اليوم يراقب العالم ككل مسار معركة "الجنوب السوري " التي تعتبر في توقيتها ونتائجها المستقبلية عنوانآ لمرحلة جديده من عمر الحرب المفروضة على الدولة السورية وخصوصآ بعد افشال الغرب وائتلافهم ودول الرجعية العربية لاي مسار سياسي يخدم توفير حالة من الاستقرار لمسار الاز مة السورية فاليوم بات لا خيار امام الدولة السورية الا الاستمرار بالحسم العسكري لتطهير ارض سوريا من رجس الارهاب ومتزعميه وداعميه ومموليه وان تقرر مصيرها بنفسها بعيدا عن تقاطع مصالح الصهاينة-والماسونيين-ودول الرجعية العربية في المنطقة عامه وبسوريا بشكل خاص، وجزء من هذا الحسم هو حسم معركة "الجنوب السوري " التي بدأت قبل ايام "بمثلت ريف دمشق الشرقي والجنوبي امتدادآ لريفي درعا الجنوبي الغربي ومنه الى ريف القنيطرة الجنوبي الغربي ",,لتتوسع العمليات مستقبلآ للوصول الى مناطق وتلال استراتيجية بريفي درعا والقنيطرة ومنها على سبيل المثال لا الحصر تلال الحارة والمال التي تحتل أهمية استراتيجية باعتبارها مفتاح لسلسلة جبال وتلال تتموضع بمواقع استراتيجية.
فاليوم بدأت تأثيرات هذه المعركة تظهر على ارض الواقع خارج حدود سوريا وفي تصريحات وتحليلات واهتمامات من قبل الاطراف الدولية المنخرطة بالأزمة بسوريا والاسرائيليين "خاصة" باهتمام ملحوظ منهم أي الإسرائيليين بمجريات معركة الجنوب السوري ,,وقد يتساءل سائل وما علاقة اسرائيل بمجريات معركة "الجنوب السوري " ولماذا "معركة الجنوب "وما مصلحتها بالتدخل بمعركة" الجنوب"وما مكاسب الدولة السورية من كسب معركة" الجنوب"وما علاقة الأطراف المنخرطة بالأزمة السورية بمجريات ونتائج هذه المعركة وهل فعلا سيتحدد بعد حسم هذه المعركة بداية النهاية لأزمة ارهابيه داميه طالت بسوريا أم ستكون نهاية البداية الاكثر عنف وإرهابا ودموية ليتوسع الصراع بعدها ويتخطى حدود سوريا ويشمل اسرائيل وحزب الله ودول الاقليم وليتسع اكثر واكثر بالمنطقة وللإجابة عن كل ذلك سنقرأ قرأه متانيه بكل هذه التكنهات والتساؤلات .
سوريآ فاليوم يساوي تحرير "مثلث ريف درعا القنيطرة ريف دمشق " للدولة السورية مكسبا كبيرا وورقه رابحه جديده في مفاوضاتها مع كبار اللاعبين الدوليين المنخرطين بالازمة السورية ومن خلال ورقة هذا المثلث ستفرض الدولة السورية شروطها هي على الجميع، وعندها لا يمكن ان تحصل أي تسوية الا بموافقة النظام، ووفق ما يراه من مصلحة لسوريا الشعب والدولة، بعد كل ما لحق بهذا الشعب من أذى من قبل هذه المجاميع المسلحة وداعميها- والسؤال هنا هل ستعطي هذه الدول الراعية للإرهاب على ارض سوريا ورقة "الجنوب السوري " للدولة السورية هكذا دون أي حراك؟.
ولنبدأ بإسرائيل وعلاقتها بمجريات معركة الجنوب السوري ولماذا اليوم نرى ونسمع استعدادات بالخفاء والعلن للتدخل بأي وقت بمجريات المعركة وعلى الاغلب سيكون التدخل خارج الحدود السورية واقصد هنا ضربه استباقيه مباغته لحزب الله داخل قواعده في لبنان ولا استبعد هنا ان تتدخل بشكل مباشر بمعركة "الجنوب السوري " لدعم واسناد الجماعات المعارضة المتحالفه معها وبغطاء امريكي –سعودي,,فاليوم عندما يخرج جنرالات إسرائيل ويتحدثون بالعلن ان سقوط حلمهم باقامة منطقة عازلة بالجنوب السوري ,,وانهيار بنية جيش لحد السوري الذي كان مصطنعآ ليكون هو الحارس والحامي للمنطقة العازلة بالجنوب السوري فهذا يعني بحسابات القادة العسكريين والسياسيين في تل ابيب ان اسقاط هذه المخططات من قبل اعدائهم وقوى المقاومة المعادية للمشروع الصهيوني في المنطقة من قبل الجيش العربي السوري ومقاتلين حزب الله يعني بالعرف العسكري ان مقاتلين حزب الله بالذات والجيش العربي السوري ,,قد كسرو بعمليتهم بالجنوب السوري جميع قواعد الاشتباك ,,وهم اليوم من يقرورن ويرسمون قواعد وخطوط الاشتباك ومن هنا بدأنا نسمع ارتجافات ورعشات الاسرائيليين ومن هنا سمعنا وقرأنا في تحليلات الإسرائيليين عن احتمالات شن عدوان اسرائيلي على قواعد حزب الله في لبنان او حتى التدخل بشكل مباشر في معركة الجنوب السوري لتحويل مسار المعركة وبنفس الوقت التخفيف من حجم الضغط على الجماعات المعارضة المتحالفه معهم .
سعوديآ ,, فالنظام السعودي المنغمس بالأزمة السورية الذي لا يريد ان يتلقى هزيمة جديدة، وقد تكررت هزائمه منذ سقوط القصير مرورآ بسقوط ورقة القلمون وها هي المعارك اليوم على مشارف جبهة الجنوب السوري ,,وهي الجبهة التي راهن عليها السعوديين كثيرآ كورقة قوة لتعديل مسار التوازنات العسكرية على الارض السورية ,,فسقوط "مثلث ريف درعا القنيطرة ريف دمشق " يعني للسعودية سقوط كل ما يليها كأحجار الدومينو، وبالتالي خسارة جديدة وكبيرة للسعودية وهذأ ما لا تريده السعودية ولذلك اليوم نرى هناك حالة هلع اعلامية تقودها وسائل الاعلام السعودية تخفي خلف كواليسها تحركات سياسية وامنية سعودية تسعى لامتصاص واحتواء تحركات الجيش العربي السوري بالجنوب السوري.
اما بالنسبة لواشنطن فهي الان تدرس مخططآ رسم ملامحه مؤخرآ الجمهوري جون ماكين بالشراكة مع اللوبي الصهيوني وقائمة عريضة من جمهوريي الكونغرس ,,يدخل ضمن سيناريوهات هذا المخطط القيام بتصعيد الضغط العسكري وايقاف تقدم الجيش العروبي السوري في أي مكان جديد على الجغرافيا السورية ومن ضمنها الان المعركة الاهم وهي معركة "الجنوب السوري " التي تأخذ المساحة الكبرى من المناقشات والتحليلات لنتائجها على الصعيدين السياسي والعسكري لجميع الاطراف -وقد سربت تقارير عسكرية سرية أمريكية تقول هذه التقارير أن سقوط "الجنوب السوري " على أيدي الجيش العربي السوري ومقاتلي حزب الله ومقاتليين ايرانيين من شأنه إحداث تغيير جذري في الخارطة العسكرية لأطراف الصراع .
ختامآ ,,على الجميع ان يدرك بأن معركة االجنوب السوري بشكل عام ومعركة "مثلث ريف درعا القنيطرة ريف دمشق "" بشكل خاص ستكون لها الكلمة الفصل وفق نتائجها المنتظرة بأي حديث قادم يتحدث عن تسويات بالأزمة السورية وتغيير كامل ومطلق بشروط التفاوض المقبلة بين جميع الاطراف ,,فالمرحلة المقبلة ستحمل بين طياتها الكثير من التكهنات والتساؤلات بل واحتمال المفاجاءات الكبرى ,,حول طبيعة معركة الجنوب السوري ,فالمعركة لها عدة ابعاد مستقبلية ومرحلية ,ولايمكن لاحد أن يتنبئ مرحليآ بنتائجها المستقبلية ,,فمسار ونتائج المعركة تخضع لتطورات الميدان ,,ومن هنا سننتظر الاسابيع الثلاث المقبلة ,لنستوضح مزيدآ من المعلومات التي ستمكننا من قراءة المشهد المستقبلي سياسيآ ,بخصوص تطورات معركة الجنوب السوري ونتائجها المستقبلية ...
*كاتب وناشط سياسي –الاردن .
hesham.awamleh@yahoo.com