والصلاة والسلام على رسوله الصادق الامين وبعد
قد لا ينسجم مع البعض الاجتهادات التي يتم تناولها في سطور هذا المقال ولكن يبقى المجهول عن المخططات الامريكية الصهيونية والغربية للمرحلة القادمة في الشرق الاوسط أعظم شاناً واسوأُ حالاً للامة العربية الاسلامية....
في هذا المقتضب سأضع بعض النقاط الساخنة التي لا بد من ذكرها ليتسنى الوصول الى مغزى الحديث .
لقد انسحبت أخر قافلة للجيش الامريكي من العراق في أواخر 2011 في وقت قصد منه ترك ابواب العراق واهنة الاسوار عميقة الجراح و الاسرار عاجة بالمتربصين الاشرار , وجاء هذا التحرك الغربي واضحاً في الامور التالية:
اولا : ترك النصاب في التقسيم الجغرافي والسياسي والايدولوجي للعراق غير مكتمل ,فتداعيات الصراع الشيعي السني ما زالت قائمة .بل و تسميد نواة العراق الخصبة بالنزاع الطائفي وتفريغ الساحة لدولة العراق(المسمى القديم لداعش) في المناطق السنية الملوعة بجرائم النظام العراق لتنمو وتتسع.
ثانيا : الاستقرار السياسي في العراق وسوريا قد يخدم نوعا ما النظام الايراني وهو ما لا تريده اسرائيل بعيداً عن سياسة ايران ورؤيتها للدين الاسلامي والدول العربية في المنطقة.
ثالثا : مع انّ الامريكان ما زالوا مسيطرين على الكثير من آبار النفط العراقية الضخمة فضمان عدم الاستقرار هو ضمان العودة المستحقة أمنياً والسيطرة الامريكية الأرضية مرة أخرى.
من هنا يتضح ان التمدد القياسي لداعش زمنياً ومكانياً وتحفيز الطائفية بصور ارهابية مفزعة وعلى مرأى العالم الغربي حادثة مثيرة للشك وغير مقنعة من ناحية سياسة التشدد الغربي المعهودة ضد الارهاب.
ونقطة جديرة بالاهتمام هنا فلقد أيقظت الدراسات الاوروبية والامريكية حول خطورة انتشار الاسلام والمسلمين في الغرب خاصة في اوروبا النخبة الاوروبية والبحث عن حلول كان منها التخطيط لتصدير الاسلام المتشدد واعادة تدوير المعركة الارهابية ونقلها الى منبعها, وهو ما حصل فنرى في صفوف التنظيم اعداد لا بأس بها من الجنسيات الغربية يتولون مناصب حساسة ليس ذلك فحسب بل ويقيناً تم الزج بجواسيس وعملاء داخل التنظيم للنواحي الاستخبارية وغيرها من الاهداف التكتيكية وكوسيلة لتخريب اي مخطط لا يتماشى و المخطط الصهيوني الامريكي الاوروبي على الأرض.
تنظيم داعش والذي تستغله وتدعمه بعض البلدان منها تركيا ليخدم مصالح خاصة يسير وفق المخطط والتناقضات العسكرية في مواقفه عديدة لاحصر لها سواء في العراق او سوريا ففي حين ان التنظيم لم يشتبك مع الجيش النظامي السوري مع ان العكس هو المفروض وفقا لمنهجية داعش لا بل وقاتل صفوف ما يسمى الجيش الحر في معارك طاحنة , ناهيك عن وضوح خارطة التحركات العسكرية لداعش التي خدمت الجيش النظامي والتي كانت السبب في الكثير من الانشقاقات داخل صفوف التنظيم بالاضافة الى اسباب تتعلق بانتهاك داعش لابسط المبادئ والاخلاق الاسلامية.
على الجانب الأخر نرى التناقض الرسمي من خلال التصريحات السابقة لايران من ان داعش خطر على أمن اسرائيل اذا ما اطاحت بالنظام السوري وتصريح النظام السوري قبل يومين برفض التدخل البري على داعش في أراضيها خوفا من ان المقصود سوريا وليس داعش على المدى القريب.
.المدهش انّ الكبار يفهمون اللعبة ويتحركون سياسياً بحذر ودقة.
ان نية دخول الحرب البرية بألوية عراقية قد تزامن مع تصريحات الاتحاد الاوروبي الايجابية بشأن الملف النووي الايراني منذ ايام مما يعني ان هناك صفقات بارقام سياسية عالية تجري خلف الكواليس... في حين أسرعت روسيا ومع الضغط الاوروبي بشأن اوكرانيا بعد تصريحات التدخل البري الى اثبات انها حاضرة في هذه القضية من خلال زيارة استعراضية لمصر.
لغز داعش يحير المحللين السياسيين كما لغز برمودا يفعل بالعلماء .. يحتاج للاطلاع على تعقد هذا اللغز دراسات عميقة وتحليلات واقعية واستشفاف اعلامي للمعلومات من خلال التصريحات الرسمية للدول.
ولكن نقول ان الوقت الحالي يتطلب القضاء على داعش للتقليل من الخسائر بشقيها مادية بشرية و معنوية اسلامية بالاضافة الى احباط جزء من المخطط الغربي....
للأسف فأنّ الخيارات العربية المطروحة بهذا الشأن سيئة للغاية وكما نقول بالعامية من الدلف الى تحت المزراب....
(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) صدق الله العظيم