزة الخلوية، لافتا إلى أن أهمية الأشياء ترتبط بأهمية الخدمات التي تقدمها والوظائف التي تقوم بها.
والهاتف الثابت في رأي محادين، عامل مهم في ترسيخ الروابط الاجتماعية، وكذلك تعميق روح العلاقات الأسرية والتواصل المستمر، بل كان قناة تفاعل وتواصل اجتماعي بين الأقارب والأهالي والأصدقاء.
ويردف أن ثورة الاتصالات المتنقلة والأجهزة الرقمية جعلت كثيرا من أفراد المجتمع لا يُلقي له بالاً، وأصبح همهم العيش في عوالمهم الافتراضية، حتى أصبح بعضهم من فرط الإدمان التقني وكأنه في جزيرة منفصلة عن الآخرين، رغم خطورة ذلك اجتماعياً ونفسياً.
وواصلت خدمات الهاتف الثابت في السوق المحلية تراجعها مع التفوق والانتشار الذي تشهده خدمات الهاتف الخلوي؛ حيث أظهرت إحصاءات رسمية مؤخراً تراجع أعداد اشتراكات "الهاتف الأرضي” بنسبة بلغت 3 % خلال فترة النصف الأول من العام الحالي.
ويأتي انخفاض قاعدة اشتراكات الهاتف الثابت في السوق المحلية، مع نمو قاعدة اشتراكات الهاتف الخلوي بنسبة بلغت 11 % خلال أول ستة أشهر لتقترب من حاجز العشرة ملايين اشتراك خلوي معظمها من فئة الخطوط المدفوعة مسبقاً.
وتشير إحصاءات هيئة تنظيم قطاع الاتصالات عن واقع سوق الاتصالات في المملكة والصادرة قبل أسبوع، إلى أنّ قاعدة اشتراكات الهاتف الثابت، الذي يسيطر على سوقه مشغل واحد، قد سجلت نهاية النصف الأول من العام الحالي قرابة 388 ألف اشتراك.
وبحسب الإحصاءات الرسمية، انخفضت قاعدة الاشتراكات في أول ستة أشهر من العام الحالي بمقدار 12 ألف اشتراك، وبنسبة بلغت 3 %، وذلك لدى المقارنة بأعداد اشتراكات الخدمة المسجلة نهاية العام الماضي 2012 عندما سجلت أكثر من 400 ألف اشتراك.
وأوضحت بيانات هيئة الاتصالات بأن قاعدة اشتراكات الثابت في نهاية النصف الأول من العام الحالي توزعت بواقع: 250 ألف اشتراك لفئة المنازل، وحوالي 138 ألف اشتراك لفئة "التجاري”.
ويؤكد محادين أن الهاتف الجوال جاء نتيجة قفزة نوعية علمية تقنية، وصار وسيلة ضرورية في عالم اليوم، بل وأصبح في متناول الجميع، وهو يولد الشعور بالثقة لدى حامله على التواصل، مبيناً أنه يتسم بالمرونة الشديدة في استعماله، وإمكانية نقل الرسالة إلى عدد كبير من المتلقين خلال أقل فترة ممكنة، كذلك يؤمن سهولة التواصل مع الجهات الوصائية صاحبة القرار والمسؤولين الكبار، للبت في الأمور المهمة، وبخاصة في حالات الطوارئ بكل أنواعها.
ويشير إلى أنه يسمح بزيادة التواصل الاجتماعي في المناسبات، وأثناء الأعياد والمناسبات المفرحة أو الحزينة، وقد كان وما يزال مربحاً جداً للشركات المنتجة، وكذلك للشركات صاحبة الامتيازات في احتكار تسويقه وتقديم خدماته، فقد حققت كل منها أرباحاً خيالية في أقصر فترة زمنية ممكنة، وكذلك كان مربحاً جداً للوكالات المستوردة والبائعين والمبرمجين.