ما كان أمراً يزدرى ولا حديثا يفترى أن هذه الدنيا دار امتحان وابتلاء وأن حقيقتها ظلٌ بائد زائل وعرضٌ حائل . لقد انهمرت الدموع ولا زالت على فقداننا لملكة وانسانة صادقة صدوقة , يجتمع الناس على احترامها وتقديرها ايما تقدير .. إنها الملكة علياء الحسين , شهيدة الواجب الوطني والانساني , والمنحازة دائما الى الانسان عامة والمواطن الاردني خاصة .
ولئن كانت المصيبة (الموت ) بعامة كبيرة والالم بالفقد عظيم، فإن تلك المصيبة تكون أعظم وقعاً وأكبر أثراً حينما تكون بفقد ملكة تحمل صفات وسمات الملكة علياء رحمها الله . ان تضحيتها واستشهادها شكل وما زال نبراسا للعطاء والفداء , ونموذجا رائعا في تلبية الواجب الوطني وخدمة الشعب , لكن شخصية بحجمها لا ولن تنسى . في مثل هذا اليوم وقبل 37 عاما تحطمت الطائرة المروحية التي كانت تقلها لتفقد احوال المواطنين في جنوب المملكة وبمعيتها عدد من المسؤولين .
لقد نذرت الملكة علياء نفسها للعمل الانساني والخيري والاجتماعي الوطني , فشكلت حادثة استشهادها صدمة كبيرة , كيف لا ... وهي الملكة الانسانة التي احبها الملك الباني الحسين بن طلال طيب الله ثراهما , واحبها الشعب الاردني الذي يحتفظ بذاكرته عن جلالتها كل مآثر الخير والانسانية والتفاني . مؤسسات العمل الخيري التطوعي والتنموي التي تعتبر من انجازات الملكة الراحلة - طيب الله ثراها - عديدة , ولن اذكرها , كما لن اذكر ما حصلت عليه المرأة الاردنية من مكتسبات عديدة ابان حياتها , خاصة في المجال الانتخابي والتشريعي , ناهيك عن اعمال البر المؤسسية لسمو الاميرة هيا بنت الحسين عن روح والدتها العظيمة , وكذلك انجازات سمو الامير علي بن الحسين في ميادين عديدة وآخرها بصمة اردنية عربية في الحقل الرياضي نفتخر بها .
لئن غابت ( أم علي ) في شخصها وذاتها , فإنها لم تغب في افعالها وسماتها , ولم ولن تغب ذكراها الطيبة الجميلة . لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى . رحمك الله تعالى واسكنك جنة الرضوان .
** فراس الحمد - كاتب وباحث
farsounifiras@yahoo.com
.