أنا على يقين أن الدولة تدرك معنى وكلفة خوض حرب برية مع تنظيم داعش، ولا شك عندي أبدا أن ثمة إدراكا عميقا لمصالحنا الامنية والاستراتيجية التي تفرض علينا الانسجام معها.
الدولة تعلم أن العائق اللوجستي كبير كما أن الجبهة بعيدة جدا عن نيراننا البرية والارض ليست ضمن وارد علمنا بها, كما أنهم يعلمون ان دولة كتركيا تجري بجانبها المعارك لكنها اكتفت بالمشاهدة وحفظ الحدود.
هناك فارق شاسع بين الحرب الجوية والتدخل البري، وهناك فارق اوسع بين التدخل البري المباشر والحرب الاستباقية الامنية.
إمكاناتنا وطبيعة الحالة الاقليمية وكذلك طبيعة ارض المعركة كلها معضلات تناسب ان نكون جزءا من الحلف دون ان نتورط في حرب برية.
مرة أخرى أنا أراهن على عقلانية الدولة التي ما شطت يوما نحو التورط العميق، فكلنا يريد الخير للاردن وكلنا يريد وأد الخطر من أوله لكننا في المقابل يجب ان نتعقلن وان نتصرف بلغة الهدوء والتريث وعدم الاندفاع.
حدودنا الشمالية كما الشرقية والغربية كلها متوترة وبالتالي فالمنطق والامن الوطني يستدعيان ان نحافظ عليها بالمهج وألا نندفع الى أبعد من ذلك بريا.
أنا متأكد أن الدولة الاردنية ليست مراهقة وستعد للمليون قبل الاحتكام لأي خطوة وان العقلاء في «السيستم» سيبردون الرؤوس الحامية وهذا رهاني الذي ما خاب في كثير من المرات.
حمى الله جيشنا فهو الجيش العربي الوحيد في المنطق الذي يملك قدميه وقوته ونريده ان يستمر الى الابد وهنا نقول: يا دولتنا تريثي قبل اي خطوة مهما كانت.