* اب متحمس على اعتاب التسعين و"موسوعة" تجارب وفلب نابض وعجلة تتحرك في كل الاتجاهات
* سيرة مشرقة بين الجيلين، وهمة وهامة مرفوعة، وشبكة تواصل ممتدة ،والاردن اولا على خارطة الطريق نحو الرفعة
* الحاج حمدي الطباع اصبعه على الجرح والاقتصاد في قلبه، وعين ساهرة على القطاع الخاص، حمل الرسالة بأمانة ولا يزال يرفع الراية من جمعية رجال الاعمال الأردنيين.
ميعاد خاطر- عرفته عن قرب واستمعت لمنطقه وعلمه ورؤياه، واكتشفت قدرته على استخدام خبرته ودرايته وإدارته في أماكنه المختلفة لإيصال الرسالة التي يؤمن بها ويسعى إليها.. قلت "عن قرب" لأن العديد من الأصدقاء المقربون لي جالسوه وأحبوه وانصفوه بوصفهم، فرسموا الصورة الأقرب للحاج حمدي الطباع "أبو حسن"..
الوقت القصير الذي التقيته فيها بالفعل - كان في حفل رسمي لإحدى السفارات الخليجية- لم يمكني كثيراً من اجراء المزيد من الحوار، رغم شعوري بالراحة الشديدة، فقد عزمت ان اطيل اللقاء لولا حرصي على وقته والعديد من المنتظرين خلفي ينتظرون انهاء لقائي ليصافحوه وينعموا برؤية صفاء وجهه.. ففرصة اللقاء معه مغنم وانا غنمت بلقائه وسعدت به ..
كان رجلاً سمحا متواضعا...وكان لدي ما يكفي من معلومات عن تميزه وتفوقه واصالة سريرته وعن حجم العمل الذي يقوم به.. لم تفاجئني سمو قدره ورفعة شأنه ومعدنه الماسي وسمعته العطرة، وقدرته على النهوض ببناء امبراطورية رجال الاعمال والتي وجب ان تُوثق وتُدرس شخصيته وعصاميته وفكره في المدارس ويشار إليها.
كاريزما الطباع الهادئة تذكرني بالطباع الهاشمية فهو عاش حياته واخذ ما اخذ من سيرتهم، فقد زامل الملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه وواصل العمل في عهد الملك عبدالله الثاني فرسخت لديه الشخصية الملكية الوازنة.
أُحب الطباع وأُحب الذين بحبونه، ويدعون لديمومة شبابه، فعطائه وحضوره وتفاعله لا يعترف بتقدم العمر، فالتسعة والثمانون عاما من العمل والعطاء المتصل رسخ الجذور وأوفر العطاء والتجربة والاجتهاد، فهو رجل اقتصادي الهوية بجسده وروحه يُعلق مستقبل اقتصاد الأردن بإنجازه، فسخر نفسه لوطنه بإدامة عمله وسهره واجتماعاته وضغط برنامجه وقد عوَد نفسه على الوجبات الخفيفة لانشغال وقته وكأنه لا يعترف بأن للجسد عليه حق.
الحاج حمدي الطباع كما يحب أن ينادى عليه، رغم الألقاب العديدة التي استطاع أن يتملكها.. ينتمي للجيل القديم لسيرته الطويلة ومعاصرته للعديد من رجال الدولة وبُناتها، .. وينتمي للجيل الجديد أيضا لأن روحه الشابة حاضرة أينما حل أو جلس أو حكم عليه الموقف أن يكون، فالأثر الذي يتركه كبير بعد كل جلسة ولقاء لأنه يحسن التعامل مع الأجيال الشابة وطموحاتهم وقناعاتهم.
* السعي بين الشرق والغرب للاطلاع على تجارب تحتذى
الطباع وضع القطاع الخاص وتطويره على خارطة أولوياته، ولإيمانه بنظرية أن السباحة على السرير ليست هي السباحة في البحر، كانت همته وهامته دائما مرفوعة وجاهزة ومنطلقة ، ورئاسته لجمعية رجال الاعمال الأردنيين شكلت لديه الحافز ليفاخر بها نظرائها في الدول العربية والأجنبية، فتعددت زياراته وتأشيرات سفره وسعى بين الشرق والغرب ليطلع على تجارب تحتذى، ولعل طول خبرته وتعدد أعماله وتجاربه أفاد كثيراً لصالح التطوير والتحديث الذي يشهده القطاع الخاص ومن انطوى تحت دائرته.
*ساهم في وضع مقترحات عديدة للتسهيل على رجال الاعمال العرب
فمن يطلع على حياة الحاج حمدي يعرف ما يدور في قلبه ويراهن عليه وكأنه يقول شعار ويتمثله بأن "مستقبلنا مرهون بإنجازاتنا وما نستطيع تحقيقه بأنفسنا" و"الطريق طويل والسماء لن تمطر ذهبا ولا فضة " ومن هنا دعا إلى تعديل التشريعات الاقتصادية والاهتمام بالقطاع الخاص اهتماما أكبر، وقدم مقترحات عديدة للتسهيل على رجال الاعمال في الدول العربية وسعى لانبثاق رؤيا جديدة تعزز مفهوم التكامل والتكافل والتعاضد وتضمن تغييرات في الأسلوب والعمل كي تعطي دورا أكبر للقطاع الخاص وتفتح الباب على مصراعيه أمام ورشات العمل وان يحتطب رجال الاعمال ليأكلوا خيرا..
* أربعون عام على تأسيس جمعية رجال الاعمال الأردنيين
الحاج حمدي الطباع هو الأكثر سعادة وارتياحا بعد الاربعون عاما على تأسيس جمعية رجال الاعمال الأردنيين، لأن البذور التي زرعت بيده ضربت جذرا و رفعت أوراقا، وترجمت جهود مجلس إدارتها ،فكانت الشدائد والتحديات والمعيقات تزيدها صلابة وامساكا بالتقدم والانجاز فالشراكات عديدة تتوالى والاتفاقيات لا تتوقف والإرادة والتصميم والخطط كفيلة لدفع عجلة القطاع الخاص لتصل إلى أوجها وتنظر إلى المستقبل بصفاء.
*الحاج حمدي صورة طيبة لرجال الاعمال الأردنيين والعرب
اردت ان أقول ان لدينا في الأردن ثروة وطنية لا تقدر بثمن .. فالطباع "أبو حسن" محطة معلومات واستقبال للعديد من رجال الاعمال العرب والأجانب وهو عنوان جذب واستقطاب الكبار .. وهو النواة الصلبة التي أحدثت علامات فارقة في هوية الأردن الاقتصادية.. نفخر جميعنا كأردنيين بالحاج حمدي الطباع كما يفخر به رجال الاعمال العرب والأجانب في العالم والذين يغبطوننا عليه.. فله منا الدعاء بأن يطيل الله في عمره ويدخل قلبه النابض السرور.