ومن المتوقع أن يستمر الاهتمام بمذكرات بدران حتى الحلقة الأخيرة وما بعدها. وقد يدفع هذا الاهتمام العديد من الشخصيات السياسية للإدلاء بدلوها بما أورده بدران من أحداث ومواقف في قضايا مصيرية ومهمة، كهبة نيسان في العام 1989، والتي انطلقت من معان احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية المتردية وانخفاض قيمة الدينار، وغزو الكويت من قبل العراق، وما تلاها من حرب عالمية على العراق، وموقف الأردن من هذه الحرب. بالإضافة إلى عشرات القضايا الأخرى المهمة التي تحدّث عنها بدران، وكشف الكثير من الخبايا وسلط الضوء على أحداث ومواقف لم تكن معروفة، ولم يتطرق إليها أحد قبله.
إن مذكرات بدران، من خلال "سياسي يتذكر"، وبما تحمله من مضامين مهمة، ومواقف تكشف لأول مرة، تساهم في تعزيز معارفنا ومعلوماتنا عن أحداث مفصلية وتاريخية. كما أنها تساهم في زيادة معارف أجيال شابة لم تعش تلك الأحداث التي شهدها وطنها، وأثرت عليها وعليه.
وقد يشجع هذا الاهتمام الكبير بحلقات "سياسي يتذكر" مع بدران، ومع غيره من السياسيين التي نشرتها "الغد" سابقا، سياسيين آخرين على تقديم شهادتهم للتاريخ، بما يسهم في حوارات سياسية غنية، تزيد من معارفنا ومعلوماتنا حول أحداث تاريخية عاشها وشارك فيها الأردن. وأعتقد أن هناك العديد من رجالات الدولة وسياسيين وحزبيين ونشطاء عاشوا وشاركوا في أحداث سياسية مرت على الأردن، وكان لهم دور فيها، يتوجب عليهم الحديث وتقديم وجهة نظرهم في هذه الأحداث، وتسليط الضوء على المخفي منها، للمساعدة في كتابة التاريخ. فالحديث هنا ليس ترفا، وإنما خدمة للوطن والمجتمع والأجيال الشابة.