اننا بزمن الديمقراطية ولكن البعض يابى ان يلتزم الصمت حيال مايجري حوله وان يترك القلم نائما في ظل مايجري فيحاول ان يسستفزه ليقول كلمته وكم ردد البعض على مسامعي متسائلا اين قلمك من تلك الاحداث اين قوميتك اين عروبتك اين اين ووجدت قلمي يهتز ليجيب ....لا ليكتب ما امليه عليه ...ليجيب عن اسئلتهم وليصرخ على لساني لاوالف لا .......
ليست هذه هي العروبة وليست هذه هي التعاليم الإسلامية التي تربينا على مبادئها وقيمها المنفتحة على التعدد والتنوع، والتي صنعت أمجاد نا وحضاراتتنا وأدبنا وفننا على مساحات شاسعة من هذا العالم امتدت من عمان الى دمشق الى بغداد الى القاهة حتى وصلت الصين وكل بقاع وأصقاع هذا العالم…
… فهذه الأعلام السوداء التي تجتاح بإجرامها وفتكها وإرهابها التكفيري منطقتنا لا يمكن أن يكون انتمائها عربي وكذلك لا يمكن ان يكون انتمائها اسلامي ولو تلطت وتظاهرت وتموهت بثوب العروبة الإسلامية…لأن هذه الأعلام برموزها المشوهة وأفكارها المعاقة لا يمكن أن تكون سوى أعلام رجعية و قحط و تخلف وتآمر على كل عربي وكل مسلم يؤمن ومدرك ومطلع ومتنور بحقيقة ما تعنيه العروبة والتعاليم الإسلامية .
فالعروبة الحقيقية التي عرفناها مع المتنبي وأحمد شوقي وابن خلدون وابن الرشد وابن سينا وطه حسين وجبران خليل جبران
ن هذا الإرهاب لبس ثوب الدين لشرذمة المجتمعات العربية وضرب وحدتها من خلال تفرقة ابناء هذه المجتمعات الواحدة عبر اعلاء المصالح الطائفية والمذهبية والمناطقية والقبيلية والعشائرية كوسيلة لبث الرعب والخوف بين مكونات النسيج الإجتماعي العربي من خلال الإرهاب التكفيري الذي يتخذ من اللباس الإسلامي لباسا له لتنفيذ مآربه في ضرب وحدة هذا المجتمع وإضعافه.
والإسلام الحقيقي دين ترابط و وحدة ومحبة ورأفة وأخوة وتسامح وصفح ودعوة بالتي هي أحسن،
دين علم وإصلاح وتقدم وعدالة ومساواة أما من يحملون خلف تلك الريات السود اسم الإسلام هم دعاة فرقة وتشتت وكراهية وحقد وإنتقام وإجرام، وهم أيضا دعاة ارهاب وتسلط وبطش ومقاصدهم هو ارساء ظلامية الجهل والتخلف في المجتمعات بقوة السيف الذي يرمز إلى تلك الرجعية وسوداوية مجاهلها الحالكة والمظلمة بسواد التقوقع والإنعزال وزرع الفرقة والفتن والحروب بين المسلمين أنفسهم وبين المسلمين وبقية البشر في هذا العالم.
أن خروج هذه الخلافة المزعومة إلى العلن في هذه المرحلة التاريخية المفصلية والتي تأتي بعد انطلاق الربيع العربي الذي تحركت من خلاله الجماهير العربية لكسر حاجز الخوف من أجل فك قيود أسرها واستعبادها واسترجاع كرامتها المسلوبة والمنتهكة هو أمر يثير الريبة والشك من ما يجري خصوصا أن الأحداث المشبوهة التي حضرت الأرض الخصبة لولادة المجموعات والتنظيمات التكفيرية الإرهابية ومن ثم أوصلتنا إلى ما نحن عليه في زمن إعلان ابوبكر البغدادي قيام الخلافة الإسلامية التي لا علاقة لها بالإسلام ألا من ناحية استخدام الكلمات والعبارات والتسميات الشائعة في الإسلام وهذا أمر يدخل في سياق تشويه صورة الإسلام والمس بجوهره الحقيقي.
أن إثارة قضية الخلافة المزعومة وأمثالها من القضايا ذات الصبغة الدينية الإسلامية بالإضافة إلى تواتر افتعال الأحداث والأزمات المرتبطة بتشويه سمعة وصورة العروبة والإسلام تجعلنا ندرك بأن ما يجري ليس بالعفوي او وليد الساعة بل هو جزء من مخطط مدروس واسع النطاق، يهدف إلى هدم كيان الدولة الوطنية العربية ودستورها وتقويض مؤسساتها وزعزعة الأمن والاستقرار فيها، وشل أجهزتها والقضاء على القيم والثوابت العربية التي يمكن أن تشكل النوات الصالحة لبنان مشروع الدولة العربية الحديثة العصرية.
لذلك ان هذه الخلافة الإسلامية المزعومة ليست سوى فصل من فصول هذه التصرفات والممارسات التي تعرض الدول العربية لأشد الأخطار و التحديات الجسيمة كي تبقى هذه الدول في حالة من لا أمن ولا استقرار و في حالة من الشلل والعجز المطبق الذي يقوض أي أصلاح وتقدم من شأنه أن يجعل سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان والحريات سمة اساسية من سماة الدولة العربية التي أضنتها الحروب وجعلت مجتمعاتها خائرة ضعيفة تتحكم فيها الخلافات والإنقسامات والجدل العقيم والألاعيب السياسية التي تبقى أبواب المنطقة العربية مفتوحة مشرعة أمام كل متآمر أو طامع لينفذ مخططاته التي تضرب التكاتف والتلاحم العربي الذي يبقى ضروري واساسي للنجاة من أخطار المؤامرات التي عصفت والا تزال تعصف في ارجاء كل هذه الأمة.
فإذا كان تنظيم القاعدة الذي يشكل المصدر الأول و المنبع الأساسي لكل هذا الفكر الأصولي الإنعزالي و الرجعي التكفيري المتطرف فإن نا يجريجرى في العراق وسوريا على يد تنظيم "داعش” الذي تجاوز بتطرفه ورفضه للآخر تنظيم القاعدة وليد أجهزة المخابرات وكذلك فإن ولاة تنظيم داعش بدوره ليس بعيد عن ذلك الفكر المؤامراتي، ح خصوصا أن التقارير الأمنية والإستخباراتية كلها تشير إلى أن "داعش” وأبوبكر البغدادي ليس سوى صناعة استخباراتيةمشكله جرى تكوينها لضرب أكثر من هدف بحجر واحد، ضمن هذه الأهداف واصباغها بلون الإرهاب
فالغاية منه على ما يبدو ادخال المنطقة في آتون الصراعات الطائفية والمذهبية ضمن سياق تطبيق الفوضى الخلاقة التي ابتكرها المحافظين الجدد في أميركا زمن الرئيس جورج بوش الأبن وذلك تمهيدا لتقسيم المقسم وتفتيت المفتت من دول المنطقة كون هذا التفتيت والتقسيم يخدم أمن اسرائيل وتفوقها ويثبت نموذج دولتها القائمة على العنصرية الدينية، أما الهدف الأبرز فيكمن في أن صراعات المنطقة ودمارها سيمكن الشركات النفطية العالمية وتحديدا الأميركية منها في الحصول على أسعار مخفضة للنفط وهذا بالفعل ما بدا يحصل من خلال تنظيم "داعش”.
وما يقال في الكواليس والأروقة الدبلوماسية والسياسية يؤكد المعلومات التي تشير بأن تنظيم "داعش” هو اختراع أميركي تتحكم به مطامع ومخططات الشركات النفطية الأميركية التي لا يهمها من بلدان المنطقة سوى الحصول على موارد الطاقة فيها من نفط وغاز بأقل لأسعار وذلك بهدف زيادة أرباحها وثرواتها وإن كان هذا الأمر يحصل على حساب أشلاء ودماء العرب وسائر شعوب المنطقة التي لا أهمية لمصيرها وحقوقها في حسابات الشركات النفطية العابرة للحدود والتي تتحكم بقرار الإدارة الأميركية من خلال الإمساك بلعبة الإنتخابات الديمقراطية بين الحزب الجمهوري والديمقراطي في أميركا وهي اللعبة ليست بالديمقراطية النزيهة والشفافة في نهاية الأمر.
والدليل الساطع على هذا المشهد الذي تطغى عليه النزعة الإمبريالية الراسمالية إلى أقصى الحدود، يكمن في التطور الذي تشهده العلاقات الأميركية – الإيرانية التي بدات تتقدم منذ العام 2012 ضمن إطار ترتيب انسحاب القوات الأميركية بالتنسيق مع إيران التي حل نفوذها في العراق مكان الفراغ الذي أحدثه انسحاب الإنسحاب الأميركي من العراق، وهذه العلاقات بلغت أوج تقاربها من خلال المباحثات السرية التي جرت بين طهران وواشنطن والتي أدت إلى الإتفاق الأولي بين إيران والمجتمع الدولي مجموعة (5+1) حول برنامج إيران النووي
هذا التقارب الأميركي – الإيراني يأتي على حساب دور العرب وحضورهم ومصالحهم الإستراتيجية في كل أرجاء المنطقة التي لا يتعاطى معها الأميركي إلا من منظار مصالحه الثابتة فقط وهذه المصالح تحت عناوين ثلاث عناوين النفط – بيع السلاح – السندات المصرفية بالإضافة إلى أولوية أمن اسرائيل المرتبط وبحسب منظري السياسة الأميركية على مدار عقود بأمن الولايات المتحدة، وغير ذلك لا يعير الأميركي أي اهتمام لأي شيء آخر.
أن الخطر الإرهابي بمصادره و أبعاده وخلفياته سيبقى متصدرا واجهة الإهتمامات في المنطقة العربية كونه يشكل أبرز الأخطار المحدقة بالعروبة والإسلام على حد سواء خصوصا أن المنطقة العربية لا تزال ترزح تحت وطأة عاصفة التفجيرات والإنتحاريين الذين يستهدفون البشر والحجر لترويع مجتماعاتنا واخضاعها لظلم حكم تلك الخلافة البائدة والمشوهة للعروبة والإسلام التي هي في حقيقة الأمر ليست سوى أداة قتل وبطش عند من يمولها ويسلحها وليست سوى أداة تستخدم لتأمين واردات التفط للشركات النفطية الكبرى باقل الأسعار..وعليه
، فأن المطلوب من كل عربي حر مؤمن بكرامته وتنوع وتعدد عروبته أن يدرك حقيقة كل ما يجري من حوله كي يتحرك ليس ضمن أطار ردات الفعل الإرتجالية والعصبية والعفوية بل ضمن إطار القراءة المنطقية والرؤية الجلية المرتكزة على وعي العقل ورجاحة الحكمة كي ينتفض على هذا الواقع الذي يريده الأعداء المتربصين شرا وطمعا بالمنطقة العربية وثرواتها ومواردها .
__________________