ثمة من يريد جر الشارع الى صدام داخلي شعبي وصدام مع الامن ومع الدولة ، بالدعوة الى التظاهر على دوار الداخلية يوم الخميس الساعة الثانية عشرة ظهرا ، فهذا الموعد مدان بالكامل ولا يحترم حقوق الناس في العودة الى بيوتهم او تسيير اعمالهم نهاية الاسبوع ، الذي يشهد عادة كثافة سير وكثافة حركة جرّاء العودة الى المحافظات والتحضير لعطلة الاسبوع بين الاهل .
اغلاق دوار الداخلية يعني ببساطة اغلاق شريان رئيسي للقلب الاردني فهذا الدوار اول السير شمالا واول مفرق للجنوب وخاصرة عمان الشرقية ويقع في قلب عمان الغربية ، فما الذي يريده المعتصمون من اعتصامهم على الدوار ولماذا تم اسقاط ساحة الجامع الحسيني بعد صلاة الجمعة ؟.
اسئلة مشروعة للخوض في تحليل الدعوة ومضامينها ، فهي دعوة تستهدف ابتداء جر الشارع الى صدام داخلي بسبب الازمات الخانفة التي ستشهدها العاصمة وهي اجبار قسري على المشاركة في اعتصام لمن لا يرغب بالمشاركة ، وهي محاولة استفزاز الناس بعضهم البعض وبالتالي تدخل الامن وبالتالي صدام مع الامن يغري الراغبين برؤية عمان على كل الفضائيات وهي تشتعل او تسيل دماء ابنائها .
ما يجري التخطيط له بدعوة الخميس ليس ايجابيا بأي حال من الاحوال ولا يخدم لا الاصلاح ولا الحوار الوطني الدائر حاليا والذي تشير بداياته الى فكفكة الاحتقانات الداخلية خاصة بعد لقاء رئيس لجنة الحوار مع الاسلاميين واحتمال جلوسهم على طاولة الحوار كما يأمل كثيرون لدفع عجلة الاصلاح الى الامام ، كما انه لا يخدم التوافق الشعبي على ضرورة عدم الحاق الاذى بالمصالح المرسلة للناس حسب مقاصد الشريعة ، فهذا اضرار للناس وبالتالي لا يجوز المضي فيه .
الاخطر في الاعتصام انه دعوة مفتوحة لخروج التظاهرات والاعتصامات عن مقاصدها السلمية والراشدة الى فضاء الصدام والاصطدام مع الامن الذي يمارس دوره للآن بمهنية وانسانية يحسدنا عليها كثيرون ، فالدماء وحرمتها مصانة في بلد لا يعرف الدماء ولا يحبها قيادة وشعبا .
لان الامن سيقع بين خيارين كلاهما مر ، فثمة شكوى من مواطن عائد الى اهله او سيارة اسعاف تقصد احد المشافي الاربعة الواقعة على دوار الداخلية او المشافي خارج الدوار وسيارات الاطفاء او اي سيارة خاصة تريد الوصول الى غايتها دون عوائق سيخلقها الاعتصام على دوار الداخلية او ميدان جمال عبد الناصر ، واظن ان هذه التسمية هي مقصد الدعوة ومن يقف خلفها من جهات وجروبات واحزاب يختلط فيها المصلح بالانتهازي بالحقيقي .
ميدان التحرير لا وجود له في عمان لذا استعرنا من الاخرين ميدانا افتراضيا حتى نحقق اوهاما افتراضية في اذهان البعض الذين يريدون جرّنا الى صدام داخلي شعبي او صدام مع الامن الذي لا يستطيع بأي حال اغلاق دوار الداخلية سيتدخل لفض الاعتصام وهذا هو المطلوب ، ليقع المراد ويصطدم الناس بالامن وتصبح عمان حالة مشابهة لحالات العواصم التي توزع الهراوات على المتظاهرين وقنابل الغاز المسيل للدموع بعد ان احرجت الجميع بتوزيع المياه والعصائر على المتظاهرين .
اعتصام الخميس على دوار الداخلية قنبلة موقوتة ستنفجر في احضاننا جميعا اذا لم نسحب صاعقها بسرعة وبحسم .