بسم الله الرحمن الرحيم
طوال الإسبوع الماضي شهد العالم كله للشعب الأردني بالأصالة والعظمة، إذ تسامى هذا الشعب الأصيل فوق جراحاته ومعاناته وظروفه الصعبة ليصنع تلاحماً شعبياً وطنياً عَزَّ نظيره.
أغمض الشعب الأردني جفنيه على جراحاته وآلامه .. أغمض الشعب الأردني جفنيه على معاناته التي تسبب له بها الفاسدون وزادتها بؤساً وشقاءاً حكوماته البائسة الظالمة المتعاقبة على ظهره .
أغمض الشعب الأردني جفنيه عن الفساد القديم والفساد الجديد وتسامى.
أغمض الشعب الأردني جفنيه عن الفساد القديم منذ أيام زيد الرفاعي الذي جعل البنك المركزي قاعاً صفصفا وأسقط قيمة الدينار الأردني إلى النصف ولم تُحصّل الدولة منه مليماً واحداً ليظل الشعب هو الذي يعاني ويعالج آثار الكارثة الرفاعية من قوت أبناءه وعرق جبينه.
أغمض الشعب الأردني جفنيه وتسامى عن الفساد الجديد في القرن الجديد الذي زادته الحكومة الحالية ألقاً بتعيين عقل بلتاجي أميناً للعاصمة وصهر الرئيس مديراً للأقراض الزراعي وولده سفيراً في عُمان والملقي بالعقبة وهم يعلمون أن هذه الممارسات مسيئة للشعب الأردني ومستفزه ومثيره.
أغمض الشعب الأردني جفنيه وتسامى عن إصرار الحكومة على عدم الإستجابة لمطالب 99% من الشعب الأردني لمحاكمة الفاسدين وأولهم البهلوان ثم بترك الكردي طليقاً يسرح ويمرح ولم تعمل الحكومة حتى الآن على استعادة ولو مليار واحد من عصابة الفساد الجديدة التي تسببت للشعب الأردني بالكارثة الإقتصادية والمديونية الهائلة التي قفزت اليوم فوق 27 مليار دولار وهذا استفزازٌ صارخٌ لمشاعر الشعب الأردني الأصيل الطيب العظيم.
أغمض الشعب الأردني جفنيه على معاناته وصعوبة العيش وتسامى عن كل مساوئ هذه الحكومة وسترَ سَوءتها طوال الأسبوع الماضي ليقف شامخاً صفاً واحداً متراصاً مؤكداً على أصالته وطيبته وعظمته ليواجه الآثار المؤلمة التي نتجت عن مشاركتها في التحالف الذي صرنا نحن أول ضحاياه.
إن هذا الشعب الطيب العظيم الذي شهد له العالم بالأصالة والعظمة يستحق أن تكون له حكومة تعرف قدره وتحفظ كرامته وتخفف من معاناته.
ترى هل يستحق هذا الشعب العظيم على شهامته وسموه وتساميه وستره لعيوب الحكومة وأخطاءها أن تكافأه بالمزيد من الضرائب ورفع أسعار الكهرباء بدلاً من تخفيضها مع انخفاض أسعار البترول ؟.
هل يستحق هذا الشعب العظيم الذي رفض بالإجماع شراء الغاز من عدوته إسرائيل الإرهابية المحترفة للإرهاب .. هل يستحق هذا الشعب العظيم أن تفرض عليه حكومته هذه الصفقة المخزية المسيئة لمشاعره والتي تمكن إسرائيل الإرهابية من التحكم بحياته ومستقبله ؟.
هل يستحق هذا الشعب العظيم الذي رفض بالإجماع مشروع طوقان الكارثي النووي أن تفرض عليه الحكومة هذا المشروع الخطر بل هو شديد الخطورة ؟.
هل يستحق هذا الشعب العظيم أن تلزم حكومته الصمت إزاء مقتل ابراهيم الجراح ورائد زعيتر على يد الإرهاب الإسرائيلي المحترف ولا تأخذ بثأرهما حتى الآن ؟.
هل يستحق هذا الشعب العظيم أن تبقى رواتبه المعيشية تحت خط الفقر بثلاثة أضعاف كي يفقد كرامة العيش وخاصة المتعاقدين العسكريين والمدنيين ؟.
هل يستحق هذا الشعب العظيم أن تسجن الحكومة أحراره الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة بسلمية تامة بالتعبير عن آرائهم على صفحات الفيس بوك أو في الشارع العام أمام الله وأمام خلقه ؟.. وكم كنا نتمنى أن لو فعلتها الحكومة وأطلقت سراحهم في نهاية الأسبوع الماضي أو صباح الأحد الماضي قبل أن يشير عليها أحدٌ بذلك إكراماً لهذا الشعب الطيب العظيم ؟.
لقد استنجدت الحكومة طوال الأسبوع الماضي في ذروة مأزقها بالشعب الأردني فاستجاب سريعاً لنجدتها وأخرجها من مأزقها فهل يمكن لهذه الحكومة أن ترتقي إلى مستوى هذا الشعب العظيم وبالمقابل تستجيب لمطالبه المشروعة التي بُحَّ صوته وهو يطالب بها .. أم أنها ستستمر في سياستها الظالمة ناكرةً للجميل .. فيكون الشعب يعمل بأخلاق الملائكة وبالمقابل تعمل الحكومة بأفعال الشيطان الرجيم .
إن هذا الشعب الطيب العظيم يستحق أن يختار هو حكومته التي تعرف قدره وتؤمن بسيادته على أرضه وتعمل على تحسين أوضاعه المعيشية فتحفظ كرامته وتحفظ له هويته التي صارت مهددةً اليوم أكثر من أي وقت مضى.
أيها المسؤولون لقد أحسن ويحسن إليكم الشعب الأردني الصابر الطيب دائماً فما جزاء الإحسان إلا الإحسان واعلموا أن لهذا الشعب عند الجبار " خطيّة " جالسةً لكم على الطريق .. أخيراً أعود للتساؤل .. هل يمكن للحكومة أن ترتقي إلى مستوى هذا الشعب العظيم ؟.
ضيف الله قبيلات