فهو أشبه بالورم الخبيث الذي يصيب الجسد السليم فيحوله إلى هيكل عظمي لا حول له ولاقوة، وللأسف الشديد أصبح انتشار هذا الوباء في جسد الأمة العربية والإسلامية ظاهرة خطيرة تبعث على القلق والخوف خاصة مع اضمحلال عوامل المناعة، وتكاثر الأوبئة الأخرى التي تشكل بيئة ملائمة لنمو واستفحال هذا المرض الخطير المهدد لقداسة الإسلام الحقيقي وهوية الأمة وبروز فئة من المهزومين والموتورين والقتله الماجورين الذين صدرتهم الدول لتتخلص من شرورهم ليجتمعوا على الشر
يشرعون باسم الدين كلّ مايخالف الشرع الإسلامي، ويحللون ماحرّم الله، ويحرّمون ماحلل مستندين في غيّهم وضلالها إلىجهل بجوهر الدين وحقيقة المعتقد وأصول الشرع وفلسفة التوحيد والمعاني السامية للفقه والمعرفة الإلهية.وهذه الفئة المتطرفة التي لاتمتلك الحدّ الأدنى من القيم والأخلاق ولايربطها بالعروبة والإسلام أي رابط، اختارت الإرهاب والجريمة طريقاً لتحقيق مآربها، والكذب والنفاق سلوكاً تخدع به الناس وتحرفهم عن صراط الحق وطريق الصواب متخذة من الخرافة والشعوذة والزندقة منهجاً لتوسيع دائرة وجودها ونفوذها بين المغيبين عن نور المعرفة، والمبعدين عن جنة العلم، والغارقين في مستنقع الأوهام وبحر الظلام مستغلة صدأ عقولهم، وهيجان غرائزهم، وسورة نزواتهم وشهواتهم، وترهّل إراداتهم، وهجرة ضمائرهم، وخواء نفوسهم وقلوبهم من الرحمة والحبّ والإيمان، دافعةً إياهم إلى ارتكاب المعاصي ومخالفة المولى عزّ وجل والتنكر لإنسانيتهم
بعد أن أسدلت على أبصارهم وبصائرهم ستاراً من الخداع والمكر والزور والبهتان. ولاأعتقد أن هناك من حاجة للبرهان على ذلك، فمن رأى أياديهم الآثمة وهي تمتد لتحرق شهيد الحق والواجب النقيب معاذ الكساسبه حيا باسم الدين يدرك بما لايقبل الشك ماهية هؤلاء الفجرة الذين لايروق لهم رؤية النور، ولاتطربهم كلمة الحق، ولايؤانسهم ذكر الله، ولايسعدهم تقدم الأمة ووحدتها وقوتها وانتصارها على الظلم والظالمين، لاسيما وأنّ الشهيد رحمه الله كان جنديا من جنود الحق وفارسا من فرسان الاسلام الحق في أقواله وأفعاله وعمل كلّ مابوسعه لإعلاء كلمة الحق ودحض الباطل وإرساء كلّ المعاني الخيّرة والنبيلة بين أفراد المجتمع ومقارعة البغي والعدوان ليبقى الوطن عزيزاً منيعاً مصاناً من كلّ مايريده له أعداءه.
أنّ أحزاننا التي نعيشها اليوم بغياب نسر من نسور الاردن نذر نفسه لدينه و لوطنه وقائده وامته لن تزيدنا إلا إيماناً بان النصر ات لقناعتنا المطلقة بأنّ السعادة الحقيقية تولدُ من رحم الألم وأنّ آلام المخاض ماهي إلا بشرى بولادة ابتسامة الظفر بمن سيزف لنا أعياد الخير والهناء،فطالما غسلنا قلوبنا بدموع ذرفناها على أحبة لنا غابوا او مضوا دفاعاً عن الشرف والكرامة وطهرناها من الحقد والكراهية كاظمين
الغيظ متعالين على الجراح ليبقى الوطن كما نريده منيعاً قوياً قادراً على دحر الغزاة وتحقيق مانصبو إليه من أمنٍ وأمانٍ ونمو وازدهار
.
نعم ليس غريبا ان يتصرف القتله هكذا لان الياس الذي يعيشونه والإفلاس الذي أصابهم، والهزائم التي منيوا بها، مازادتهم إلا وحشية وعدوانية لثقتهم المطلقة بأن طرحهم الساقط من رحم التآمر والخيانة والذل والمهانة لن يكون إلا وصمة عارٍ في جبينهم إلى يوم القيامة والدين
لذا تراهم يرقصون على آلام االغير من ضلالهم ومخططاتهم الفاسدة، ويرفضون التوقف عن سفك الدماء وقتل الأبرياء وارتكاب المجازر التي لم يشهد لها التاريخ مثالاً في الفظاعة والوحشية والانحطاط. وإذا كانوا هم اليائسون القانطون من رحمة الله، العادلون به، الجاحدون لنعمائه والكافرون بعظمته ووحدانيته، فإننا
ستبقى كلمة الوطن هي العليا وكلمتهم السفلى لأنّ حبّ الوطن من حبّ الله
من هنا وقف الاردن بقلب معاذ وهمه معاذ ورجوله معاذ وقفه واحدة ليقول لالارهاب لالاعداء الاسلام لالاعداء العروبه فالاسلام منهم براء لان الاسلام دين محبه وشفاعه وموده واخاء يحرم القتل فكيف لمسلم ان يقتل مسلم فان كانت الدواعش مسلمه فمعاذ مسلم يدافع عن دينه وعروبته فلترينا موقفها من المجاهدين من اجل دين محمد الصحيح والذي قال والله لهدم الكعبه حجرا حجرا اهون على الله من قتل مسلم فكان معاذ شمعه احترقت لتضئ للعالم طريق الحق وتكشف ابناء الشيطان
فكانت نهايه مشواره البطولي ان واجه الجلادين الساديه بوقفه الاردني الذي لاينحني الا لله ولا يسال الا الله لم يرتعد ولم يستجدي بل ظل كالطود شامخا يسال الله الشهاده في سبيل اعلاء كلمه الحق وإبراز الوجه الحقيقي للإسلام والعروبة الذي تتجلى فيه ملامح السماحة والمحبة والأخوة والإيثار وتفيض من بين ثناياه ينابيع الخير والعزة والكرامة، وتشرق على جبينه شمس العلم والمعرفة والتقدم والازدهار، وتنطلق من بين شفاهه صيحة: «الله أكبر» لتملأ القلوب إنسانية ورحمة، والأرواح شفافية ورقة، والعقول تفكراً وارتقاءً وعظمة لتكشف حقيقة داعش ابناء الشيطانالقتله داعش المارقين الذي تبرا منهم الدين والضمير ،
والإرادات قوةً لخدمة البشر كل البشر مهما تعددت ألوانهم ومذاهبهم وانتماءاتهم، وإذا كانت الكلمات لاتستطيع أن تفي العظماء حقهم فإنّ مشاعر الألم والحزن والمرارة التي يكابدها أبناءالاردن على رحيل شهيدها المجاهد أصدق تعبير على ماتكنّه له القلوب من محبة، والعقول من إجلال وتعظيم، والنفوس من عرفان بالجميل والعطاء.
ونحن إذ نسأل الله له ولشهداء هذا الوطن الرحمة والخلود، نعاهدهم جميعاً أن نبقى على دربهم سائرون وبأنوارهم مستبصرون، وبأفكارهم مهتدون، وبأفعالهم مقتدون، وإلى حيث ماأرادوا سائرون، رغم أنوف الأعداء والأذناب والخونة والعملاء.