ياسر عرفات..كان يعلم أنه ذاهب إلى حتفه وسط الأشرار

ياسر عرفات..كان يعلم أنه ذاهب إلى حتفه وسط الأشرار
أخبار البلد -   اخبار البلد-
 
ياسر عرفات..كان يعلم أنه ذاهب إلى حتفه وسط الأشرار
ثلاثة عقود، وإلى سنوات قليلة قبل رحيله التراجيدي، اجتنبت اللقاء بياسر عرفات، أو التقرب منه، ومن بطانته، مع أن الأمر كان متاحاً بسهولة، ولأي فلسطيني داخل مؤسسات منظمة التحريرالفلسطينية. لم أحبّ عرفات، وكنت أعلم أن وراء مشاعري السلبية تلك نشأة يسارية فصائلية، غبية إلى حد الخجل، اختلط فيها التحليل الأيديولوجي السطحي للواقع الفلسطيني، وتقييم الشخصيات المنخرطة في الحراكات النضالية، استناداً إلى هذا التحليل، وإسقاط المفاهيم الماركسية المسطحة على واقع مختلف جذرياً عن بيئة نشوء الماركسية، والإعلاء من شأن المثالية الوطنية، في التعامل مع قضايا الصراع مع العدو الوطني، إلى درجة السذاجة، والجهل بطبيعة العدو، وتحليل بنيته والتقليل من جبروته، والاستخفاف بمكونات القوة لديه، والوهم بقدراتنا التي لم تستطع أن تحمي مخيماً واحداً من مخيمات اللاجئين البؤساء من السقوط والمحق، أو الثبات على أرض واحدة أكثر من عقد من عقود النضال الوطني. 
كان حلمنا اليساري الواهم، أن نرى قائداً وطنياً فلسطينياً مفكراً، مثل لينين أو ماوتسي تونغ، ووسيماً تعشقه النساء، وينبهر به الشباب، لا يهدأ من النضال في الغابات مثل تشي غيفارا. 
لم يتوفر هذا الأمر في كل الشخصيات القيادية الفلسطينية، فلم يكن جورج حبش، ولا نايف حواتمة، مثلين، لا لينين ولا ماو تسي تونغ ولا غيفارا. وبالتأكيد لم يكن ياسر عرفات يشبه أياً من هؤلاء. والأهم من هذا كله، لم يكن الشعب الفلسطيني، ولا بيئته الاجتماعية والاقتصادية والتاريخية، ولا تشتته تحت احتلال استعماري استيطاني، وخضوعه لإدارتين عربيتين في الضفة وقطاع غزة، وتشتت نصفه في مخيمات البؤس في الدول العربية يشبه تلك الشعوب التي عرفت قياداتٍ لا يزال اليسار الواهم يقدسها، كأيقونات من غير نقد أو تحليل. 
لم تتمكن بنية الشعب الفلسطيني، أن تقدم في تاريخها الطويل من النضال قائداً معجوناً من طينة إلهية أو ملائكية. أفرز هذا الشعب هؤلاء القادة، ومنهم ياسر عرفات الذي كان نتيجة طبيعية وحتمية لكل الواقع الفلسطيني والعربي. كما لم يعرف التاريخ الفلسطيني، في نضاله الوطني، شخصية قيادية، أجمعت عليها فئات الشعب بغالبيتها، كما أجمعت هذه الأغلبية عليه، على الرغم من كل الانتقادات حول براغماتيته، ورعايته أحياناً والتغاضي أحياناً كثيرة عن الفساد والفاسدين الذين استفادوا من قربهم منه، فأباحوا ثقافة فاسدة، ترعرعت في بيئة صالحة لنموها. 
وعلى الرغم من ذلك كله، كان ياسر عرفات، بوجوده وحسه الوطني، ضمانة قوية لفرملة اندفاع الفكر الأصولي الإسلامي في الوسط الفلسطيني الذي ما شهد ذلك الصعود، إلا بعد رحيله المأساوي مسموماً. وكان عرفات أول من كشف أكاذيب آيات الله في إيران، وغوغائيتهم للقضاء على إسرائيل وراعيها الشيطان الأكبر. ولذا، دعا ممثل آيات الله في لبنان، الشيخ حسن نصرالله، في التسعينات إلى قتله، قبل أن يقرر شارون ذلك بعقد أو أكثر. وياسر عرفات هو الذي مثّل شوكة في حنجرة حافظ الأسد، وتشدقاته القومية البعثية، ومحاولاته مصادرة القضية الفلسطينية وقرارها، باسم مقاومة العدو الفارغة من أي معنى جديّ. 
لم أقترب من ياسر عرفات، إلاّ في سنواته القليلة الأخيرة، حين زرته مرات في المقاطعة في رام الله. كانت الأخيرة قبل اغتياله بشهور ثلاثة. وكم شعرت بالأسى والحزن، حين اكتشفت، عن قرب، كيف تخلى عنه المقربون الذين صنعهم ياسر عرفات نفسه، ورعا صعودهم وفسادهم واستعدادهم قبولَ شطبه من خريطة الفعل، بدفعه إلى التنازل أو التخلص منه. لم يكن لديّ ما أقدمه إلى ياسر عرفات سوى اعتذاري عن موقفي اليساري الأحمق في بدايات السبعينات، والتماهي الصادق مع محنته، بطلاً إغريقياً، كان يعلم أنه ذاهب إلى حتفه وسط الأشرار.

شريط الأخبار الجيش الإسرائيلي يعلن إصابة جنديين بانفجار عبوة ناسفة جنوبي غزة الأردن يدين مصادقة الحكومة الإسرائيلية على إقامة 19 مستوطنة غير شرعية في الضفة نقابة الصحفيين تدعو المؤسسات الإعلامية لإنهاء التسويات المالية المطلوبة قبل نهاية العام الأمن العام: وفاة جديدة لشاب في عمّان جرّاء الاختناق بسبب مدفأة... والتحفظ على على 5 آلاف مدفأة وزارة الاقتصاد الرقمي: براءة الذمة المالية أصبحت إلكترونية في عدة بلديات هل تعود الاجواء الماطرة على الأردن ؟ - تفاصيل شركس: "المركزي الأردني" استطاع ان يزيد احتياطياته لـ أكثر من 24.6 مليار دولار حريق حافلة شركة العقبة للنقل والخدمات اللوجستية.. اذا عرف السبب بطل العجب ! الشموسة تثير الجدل وتحذير أمني عاجل بعد حوادث مميته زخة شهب "التوأميات" تضيء سماء الوطن العربي الضمان الاجتماعي: الدراسة الاكتوارية تؤكد متانة الوضع المالي واستقراره الأمن العام: ندعو كل من يمتلك مدفأة من المتعارف عليها باسم الشموسة وبكافة أنواعها بإيقاف استخدامها بمشاركة مدراء مستشفيات وخبراء ..جامعة العلوم التطبيقية بالتعاون مع مستشفى ابن الهيثم يقيمان ندوة هامة عن السياحة العلاجية 4 ملاحظات خطيرة تتعلق بديوان المحاسبة امام دولة الرئيس علي السنيد يكتب: كبار الشخصيات العامة يفشلون المبادرات الرسمية مصادر: أميركا حجبت معلومات مخابراتية عن إسرائيل خلال عهد بايدن الملكة: أمنياتنا لكم بعام جديد يحمل السلام وتمتد فيه أغصان الأمل بين الأجيال الأردنية الفرنسية للتأمين تعقد إجتماعها العمومي العادي وتصادق على بياناتها 1.237 مليار دينار صادرات تجارة عمان خلال 11 شهرا تقرير نقابة ملاحة الأردن الحادي عشر.. نمو واضح ومؤشرات إيجابية عززت مكانة ميناء العقبة