أخبار البلد- إن ما حدث في دوار الداخلية مؤامرة خطيرة جدا على هؤلاء الشباب الشرفاء، الذين ضربوا أروع النماذج وهم يتلقون الحجارة ويصرخون :" سلمية سلمية لا تردوا على حدى حجار" والآن يسعى الكتاب والحكومة والمعارضة للتنصل من المؤامرة بتجنب الحديث عن قبل الأحداث ومن جر الشباب إلى الاعتصام في منطقة محظورة، بعد أن زج الطرفان الحكومة والمعارضة هؤلاء الشباب الشرفاء إلى ذلك المكان الضيق، ووضعوهم طعما، ولغما انفجر بهؤلاء الأبرياء الضحايا الذي لم يعتادوا بعد على دهاء الحكومات وخبث الأحزاب، وخطط الأجهزة الأمنية.مسرحية قذرة وحقيرة جدا صنعها الإخوان المسلمين وتلاميذ محمد الذهبي وجماعة مدعي حماة الوطنية والجنسية وعباقرة الأجهزة الأمنية.
يا للعار أن نستغل هؤلاء الشباب، والنساء ،المتأثرين من ثلاثة أشهر بفيلم ميدان التحرير المصري، والتعبئة الفضائية لعشرات الساعات اليومية، وليأتي كتاب وإعلامي المخابرات السابقين، ليشرفوا لهم على السيناريو الكامل، لان الباشا محمد الرقاد لم يعد يصرف شكات من اموال مزارع التمر، ولم يفتح مكاتبه لحديثهم وتحريضهم كما فعلوا بمحمد الذهبي. كنا نحن العارفين بالأسرار ننظر بحزن ونحن نقرأ ما يحدث بدقة ، وعلى علم بان هناك سيناريو خطير يعد لهؤلاء، الشباب، وحالة استدراج لن يمحوها التاريخ.
من متى أصبح الشيخ امجد قورشة معارضا،وكتاب الحكومة طلاب حرية ؟؟؟ ،وكيف يصل الاستهزاء بنا ليقول الإخوان المسلمين أنهم لم يديروا الاعتصام حسب تصريحات الشيخ حمزة منصور، ومن خطب ومن ألقى الخطاب والبيان هو ابن قيادي في الإخوان، وما هو السر في تجميع كل كتاب محمد الذهبي، والله كأني في صالونه الخاص، وأصبحوا يرجونا أن ننقذ شباب التحرير من البلطجية.
حسنا لأقول بصراحة قبل الدخول في الموضوع أن من حرض ضريبة الحجار والبلطجية على الهجوم ليس جهاز المخابرات ولا الحكومة، بل هم نفس الإعلاميين الذين كانوا يخطبون أسفل جسر الداخلية، قبل عامين هم من أنفسهم سبحان الله من نشر نظرية الوطن البديل ، وأن النخب الفلسطينية كباسم عوض الله تريد بيع الأردن والسيطرة على التجارة، والمحاصصة، وهناك آلاف من التجنيس ، وإنهم يسيطرون على الديوان الملكي، هؤلاء اليوم يتباكون ويسالون لماذا انقلب الأمر إلى عنصرية وشتم وتحريض.ومن هيج الشباب وافهمهم أن تنظيم الإخوان المسلمين امتداد لحماس أي نظام فلسطيني بوجه حزبي أردني هم واقسم بالله هم وأرشيف مقالاتهم قبل عامين موجود في الانترنت واقرءوا مقالاتهم.
واكتمل المشهد في تجمع الحاقدين على هذا البلد من عشاق حماس،وكارهي علاقة عمان مع سلطة الضفة التي ليثيروا الشغب ضد هذه المدينة الآمنة وغيرهم ومن الراسبين في الانتخابات الذين لم تزور لهم الأجهزة الأمنية فجاء أمثال المهندس خالد رمضان، ليعوض نكسته الانتخابية، ويصفي حسابه مع الباشا محمد الرقاد، ويطالبوا بتغيره.وطبعا مع شلة محمد الذهبي .
ما حدث يسعى كل كتاب الصحافيين إن يبدوا من حالة ما بعد الحدث المؤلم ، لان تحليل ما حدث قبل الخميس 24/ آذار يفضح خبايا كثيرة، فبعد أن فشل الإخوان المسلمين ومن ولاهم، في تحريض عدد اكبر في المسيرات ، بدؤوا في استفزاز المجتمع الأردني، لخلق حالة فوضى مثل ليبيا واليمن وتونس ، عبر كسر الخطوط الحمراء كتقليص صلاحية الملك وهذا معروف سيثر الملاين الذين يجدون أي حديث عن صلاحية الملك تهديد للأردن .ومع ذلك يقلون بكل بساطة لما يظنونا ضد الملك نحن فقط مع الإصلاح، ومن ثور شباب الحديقة ضدنا.
و الحكومة أيضا شعرت بغيظ كبير بعد أن رفض الإخوان دخول الحوار الوطني ، فمن المعروف إن الإخوان هم المعارضة والمعارضة هي الاخوان، والباقي زيادة بياع، وسعت إلى خلق مواجهة واستعراض هروات، بشكل متقن ، تقوم باستعراض العين الحمراء والنموذج البحريني، والليبي في قمع المظاهرات قبل تناميها أو تصعيد مطالبها حسب الشيخ زكي بني رشيد.
العملية سعت إلى تحريض الشباب للاعتصام، بعد أن فشلت المسيرات، ولم تأت في نتاجها والوقت يسير بسرعة، فكان لا يد من توجيه قيادات شبابية اخوانية، إلى المكان، وطوال أشهر تم البحث عن مكان أو دوار نموذج لوضع اليد على خنق الحكومة، ومن اختار ميدان الداخلية ليس شابا عاديا بل مخطط استراتجيا، وكل العقلاء والمعارضين حذر من المكان، فهو قلب العاصمة، ويواجه المحافظة وقريب من مجلس الأمة.
طبعا اعتمد الإخوان على إدارة المشروع من تلاميذهم أو بالأحرى أبناء القيادة أما الباقي فهم من الشباب الوطنيين الذين يريدون مستقبلا أفضل، وتحدي القهر الأمني، وطرحوا شعارات وقدموا أخلاق طيبة نادرة ، وهذا سنتحدث عنه فيما بعد، ولكن كلنا مع طلباتهم ومعهم والخلاف انحصر في اختيار المكان ودخول المحرضين من الكبار.
طبعا كل ما حصل فهو تقليد كامل لما حدث في ميدان التحرير، من طريقة كتابة الشعارات، ، والمنصة وطريقة صنعها، وتوزيع الطعام، وحتى إحضار المكانس، وهذا المشهد الذي تابعه الشعب الاردني لشهر في مصر كان سيجذب مليون مواطن ومواطنة ، لو استمر فقط لاربعة ايام، وقد يظهر فجاة الشيخ زكي بني رشيد ويقول لم تحقق الحكومة طلباتكم فلما نحاور النظام لما لا نغير النظام أصلا.
من المؤلم ان نعلم ان الشيخ حمزة منصور يقي ليلة بأكملها وهو يعلم بالسيناريو، ويتبرأ وجماعته من الإشراف على ما حدث، وكل العيون تشاهد أبناء القيادات الاخوانية، وفي الظهيرة، ينسحب الإخوان إلى مسجد الكالوني تاركين الشباب في مواجهة ، ماينتظرهم.طبعا هناك يساريين وجماعة جاين، ولكن من المتفق عليه ان الزخم والقوى يكون بمشاركة الإخوان العلنية فان انسحبوا ظهر الصدع.
طبعا الشباب الذين سميوا بالبلطجيين ، عبئوا نفسيا حينما سمعوا أن هناك اعتصام ، وسمعوا أن دوار الداخلية تحول إلى مسمى جديد وهو "دوار الكرامة"، فتوجهوا لينقذوا البلد حسب اعتقادهم ، وقد ملأهم الخوف من أن الأردن سيحصل به ما حدث في مصر وليبيا واليمن.فكلمة مبيت في دوار أصبحت تعتبر بداية نهاية أي نظام، وأتمنى أن يدرس قاذفي الحجارة جيدا بعيدا عن تسمية بلطجية وغيرها، وان نكيف عن تهمة أنهم موجهون، وحينما يستعمل التهديد تحت قوى المبيت والاعتصام يلجا المقابل الى الحجارة.
الحكومة كانت المتآمر الثاني، فقد كانت تدري بخطورة الحدث، ولو كانت صاحبة نية سليمة، لمنعت ما حدث منذ ظهر يوم الخميس ، ورفضت الاقتراب من الجسر، أو في الصباح،وانتهى كل ذلك بسلام، لا أن تسمج بالمئات بان يحضروا الحجارة، ويهجموا على شباب وطنين شرفاء يتلقون الحجارة هم والنساء وهم يدافعون عن انسفهم بقماش الخيم، ويصرخون مستنجدين والشرطة تتفرج ، وهي تسير بكل أريحية مع قاذفي الحجارة على العزل والنساء ، مع اني لا اعرف كيف تأتي النساء أصلا إلى هكذا مكان فيه تجمع شبابي وهل يرضى الله ورسوله هذا الاختلاط غير الشرعي ومن متى نحن نتظاهر ونعتصم بنسائنا.ولكن الفكرة انه متحف سياسي ومتنزه للفرجة، واقسم بالله علمت من صديقات في الفيس بوك أنهم ذهبوا إلى هناك بعد عصر الخميس وكأنه متنزه ليروا إعادة فيلم ميدان التحرير.
مشهد الدرك كان معد له وليس عفويا بل بإتقان، وضرب النساء و ورجال الأمن الذين كانوا بوضوح مع طرف قاذفي الحجارة، والسماح لهم بالهجوم كان أكثر وضوحا فقد أخافوا الإخوان، بهؤلاء الشباب المساكين،على رأي المثل( الضرب إلك واتفرجي يا جارة) أو لأقول ما جرى مناورة عسكرية نجحت تماما للأسف.
نعم يا شباب 24 آذار سيغضبكم كلامي ولكني سأنصفكم وأنصف روعتكم في مقال قادم خالص لكم ولكني اسمحوا لي أن أقول وقعتهم في مؤامرة أوقعكم بها جماعة الإخوان والحكومة، كل جعلكم واجهة لخططه للأسف . وتأثركم بأجواء ما حدث في ميدان التحرير، أنساكم إن الحالة الشعبية في الأردن معقدة جدا، واستمروا في مشوار محاربة الفساد والعيش الحر ولكن احذروا من الذين بحثوا عن الشهرة على منصتكم وأراد من جسر الداخلية أن يجعله أداة تصفية حساب له.,وللحديث بقية.
Omar_shaheen78@yahoo.com