أخبار البلد -
حقق الطالبان الاردنيان عبدالله ياسر المركز الاول , وبيان مسعود المركز الثالث , في المسابقة الدولية للرياضيات الذهنية , والتي تقام في الهند , بالرغم من مشاركة اكثر من اثني عشر الف عبقري , اتو من كلّ دول العالم , وهي احدى المسابقات التي تختبر السرعة في حلّ المسائل الرياضية , التي تكون بمستويات مختلفة الصعوبة , مما يدل على المستوى العالي من المعرفة بعلم الرياضيات , الذي لا يتأتى الاّ لعبقري , جاد مجتهد , يطوّر من معلوماته في العلم الذي يحب , وبالأساليب التي تجعله من المتميزين فيه , واني أرجو الله أن يستمروا في ذلك .
كثير من الطلبة في المدارس والكليّات والجامعات , اللذين لديهم قدرات تجعلهم متميّزين في علم ما , أو تخصص ما , ولكنهم لظروف تكون خارجة عن ارادتهم , تجبرهم على الابتعاد عن ما يحبون , أو لا يجدون من يشجّعهم على الاستمرار في ذلك , فبعض الطلبة حصلوا على معدلات عالية في الثانوية العامة , ولكنهم لم يستطيعوا اكمال تعليمهم في الجامعات بتخصصات يحبونها بسبب الحالية المادية المتردّية لأسرهم في اغلب الاحيان , واضطروا للتخلي عن ما وهبهم الله من تميز في المعرفة عن اقران لهم , ليست لديهم هذه الموهبة ومعدّلات معرفتهم منخفضة, ولكنهم وجدوا من يصرف عليهم في جامعات رسومها مرتفعة , ومتطلباتها الماديّة عالية , ليتخرّجوا ويصبحوا ممن يحصلوا على فرص في الحياة العملية لا يستحقونها .
أحد اللذين يحبّون الدراسات المجتمعيّة , أخذ يبحث عن أوائل الثانوية العامة اللذين حصلوا عليها قبل خلال العشرين سنة السابقة , فوجد أن معظم من درس الطب منهم مثلا , يعمل خارج الاردن , وخصوصا في الدول الغربية , وكذلك الهندسة وغيرها , وأن الفاعلين في المجتمع منهم , واللذين كان من الممكن أن يكونوا قدوة للآخرين قلّة قليلة , لم تجد فرصة مناسبة للعمل خارج الوطن , فبقوا فيه يصارعون الواسطة التي تعطي الحقّ , من غير حق , لمن كان أقل تحصيلا منهم في الارتقاء بالمناصب , والفرص التي لا تناسب مستوياتهم الذهنية والعلمية .
ارجو الله أن يستمر عبدالله وبيان في تميّزهما وتفوّقهما , وأن يكونوا مستقبلا , من الاوائل دائما في كلّ العلوم التي يحبّونها , وأن يجدوا فرصتهم في بلدهم , ليرفدوا هم وامثالهم , مجتمعهم بعباقرة موهوبين , يفيدوا وطنهم بموهبتهم وتميّزهم , وأن ييسر الله لهم من يقف الى جانبهم , يشجّعهم ويشدّ من أزرهم .