أخبار البلد - تغليب النزعة الأمنية في مواجهة الحراك الشعبي المطالب بالإصلاح، وصفة فشلت في كل الدول العربية، وعوضا عن أن تخيف دعاة الإصلاح وتدفعهم للتراجع، أدت في كل الساحات إلى تأجيج الأمور وتوسيع رقعة المطالبة بالإصلاح .. مع ذلك نصرّ على تجريب المجرّب، وندخل البلد في حالة احتقان كان يمكن تجنبها لو تم تغليب لغة العقل والمنطق والحكمة.
ليت الأمر توقف عند استخدام الهراوات والحجارة وخراطيم المياه، فقد تعداه إلى اللعب بالنار، والعزف على وتر التفتيت والتمزيق للنسيج الوطني، دون وعي للأخطار والكوارث التي يمكن أن تترتب على إشعال الفتنة التي لعن الله من أيقظها.
ما جرى الجمعة عقب موقعة الداخلية من احتفالات بالنصر على المعتصمين السلميين، أمر بالغ الخطورة، فقد رفع خلالها السلاح بكافة أشكاله، وأطلقت الشتائم النابية والهتافات المسيئة للوحدة الوطنية، ثم أطلق العنان عبر وسائل ووسائط إعلامية متعددة للنفخ في كير الفتنة، ليزيد الشرخ وتتسع دائرة الأزمة، دون تدخل من الجهات الرسمية التي وفرت الحماية والأمن لمن يهددون وحدة الوطن!!
صغار العقول وقصار النظر، هم من لا يدركون خطورة اللعب بالنار، ومن لا يعلمون أنهم أول من يتلظى بلهيبها ويكتوي بنارها.
ما يحصل هذه الأيام خسارة للوطن، لا يعبأ بها الباحثون عن تأييد خادع.
والسؤال: هل يتدخل العقلاء لوأد الفتنة، ولأم الجرح، وللأخذ على أيدي السفهاء.. أم يطلق العنان لدعاة الفرقة والانقسام وتأجيج الأحقاد والعصبيات الجاهلية وضرب الوحدة الوطنية في مقتل؟