ما قاله البخيت حول احداث الجمعة في برنامج "ستون دقيقة"، هو كلام مضحك لا يستحق التعرق والغضب، فمعروف البخيت كما هي عادته "غايب ..."، تقول له اجهزة في الدولة ما يجب ان يقول.
لكن ما جرى بحق معتصمي 24 اذار، هو القاسي المغضب، قاس لان دماء بريئة قد سالت وارواح زكية قد أزهقت، ومغضب لان الحكومة تكذب وتؤلف القصص وتحمي المجرمين وتؤلب المجتمع بعضه على بعض.
ما جرى واضح لا يختلف عليه اثنان، وروايات الحكومة حوله هي محض كذب لا تماسك فيه، فكلنا عاين الحادثة، وشاهد التآمر الواضح بين الامن والدرك والزعران "سرسرية وسكارى" وهم ينكلون بثلة وطنية شابة نذرت نفسها للاصلاح.
المؤتمر الصحفي الذي عقدته الحكومة كان مسرحية كاذبة، فوزير الداخلية ومدير الامن العام كانا مرتبكين، ويفتقدان لقدرة التواصل البصري مع الاعلاميين، اما حججهما فلا قيمة لها ولا وزن.
الكذب لم يكن السلاح الوحيد لدى الحكومة، فقد سبقتها الدماء التي اسالتها من الشباب الاردني، ولحقتها طبول ايلول الاقليمية التي قرعتها الحكومة وبلطجيتها لتفض الاعتصام، نعم يريد النظام الهروب من الاصلاح بدق اسفين الاقليمية البغيضة، لكن هيهات ان ينجح فقد تغيرت المعطيات.
الحكومة وأجهزتها الامنية كافة، قامت يوم الجمعة بقتل مواطنين اردنيين أعزلين مسالمين، كانا يمارسان حقهما الدستوري بالتظاهر والاعتصام، هذه الحكومة وهذه الاجهزة المعربدة أدخلت النظام الى حيز الدموية، واذا لم توقف عبثية هؤلاء عند حدها فانها ستحيل الوطن الى مصير مجهول لا سمح الله.
النظام لا يريد الاصلاح، ويخاف منه، وترعبه الفئة الشابة التي لم يغسل وعيها رجل أمن، لكنه بسلوكه الدموي يوم الجمعة جعل من ارادة الشعب الوسيلة الوحيدة لاجباره على السير في الاصلاح.
لا ادري كيف ينام هؤلاء قريري العين وقد قتلوا مواطنين، ولم يعترفوا، وكذبوا ولفقوا واستحضروا مؤامرة الخارج، إننا يا سادة امام حكومة تقتل وتكذب، فيا ويلتنا من هذا الواقع، وواحسرتاه.